الاحزاب .. لن تنجح قطعيا


1- الاحزاب العربيه والاردنيه على وجه الخصوص ... لن تنجح ولن يكون لها مستقبل ولن ينضم لها الا قله قليله من الناس ... والسبب يعود ان الاحزاب هي فكره ومشروع ( غربي ) اصلا ونتج بعد ان ابتعدت الكنيسه او أبعدت هيمنه الحياه الدينيه على الحياه السياسيه ومن هنا لجأت شعوب الغرب الى أيجاد بديل لتنظيم حياتهم السياسيه عن طريق مدارس ونظريات شكلت فيما بعد ( كأحزاب ) تتبنى هذه النظريات والافكار واستنبط منها برامج حزبيه وصقلت كنهج سياسي واقتصادي واجتماعي ونجحوا بذلك لأن لا بديل لهم سوى هذه الطريقه ومما ساعد على نجاح احزابهم وتفوقهم ايضا هو ان الشعوب الغربيه تعيش وتحيا ك ( حياه مدنيه ) كامله وتأصلت بهم كليا أي بمعنى ان لا دور( للعشيره او القبيله او العائله او الحموله او مسقط الرأس او الدين او اللون او الجنس أو العنصريه او العادات او التقاليد ) في حياتهم السياسيه او الاقتصاديه وليس لها دور كليا في كيفية اختيار مرشحيهم من الاحزاب التي تتولى حكم بلادهم ... فالأحزاب عندهم ( مجرده وكلاسيكيه ) لا ترتبط بالعقد التاريخيه ولا بالتعارض الديني المتنوع داخل مجتماعاتهم وهذا بمجمله خلق بيئه مهيئه ( مائه بالمائه ) لتحيا الاحزاب وتنطلق بأريحيه مطلقه وحريه كامله لمزاولة نشاطها وتألقها ... فالشعوب الغربيه تعتمد كليا في اختيار حكامهم ونهج الحكم لديهم على الأحزاب .... ومما عزز انطلاقه الاحزاب لديهم هو اتباع اسلوب ( الديقراطيه ) المطلقه والتي ترسخت بمجتماعاتهم بكل شيء ابتداءا من اصغر الاشياء الى اكبرها .. وبهذا تكون ( دائرة الحكم ) لديهم قد اكتملت .. ( حياه مدنيه / ديمقراطيه / احزاب ) ... وأقرب صوره لها تقريبا يتحقق من خلال ( العلمانيه ) .

2- اما بالنسبه للعرب ومنهم الاردن ... لن ولم تتحقق عناصر ( دائرة الحكم ) المشار اليها سابقا بما يتعلق بالاحزاب ..... نحن لا نستطيع ولا بأي شكل من الأشكال ان ( ننصهر ) بمجتمع مدني واحد بشكل كامل وكلي .... لأسباب تتعلق ببيئتنا العربيه أصلا .. القائمه على هذه الهيكله .. وهي فعليا مبرره ببعض الامور .. ومبالغ بها ببعض الامور .... نحن جبلنا على اساس ان نحيا حياتنا وننظمها عبر ( المثلث الفطري ) والذي زواياه هي ( الدين / القبيله / العادات والتقاليد ) ولا يمكن تجاوزها وهذه تعتبر ( الأسهم القاتله ) الموجهه الى قلب ( دائرة الحكم / الأحزاب ) ... وبهذا لا يمكن ان تنجح الاحزاب في الدول العربيه لفقدانها العناصر الرئيسيه ومقوماتها التي هي بالأساس تعتبر الأعمده الرئيسيه للنهوض بالأحزاب والتي تتعارض اذا لم يكن كليا فجزئيا مع ( المثلث الفطري ) وهذا التعارض وان كان جزئيا كفيل بأفشال نجاح الاحزاب ونهضتها .

3- اود الاشاره هنا الى أمر ضروري جدا ... وهو ان ( البيئه الغربيه ومجتماعاتها وثقافاتها وحضاراتها ) تختلف عن ( البيئه والمجتمع العربي ) ... ما يصلح هناك ليس بالضروره ان يصلح هنا وهذا مبرر كافي وكفيل بفشل تجربه الاحزاب لدينا .. فلا بد بأيجاد طريقة حكم أخرى تتكيف وتتناسب معنا... ولكن السؤال .. ما هي ؟ .

4- هل هي العلمانيه ؟ ... أدت الى أنقسام المجتمعات ... بين مؤيد ومعارض ... هل هي الأسلاميه .. هي أيضا أدت الى نفس النتيجه .... أشرت الى ( العلمانيه والاسلاميه ) كطريقة حكم لأنهما هم النظامين او الطريقتين او النهجين الأكثر شيوعا وقبولا وتصارعا كأنظمه حكم بالعالم .... ومن هنا .... لن تنجح كل طريقه او أيا من النظامين الا اذا تحققت شروط نهضتهما بالكامل ... لن تنجح العلمانيه أو الأسلاميه الا تحققت شروط ( دائرة الحكم ) لدى الشعوب وهي ( حياه مدنيه / ديمقراطيه / احزاب ) وهذا ينجح او اقرب للنجاح للشعوب التي تؤمن وتحمل الفكر العلماني ... اما فكرة الاحزاب لدى المجتمع الذي اغلبيته اسلاميين لن تنجح لديه فكرة الاحزاب لعدم توفر الشروط والعناصر الرئيسيه لنهضة فكرة الاحزاب لأنها مجتمعات تعيش وتحيا وتمارس وتكرس مفهوم ( المثلث الفطري ) المتعارض اصلا مع موضوع وفكرة ونهج الاحزاب.

5- هناك سائل ... وما تعليقك على ان هناك ( احزاب اسلاميه ) .. اليست تلك تجسد مفهوم الحزب والحياه الحزبيه ؟ ... الجواب ... الاحزاب الأسلاميه على أرض الواقع لا ( تصنف ) على اعتبارها حزب وتمارس الحياه الحزبيه .. هنا حصل ويحصل التباس الى يومنا هذا بهذا المفهوم .... لأن شروط فكره الأحزاب غير متوفره بها أصلا ... مثال ... النظام او الفكر او البرنامج الاسلامي قائم اصلا على نهج الشريعه الأسلاميه والذي يرفضه كثير من ابناء المجتمع العربي الواحد المتعدد الاديان والافكار والمدارس ... ( دفع الجزيه / قطع يد السارق / ..... ) هذه امثله تتنافى وتتعارض مع مفهوم ( المجتمع او الحياه المدنيه العالمي وبالأخص الغرب كفكر ) ... الحياه المدنيه تعني الجميع تحت سقف واحد من القوانيين والتشريعات والواجبات والحقوق وبدون تدخل الدين او العادات او التقاليد او القبيله بتطبيق السياسات والتشريعات ... وهنا يجد الحكم الأسلامي نفسه بمأزق ... هو فعليا يتعارض مع ( مفهوم الحياه المدنيه ) لذلك هو تلقائيا يخرج من أطار مفهوم وفكرة الحزب والاحزاب المتعارف عليها عالميا لفقدانه أحد شروط وعناصر الحياه الحزبيه وفكرتها ونهجها ... هذه أحد الأمثله ... الديمقراطيه لها ايضا نصيب بتعارضها مع النظام او الفكر الأسلامي ... مثال .. المجتمعات الغربيه يستطيع ان يتحرك ضمن مساحه واسعه من ( الحريات ) في حين النظام او الفكر الأسلامي يضع شروط وقيود على ذلك وضمن سقف معين .. وهذا ايضا كفيل بأخراج فكرة ان ( الاسلاميين ) يعيشون ويمارسون حياه حزبيه وضمن اطارها لأن حسب مفهوم الأحزاب بالعالم ( كفكر وكنهج ) ان النظام او الفكر او الحكم الأسلامي فقد عنصر ومقوم رئيسي من مقومات واعمدة وعناصر الفكر الحزبي ونهجه .. الفكر الحزبي العالمي يشير الى تحقيق وتطبيق كامل ( للديمقراطيه ) وكوحده متكامله غير منقوصه او انتقائيه .. مما يدخل الفكر الاسلامي بمأزق أخر ويفقد احد العناصر الرئيسيه لنهج ومشورع وفكره الاحزاب حسب المفهوم العالمي .... لذلك لا يمكن اعتبار الفكر الأسلامي او الجماعات الأسلاميه على اعتبار انها تشكل حزب او هي تمارس الحياه الحزبيه بمعناها الحقيقي وضمناطار الحزبيه .

6- سؤال أخر ... بما ان الاسلاميين وجماعاتهم وتجمعهم تحت فكر ونهج معين .. هذا ... ماذا تطلق عليه اذ لم تعتبره انت انها ( حزب ) وتعيش ضمن اطار ومفهوم الاحزاب كما هو متعارف عليه ؟ .... الجواب ... الحزب يعني هو ان تأتي ( بنهج مدني ) جديد من صنع البشر اختاروه كبرنامج او سياسه او نهج يحكمون انفسهم به وينظمون حياته على اساسه بعيد عن الدين .. لكن ان تأخذ شريعه ربانيه ودين وتخضعه تحت مفهوم ( حزب ) لا يجوز ولا ينطبق منطقيا ذلك .. لأن نهجهم وفكرهم نابع من شريعه سنت من قبل الانبياء والرسل وبوحي من الله سبحانه وتعالى وتنزيل من عنده ايضا .. فهم جماعه تعيش وتمارس افكارها ونهجا ضمن ( اطار ديني ) مشرع اصلا من قبل الله رب العالمين ولا يد لهم فيه .. اذا هم فعليا قائمين على تطبيق شريعة الله بالأرض ... فبناءا على انهم يشكلون حزب ويخضعون للنظام الحزبي وشروطه هذا بالمجمل يعني منطقيا وتحصيل حاصل ان كل ( مسلم ) هو حزبي مع انه غير منتسب رسميا وشكليا الى ( الاحزاب الأسلاميه ) ... وهذا يعني اذا انا كنت مسجل وعضو بحزب ( علماني ) مثلا هذا يعني تلقائي أنني أنا أيضا عضو ( بالحزب الأسلامي ) كوني مسلم لأنني معني فعليا بنهج وفكر الأسلاميين .... واذا كان هناك اكثر من حزب أسلامي هذا يعني ايضا تلقائيا انني ايضا عضو تلقائي بذلك الحزب الاسلامي ايضا ..... ومن هنا انا انتمائي للجماعه الاسلاميه كعضو اصبح تحصيل حاصل لان هذه شريعة الله التي أمنت بها واصبحت معني بها ... هكذا المنطق يقول ... ولا يجوز ان نقول مثلا ان عدد اعضاء ( جماعه اسلاميه ما ) يبلغ عشرة الاف عضو .. يعني من سجل عضوا بهذه المجموعه كحزب هم مسلمون ولم يسجل هم ليس معنيين بالأسلام ؟ .. طبعا لا ... لا تنطبق فكرة الحزب على اي مجموعه اسلاميه تشكل حزب ضمن الأطار الديني لأنها تفتقد لشروط فكر ونهج الاحزاب كما هو متعارف عليه عالميا .... مثال .. لو وجد حزب بدوله اوروبيه كحزب ( ديني مسيحي ) بحت ويعمل ضمن الاطار الديني فقط ويريد ان يطبق التعاليم الدينيه كنهج حكم على كافة افراد المجتمع المتنوعه والمختلفه اديانهم واجناسهم ... ... هذه مثل فكرة ( حزب اسلامي ما ) هل هذا الحزب عند الغرب يعتبر حزب مدني يعني الجميع وتنطبق عليه شروط فكر ونهج الحزب .. طبعا لا ... ولا يمكن ان تجد مثل هذه ااحزاب بدول الغرب ... قد يكون هناك حزب ديني بدوله غربيه اعضاءه من طائفه دينيه معينه ولكن تجد منهجهم وفكرهم وبرنامج حزبهم لا يتخذ من تعاليم دينهم نهجا وانما تجد نهجهم يعني جميع افراد المجتمع .

7- لذلك .. اي حزب اسلامي لا يجوز حسب وجهة نظري ان يطلق عليه حزب اسلامي .. وامامه خياران .. اما ان يحول حزبه الى ( حزب مدني ) ويطلق عليه اي اسم يشاء وله برنامج مستقل مدني من صنع البشر او ان ( يلغي /يشطب / ينهي ) حزبه ويعود كمواطن عادي يمارس شعائره الدينيه ضمن اطار الدوله وحسب طريقة حكمها ويخضع لقوانينها وطريقه حكمها وله الاختيار للانتساب لأي حزب مدني اخر اقتنع ببرنامجها يكون قريب من فكره نوعا ما .

8- الفكر او النهج الأسلامي هو بحد ذاته منزه وبعيد كل البعد كنهج وكفكر وكدين عن اي ناقصه او عيب او ثغره او قصور او ضعف ... تجد فيه كل شيء شبه مكتمل والكمال لله وحده ... لأنه ليس من صنع البشر وانما هو من خالق البشر .. وهو اعلم بما يضرهم وبما ينفعهم ... ولكن انا اتحدث هنا عن ( فكرة الاحزاب وشروطها وعناصرها ) ... والفكر والنهج والشريعه الأسلاميه ليست بحاجه الى حزب هي شريعه تمارس قولا وفعلا على ارض الواقع تتكلم عن نفسها بنفسها ... لكن يعتمد ذلك على مدى قابلية البشر المعنيين في كيفية تكييف انفسهم بترسيخ ايمانهم بقلوبهم الى اقصى درجه وضمن المنطق والامكانيات في تسخير هذه الشريعه لمصلحتهم ونجاتهم بالدنيا والأخره .

9- تعليقا على ( الكتل البرلمانيه بالبرلمان الاردني ) ... لا يمكن هذه الكتل ان تفرز احزابا بالمستقبل ... الحياه الحزبيه بالاردن لن يكتب لها النجاح اسوة بالاحزاب العربيه الاخرى .... ومما سيعقد الامور اكثر بالاضافة الى عدم تحقيق شروط وعناصر نشأة الاحزاب ضمن المفهوم العالمي الا وهي توفر ( حياه مدنيه / ديمقراطيه / احزاب ) وسيعقد الامور اكثر ان ( شعبية النواب ) ليست على ما يرام بالشارع الاردني وبالتالي هذا سينعكس على قرار المواطن الاردني وتردده بالانتساب الى حزب فلان او فلان وفيه النائب فلاني او يتزعمه النائب فلاني وقد رأينا نشاطه وافعاله واقواله بالبرلمان .. وبالتالي حتى لو وجد بالحزب عضو برلماني او اعضاء عرف عنهم الاخلاص والتفاني والنشاط وكان بينهم بعض الاشخاص الغير مرغوب بهم بالشارع الاردني بلا شك ستعزف الناس عن الانضمان الى ذلك الحزب او ذاك ... واضافة الى مؤشرات فشل الاحزاب ايضا وهو ممارساتنا وتأثرنا بعناصر ( المثلث الفطري ) وهما ( الدين / القبيله / العادات والتقاليد ).

10- هناك دول عربيه تعتقد انها تمارس الاحزاب وهي فاشله بمهدها ايضا بغض النظر عن فكر او نهج الحزب .. وما يقال ان ان هناك دول نظام الحكم بها قائم وناتج عن حزبيه او احزاب او تكتلات برلمانيه فهو يوهم نفسه ... اعطني حزب عربي وصل الى سدة الحكم وتزعزع عنه او وجد له منافس او حتى طبق برنامجه ... فهو يصنف على اساس حكم ديكتاتوري يخفي نفسه ضمن اطار الحزب والحزبيه ... نحن العرب لا ينفعنا او يناسبنا الحزبيه صدقا ... ما يناسبنا هو ( الخليط ) بين المدارس الفكريه والشريعه بنوع من التوازي يحقق للجميع مستوى جيد نوعا ما بالعداله والمساواه وعدم الاقصاء وذلك يظهر من خلال القوانيين والتشريعات وقليلا من الديمقراطيه ( كمرونه ) وقليلا ايضا من الديكتاتوريه ( كحزم ) .. هذا افضل ما يناسب المجتمعات العربيه في الوقت الحالي على الأقل ... فلا داعي لمضيعة الوقت ... لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال ان نتخلى نحن العرب عن ( المثلث الفطري ) ... هذه الحقيقه .

ملاحظه : ما اكثر الاحزاب بالأمه العربيه وما أقل اعضائها .. أين ذهبت البشر ؟ ... وما هو السبب ؟ .. لماذا تعزف الناس عن الدخول الى الاحزاب ؟ .. الجواب أظنه ان كل مواطن عربي يعتقد نفسه زعيم او يريد ان يصبح هو زعيما ... رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه فأوقفها عند حدها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات