اطواق نجاة العدو لن تجدي


لم يعد خافيا ان المركز الراسمالي الاميركي يعيش ازمة اقتصادية بالغة الحدة والعممق , كما انها ازمة مستعصية ولا تملك آفاقا" للحل , وهي ليست مقصورة على اميركا لوحدها بل ان مجالها الحيوي من الحلفاء والعملاء والادوات اصبح يعاني من ذات الاعراض , وفي مقدمتهم النظام العربي الرسمي , والعدو الصهيوني فهو مازوم موضوعيا, وذاتيا , وبرغم ان العديد من قوى اليسار , والقوى الفلسطينية والانظمة الرسمية العربية تلقي له باطواق النجاة , لكنه لن يغادر غرفة الانعاش , "هي علة الموت الي ما الها دوا " , برغم كل محاولات ضخ الاكسجين لاعادة النبض الى قواه الفاشية التابعة للرأسمالية الابشع في التاريخ , الراسمالية المركزية الأميركية
ان الازمة قبل ان تكون صهيونية , ازمة امبريالية اميركية بامتياز , ( و هي سمة الراسمالية التي تحمل بذور فنائها في رحمها ) ,برغم كل محاولات التشبث بالهيمنة , وسرقة الشعوب ستبؤ بالفشل , فالعالم لم يعد هو ذاته المذعن , المرعوب والذي لا يملك حيلة ولا تدبيرا .
وحين تتمكن قوة لا تزيد عن 3 الاف مقاتل " لحزب الله المقاوم "ان تهزم اعتى قوة عسكرية مدججة باحدث تقنيات القتل , واكثرها دموية , وتطورا هي الة الحرب , والقتل , والعدوان الصهيونية , فهي اشارة بالغة الاهمية , والدلالات.
وفي مقدمة هذه الدلالات: ارادة الصمود , والتصدي , واشارة الى ان الانظمة العربية العميلة , (اضافة للسلطة الفلسطينية الاكثر اذاعانا , وعمالة ) , جردت الشعب الفلسطيني , وكافة الشعوب العربية من روح المقاومة , وبثت روح الهزيمة والخنوع والاستسلام , مقابل ان تجثم على صدور شعبنا العربي ؛ العقود الماضية بضمانات اميركية , صهيونية .
لكن منظومة المقاومة , ومركزها , وقلبها , وروحها سورية المقاومة استطاعت ان تلقن , العالم درسا في امتلاك الارادة الحرة , وارادة الصمود , والبناء , والاستعداد , واستطاعت ان تلقن الصلف, والغرو , وشهوة النهب , والسرقة والقتل , والهيمنة الاميركية ، دروسا ادركت بموجبها انها لم تعد كاوبوي العالم , ولا شرطيه المارق , ومرغت انفها بالتراب وايقظت روح المقاومة , والنهوض لبقية شعوب , وانظمة العالم.
لم تعد اميركا قادرة على توفير الغطاء الاخلاقي المزيف , ولا الدولي المذعن للعدو الصهيوني , فقد انحسرت عنه غلالة الزيف والتضليل , ولم تعد قادرة على توفير الغطاء العسكري بسبب عدم القدرة على تحمل كلفة الحرب الاخلاقية , والاقتصادية والبشرية.
واصبحت الانظمة التابعة العميلة في مهب المتغيرات الدولية , وارادة الشعوب الحرة , واصبح العدو الصهيوني بالتالي امام ازمته الذاتية الاخلاقية , والعسكرية الديمغرافية والجغرافية موضوعيا بسبب الازمة الاميركية , وهو الكيان الذي يحمل ذات الجينات الاميركية المازومة موضوعيا
العدو الصهيوني كما اسلفنا , كيان مصطنع , بني على اركان من العدوان , والظلم والبغي , والعمالة كرأس حربة لخدمة المشروع الاستعماري , وقد اخذت هذه الاركان , والاسس اخذت تتهاوي بسبب الصحوة , واردة القتال , والصمود للقوى الحية . ولو لم يقم الاستعمار الانظمة العربية العميلة لكانت نهاية هذا الكيان المسخ باتت وشيكة جدا .
نذكر كل من يلقي بطوق نجاة لهذا العار بانه قد اختار الخندق المعادي للحق العربي , وبأنه لن يفلت من حساب التاريخ وتبعات مواقفه المشينة .



تعليقات القراء

متابعة
كلام رائع وواقعي من الآخر ، يا ريت الكل يستوعب الحقيقة الواضحة والجلية ، ولكن للأسف الكل لا يفكر ولا يحلل ، ولكن هناك أناس واعون للأحداث ويحللون الأحداث بعمق وذكاء مثل كاتب المقال المحترم .
08-05-2014 11:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات