بوابة العظماء


تكثر الإشارة على مر العصور الى السياسيين و الدبلوماسيين الذين يكون لهم أثر كبير في تشكيل الأحداث التي تؤثر ايجابيا على بلادهم و مجتمعاتهم إلا أن قليلاً منهم يكون لهم حصر المرور من بوابة العظماء التي كفلها التاريخ لكل من أسهم في التأثير على عصره بشكل لم يسبق له مثيل و لعل ابرز ما يميز السياسي العظيم عن زملاء عصره هو قدرته الحقيقية على توظيف معتقداته مع إمكانياته في أطار احتياجات بلاده و النظام الذي تعيش فيه لذلك فأن توافق و انسجام هذه المعايير مضافاً اليها قدرته على تحريك الأمور هي في النهاية بطاقة المرور عبر هذه البوابة.

 

إذا كان هنالك العديد ممن تطبق عليهم لفظ عظيم فإن توافق وانسجام هذه المعايير مضافا اليها قدرته على تحريك الأمور هي في النهاية بطاقة المرور عبر هذه البوابة.

 

إذا كان هنالك العديد ممن تطبق عليهم لفظ عظيم فإن أحداً لا يستطيع إن يدخلهم من بوابه العظماء الى ذاكرة الأمة لأنهم لم يتمتعوا بحظ عقائدي و فكري ثابت و بموهبه سياسية فذة سخرت لخدمة بلادهم و نظامهم مما سيجعلهم لفترة طويلة بعدين عن التربع على عرش الدبلوماسية ففي هذا الزمن لم نشهد البراعة في الدبلوماسية متعددة الأطراف بشكل واضح رغم كونها أداه جديدة في عالم القيادة ولم تستقر الى الآن في القاموس السياسي بالشكل المفهوم.

 

ولم تستقر الفراسة الطبيعية التي تهب للقائد القدرة على أن يتعامل مع شخصيات العالم الذي يحتاج القائد ومحب حقيقي و مهما اختلفنا في تقدير هذا القائد أو مع آرائه و تحليلاته و سياساته فأننا يجب ان نحكم عليه من منطلقين الأول: هو قدرته على التنسيق بين معتقداته الشخصية من ناحية أخرى بالإضافة الى قدرته لتطويع النظام وكافة الأنظمة لصالح بلاده بحيث تساهم في كفالة السلام أما المعيار الثاني وهو أن فكره يجب أن يكون محافظاً ومن ثم على الشعوب و الأمة أن تحكم عليه بمعيار عصره و لا يستطيع أحد أن ينكر حق القيادة الفذة التي تسبق زمنها في أن تمر الى ذاكرتنا عبر بوابة العظماء لكل الأسباب التي أوردناها سواء لدبلوماسيته ودوره في ترسيخ مفاهيم دبلوماسية متميزة " الدبلوماسية متعددة الأطراف " أو لبراعته التفاوضية فالمعيار الحقيقي الذي يمكن لنا أن نحكم به على القيادة و القائد يكمن في المقام الأول في القدرة الفائقة في التنسيق بين المعتقدات و القدرات ومصلحة البلاد و تسيير النظام لخدمة كل هذه الأغراض معاً.

 

ولكن يبقى أن نقول ونحن نبحث عن السياسي الذي يدخل من بوابة العظماء تكمن في أن هناك سياسيا لكل عصر و لكنه لا يوجد عصر لكل السياسين لأن ذلك معناه ثبات حركة التاريخ و جمودها الإنساني.

talal_gerasa@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات