قصيدة اسمها عاشت فلسطين !!


ما زالت القضية الفلسطينية مجرد قصيدة تتغنى بها الانظمة العربية في المناسبات والاعياد الوطنية متناسين بأن التاريخ سيترجم ويؤرخ فقط لمن ناضل او قدم نفسه قربانا لثرى فلسطين , فهاهي القدس التي الهمت قادتنا الاماجد بالعصور الماضية تقف اليوم على اخطر منعطف في التاريخ المعاصر امام التحرير او الذوبان بالجسد الصهيوني , الشعوب بطبيعة الحال تناست هذه الايام صرخات الاستنجاد والانين الذي ماينفك ينبعث من هناك من قدس الاقداس ومن غزة ومن قرى ومدن فلسطين العتيدة , تناست التزاماتها نحو التراب العزيز والثرى المقدس والتفوا حول شعارات اساسها نفاق وظاهرها خداع بصور الوفاق , يقال ان الاحداث عندما ترحل بيوم ماء لمجلدات التاريخ توشحها صفتان اما الخيانة او الامانة والتاريخ شاهد على امثلة كثيرة , فهل نبقى كشعوب او انظمة نتناول موضوع الارض المحتلة بالانشاء والخطابات الرنانة ونتناسى واجبنا المقدس نحو التحرير واسترداد الكرامة؟! ام نبقى كأنظمة او شعوب ننظر للمحتل على انه صاحب السلطة والسطوة الذي يجب تجنبه باستمرار ونبقى نمهد له من خلال ممارساتنا اللامسؤولة كل الاساليب التي تساعده على تغيير الهوية وتهويد الثرى والتراب على ارض فلسطين؟!! ام نبقى نغطي عجزنا وقلة حيلتنا وهمتنا من خلال التذرع بالقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات ؟!!! اسرائيل وعلى مدار الستين عاما الماضية تجاهلت كل شي حتى القانون الدولي ومنظمات الامم المتحدة من اجل ترسيخ وجودها وتوطيد مفهوم الهوية على كل الاراضي المحتلة , فبدأت بالحروب فقتلت وشردت ودمرت وانتهكت المواثيق وحقوق الانسان معتبرة ان لها الحق بعمل المستحيل من اجل وجودها وبقاء كيانها على ارض فلسطين , وفي الجانب الاخر من المعادلة نرى انظمة عربية من الشرق للغرب تناست ان اسرائيل دولة مغتصبة ومحتلة ويتناسون باستمرار واجبهم تجاه الحاضر والماضي البعيد من استرجاع لمجد ضاع ومازال يضيع على ايدي الصهيونية واسرائيل , الصهيونية العالمية لم يتغير خطابها على مر السنين والايام وتراكم الاحداث بل ازدادت تمسكا بما خططت له من مفهوم الاستيطان وتهويد الارض وسلب الكرامة لكافة الشعوب والبلدان العربية رامية بعرض الحائط كل القوانين والانظمة والنداءات الداعية للسلام مقابل الارض , اما مواقفنا نحن كعرب واخص بالذات انظمتنا الحاكمة فتغير نهجها على عدة مراحل , فقبل سبعينيات القرن الماضي كانوا قدر اعتبروا اسرائيل كعدو للجميع اما منذ 30 عاما و حتى الان تعاملوا مع دولة الكيان الصهيوني بمنظور اخر شجعها على الاستمرارية بالتطرف وتكريس الاحتلال وتغيير الهوية العربية عن كل المناطق والمدن المحتلة , قبل فترة بسيطة كان خطاب الرئيس الاسرائيلي يحدد ملامح السلام المأمول حيث اكد بأنه بلا اعتراف بيهودية دولة اسرائيل فلا سلام سيرى الافق , وهذا من التصريحات الخطيرة جدا بهذا الوقت بالذات , فنحن مازلنا نتحدث عن اللاجئين وحق العودة وعروبة القدس لهذا يخططون لنسف المباديء التي كانت اساسيات بمنطلق العملية السلمية وبالتالي خلق نموذج جديد لمعاهدة السلام لاينطبق الا على ماخططت له الصهيونية من قبل , ولذلك يجب على انظمتنا العربية ان تعيد صياغة ماتم استهلاكه من قبل من شعارات لاتغني ولاتسمن من جوع ان كان بامكانها فعل ذاك , وعليهم مراجعة الضمير الحي الذي تأملته منهم شعوبهم على مدار السنوات السابقة , فقضيتنا مصيرية نابعة من التاريخ العتيد والمعتقد الحي الذي لازمنا طويلا منذ ان كنا اطفالا وبدأ يأخذ منحى خطيرا لقناعات دخلت علينا حديثا بعدم امكانية مجارات التوغل الصهيوني بالمعتقد والارض على حد سواء , فعلى الجميع من الانظمة العربية ان تنهض من جديد متخذة من من الحقيقة الواقعة قناعات بعدم جدوى الاذعان والاذلال للهيمنة الصهيونية , ولا نريد ان تبقى القضية الفلسطينية مجرد قصة نتغنى بها ونجرد انفسنا من روح المقاومة الحية للمخططات الخبيثة التي توطدها اسرائيل كل يوم ........... والسلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات