الوطنية تقتضي الاستماع الفوري لأهل معان


بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ** وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام

لم اجد افضل من تلك المداخلة لأقول بأن على الحكومة الاستماع فورا لأهل معان ومطالبهم , وعدم الانتظار الى معرفة من هو الغالب ومن هو المغلوب , استماعاً وطنياً يكون مبنياً على احترام اهل تلك المدينة وخصوصيتها عن طريق الالتقاء المباشر بالمواطنين وليس الاجتماع بأولئك المستوزرين والطامحين بكرسي النيابة او الاعيان , لان هولاء ليسوا مصدر ثقة لدى اهل معان والذين سيميلون النار الى قرصهم تاركين مطالب الجماهير تذهب ادراج الرياح , فالناس قد ملوا وسئموا من اصحاب القرار الجالسين على الكراسي .

قلت سابقا بأن ما جرى في معان ليس تمرداً كما اراد بعض الخبثاء من المدعين بأن محللين سياسيين ومن اصحاب الاقلام المأجورة بحبر الدرهم والشيكل والدولار , والمتعاونة مع الاجهزة الامنية لتفصيل الاحداث كما تريد تلك الجهة او غيرها , لإثبات بانهم يعلموا كل ما يدار حولهم من مخططات للمزيد من الانتفاع من المكاسب الشخصية على ظهر الوطن ومصلحة المواطن .

نعم قد لا نؤيد اساليب البحث عن المكاسب من تلك التي قام بها بعض المتضررين من اهالي معان , ايمانا منا بأن المكاسب وتحصيلها وايجاد الحلول المنطقية والمقنعة لواقع الخدمات لا تعني بالضرورة الاخلال بالأمن والتطاول على هيبة الوطن وترك المجال للجراذين القذرة المختبئة تحت الارض للعبث بمقدرات الاردن .

اسمحوا لي بأن ما دفعني للكتابة في موضوع معان واهلها هو ذلك التحريض المبطن على تلك المدينة والمتضمن وصف ما جرى فيها وتصويره على أنه انتفاضة شعبية لتغيير نظام الحكم والاخلال بالأمن الوطني كما يحلوا للخبثاء وصفه من خلف الكواليس .

فالذي يزور معان لا بد وان يلحظ تدني الخدمات فيها بصورة ملحوظة لا تخفى على عين الرقيب والمتابع الوطني الصادق , فمن حق اهل معان ان يتساءلوا عن الخدمات المقدمة لأهل عمان على حسابهم, كما من حقهم ان يتساءلوا عن الخدمات التي تقدمها الحكومة لأولئك الزائرين الجدد للأرض الاردنية على حساب القابضين على جمر الحياة تحت اشعة حرارة الشمس اللاهبة وتحت وطأة انتقاص الحقوق والمكتسبات .

ففي معان واقع اليم يعيشه المواطن هناك , فهل ذهب رئيس الحكومة وأعضاء وزارته الى قريقره والمريغة وقطر والجفر للاطلاع على الواقع المرير للسكان فيها حيث تذهب بعض الطالبات عدة كيلو مترات للدراسة في الوقت الذي تفّصل به الحكومة اجود الملاذات في عمان لهذا وذاك .

فمن حق اهل معان ان يتساءلوا عن اولئك القابعين في عمان على ظهورهم وعلى حساب ابنائهم , فهم حين خرجوا وطالبوا بالحقوق لم يطالبوا بتغيير النظام ولا إحداث شرخ في نسيج امن الوطن , كما روج لذلك بعض العقول الخبيثة حين وصفت بان ما جرى في معان لم يكن وليد الصدفة , بل جاء بدعم خارجي لإحداث ثورة تنطلق من الجنوب , وفي ذلك افتراء كبير على المعانية الذين ما كانوا يوما ولن يكونوا إلا بندقية موجهة لأعداء الوطن , واذا كان هناك خارجون عن القانون فاعتقد بأن لدى الاجهزة الامنية الاردنية مقدرة فائقة على محاصرتهم وهم نيام والقاء القبض عليهم , دون اراقة دماء ودون خسارة رصاصة واحدة .

فلتحسن الحكومة الاستماع لأهل معان ومطالبهم بعيداً عن لعبة كيدي غلب كيدك , فالاستماع للكلام من وجهة نظري ونظر الوطن افضل بدرجات كبيرة من الاستماع لصوت الرصاص ومشاهدة آلسنة النار , فأهل معان لم يطالبوا بتغييرات خرافية تصل حد الازعاج , بل تكمن مطالبهم في تحسين واقع الخدمات ليس أكثر, وما جرى في معان طبيعي جداً , ولا يحتمل تأويلا أخر, وعلى الجميع ان يعلموا بأن الحكومة التي تسمح لمن هب ودب بالدخول لمفاصل شعبها يجب ان ترحل فوراً .

وقفة للتأمل :" تذكري ايتها الحكومة , بأن اهلنا في معان حبهم لوطنهم ومليكهم صادق لا يتغير بتغير المواقف والظروف ولا يرتفع وينخفض تبعاً للمكاسب ".



تعليقات القراء

الحقيقة مره
الحل لمشاكل معان وكل محافظات الجنوب بتحويل مخيمات اللاجئين الجدد اليها او على الاقل لاجئي المستقبل لا سمح الله وفي هذه الحالة ترتفع اسعار الاراضي في هذه المناطق وتتحسن الاحوال المعيشية للسكان من خلال بيع الاراضي كما هو الحال في عمان واربد والزرقاء .

اما القول بان اهل عمان عايشين على احساب اهل معان وخدماتهم كذلك فهذا هراء لان الضرائب التي يدفعها اهل عمان وباقي المناطق كفيلة بتوفير اجود انواع الخدمات لهم . والناس الميصورة الحال في عمان باعت ارضها وعايشه وتترفه من ثمنها.
12-05-2014 08:18 AM
ياسر كريشان
شكرا لك استاذ احمد
فانت اصبت كبد الحقيقة فهناك اقلام ماحورة تسعى لبث السم مقابل حفنة من الدنانير والدولارات ومشكلتنا في القاطنيين في عمان من ابناء معان الذي ينصب جل همهم في استغلال الظرف لتحصيل اكبر قدر من المنافع الشخصية ولو على حساب دماء البسطاء لا حول ولا قوة الا بالله
12-05-2014 09:54 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات