لماذا التركيز على عدم تقدمنا .. ولوبالنظافة


بعد تجوالي وترحالي بين مدن وقرى وأماكن التجمعات السكنية والمرافق التجارية والأماكن السياحية في الجزيرة التي أحببتها وتعايشت حياتي فيها مع سكانها ووافديها ومغتربيها ، وحياتهم البرية والبحرية والريفية والمدنية تجولت كثيرا ً راجلا ً وراكبا ً في مركبة خاصة وبعض الأوقات في الأ توبيسات أو القطارات وبعض الأوقات على الدراجة الهوائية ، وأمارس رياضة المشي المفضلة لدي الشعوب الأوروبية بلا اًستثناء كبيرا ً كان أم صغيرا ً أنثى كان أم ذكرا ً وهنا قدمت ُ الأنثى على الذكر لتفضيلها عليه في المجتمع الإسباني حيثُ هي الأساس في بناء الأسرة لأن الذكر وليس الرجل... فهو عابر سبيل وثانوي في كثير الأحيان ...لا يؤخذ برأيه وعلى هذه المقدمة سأبني مقالتي هذه .

فانني وبناء على ما ذكرت ساتطرق في هذه المقالة على موضوع واحد وهو النظافة التي هي الاساس في كل شيئ ، فوجدت أن النظافة في المجتمع الأسباني الذي تعايشت وشاركت حياته الإعتيادة ... لكل من يعيش على تلك الأرض التي لا فرق بين مواطن ومواطن في تطبيق القوانين ولابين سائح وزائر وبين أي مواطن ، فما دمت على الأرض الأسبانية يطبق عليك القانون الأسباني ، لك وما عليك متساويا بالحقوق والواجبات ما دمت تنعم بامن البلد وتشرب من مائه وتأكل من خيراته ، وتشتغل مع أهلها إذا توفر لك ذلك حسب القانون والعرف المعتاد ... فالكل تجده حريص على الأمن الإجتماعي للجميع ، والنظافة التي تهم الجميع ولأن الحكومات المتعاقبة نظيفة بأدائها أينما كانت مهامها .

فالنظافة هي الأساس نظافة اليد من الإختلاس والإختلاسات من قبل الموظفين الذين يحافظوا على أوقات دوامهم ويخدموا مراجعيهم دون تمييز وتميز، بين مراجع ومراجع ومواطن ومواطن غريبا ً كان أو قريبا ً ... وكذلك نظافة القلب من الوسواس الخناس اللذي يوسوس فيه الناس على بعضهم البعض ، فالمجتمع ألأوروبي لا يعرف الوشوشة والوسوسة مثل شعوبنا العربية التي تغرق في القيل والقال وكثرة السؤال فيما بين الخلان والجيران فالكل في نفسه منشغل ولا يهمه غيره ماذا يفعل ويشتغل.

وخرجت بخلاصة بأن الأساس في عدم الإلتزام بالنظافة عندنا وفي كل أمور حياتنا هي حكوماتنا العربية ، وكل حكومة تأتي تكون أوسخ من سابقتها .. الوساخة في القانون الذي لا يطبق الا على الضعفاء وكفل ذلك الجهة التنفيذية المتسخة أصلا ً بتوظيف زعماتها ورؤسائها ، الذين يبحثون عن شلليتهم ويوزورهم ويرقوهم ويوصلوهم لأعلى المراتب ، ليكونوا أصحاب الرأي والعقد والربط ويتصرفون بوساختهم المعهودة لجني منافع شخصية لهم من إختلاسات ودعم المهربات والرشوات... وسرقات أموال عامة وغير عامة ، ولا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية ومشاريعهم الذاتية ...فإنعكس ذلك على وساخة البلد والوطن وعدم الأهتمام به وبمواطنيه ، الذين أهملوا تماما ً بدئا ً من تأسيس الطلبة في المدارس الذين لا يتعلمون التقيد بالنظافة على أنفسهم وتصرفاتهم برمي مخلفات القمامة في الأماكن العامة وحتى الخاصة .

وترسخت هذه الثقافة وكبرت حتى تعممت على معظم الشعوب العربية وبلدانها وأقطارها وأمصارها ، فعمت القمامة معظم وطننا العربي ... وأصبحت النظافة ثقافة الغرب مرتبطة بالسلوك المجتمعي الغربي والأمريكي بعكس ثقافة الأتساخ التي ُعممت في أقطارنا تلقائيا ً ، والذي يشاهد بعض العواصم العربية والمدن الكبرى في كافة الأقطار والأمصار تجد أن الوساخة ثقافة تعايشت مع شعوبنا ، فتجد بعض المناطق التي يقطنها علية القوم وتواجد مقار الوزارات ومكان سكن الرسميين والأجانب محط إهتمام المسئولين في البلديات والمجالس المحلية ، وهي صاحبة المسئولية عن النظافة في الأماكن العامة ... فتجد أن الموظف متسخ في بيته كما هم الغالبية العظمى في شعوبنا العربية الذين بنيت دولنا على مبدأ الإتساخ العام ، وعدم الأهتمام في نشر ثقافة النظافة تلقائيا ً لدى مواطنينا الذين لا يهمهم نظافة أماكنهم الخاصة في البيوت والمتاجر والأسواق وحتى في المدارس تجد النفايات ومخلفات المشتريات تتناثر في الساحات وأكوام النفايات على أبوابها ، كما هي الأسواق تنتشر بها مئات أطنان الزبالة والقمامة ... لم تجد عامل يزيلها ويجمعها في أماكن وجدت خصيصا لنقلها لخارج المدن والإستفادة منها .

وأتكلم بالحرقة هذه من مرارة ما شاهدت في رحلتي التي تجولت بها على عدة بلدان ومدن عربية وأول الكلام سيكون عن بلد ي الأردن التي أحب أن تكون من أنظف العواصم عمانها... التي يهتم المسؤل فقط في مناطق غرب عمان أما شرقها فحدث ولا حرج لان أكوام النفايات والبراكيات تواجهك وتفاجئ الداخل لها من اتجاه الزرقاء في منطقة عين غزال براكيات تنشئ من صفائح معدنية وأخشاب وتجمع اغنام على حواف السيل وسكة الحديد التي تقرب من محطة التنقية ، وكذلك مدخل عمان من جهة الحزام منطقة مطار عمان .... والقويسمة ووادي الرمم ووادي النصر ومناطق كثيرة في عمان وغيرها فالفوضى في الاهمال ...يساعد على تواجدها الحكومة نفسها تهتم في مناطق وتهمل الكثير ، ومواطننا الاردني يساعد على عدم جمع النفايات في اماكن مخصصة .

وثاني انتقاد عن مدينتي الزرقاء التي لم تجد اهتمام من قبل المسئولين عن النظافة إطلاقا ً ، فعامل النظافة لم يعمل بما يطلب منه وخاصة في بعض الشوارع الرئيسية في المدينة ووسطها التجاري ، لان المراقب لم يهتم بمتابعة عامل النظافة الذي لا يهمه نظافة الاماكن ضمن منطقة عمله لانه يدفع الرشاوي لمسؤله ويترك العمل ويذهب لعمل آخر ... لأن بدل الأجر لا يتوافق والدخل المتدني لعامل النظافة ، وخاصة الوافدين وعدا عن ذلك كل الاحياء تجدها مكان تجمع القمامة رغم اهتمام البلدية اعلاميا ً في بداية تشكيل مجلسها الحالي الذي تراجعت عن تقديم الخدمات في مجال النظافة ...التي تكثر في الحواري والازقة التي لم يعرفها المسؤول ولاعامل النظافة ، فعدم نظافة الزرقاء كما هو باقي مدننا مسؤلية مشتركة تبدء بمسؤلية الحكومة التي عودت المواطنين على الوساخة بعدم وضع قوانين تحاسب كل من يساعد على نشر القمامة في الشوارع وأماكن التجمعات العامة ، التي تتجمع فيها القمامة بدون رقيب ولا حسيب وتجاهل من المسؤولين .

كما وجدت الفوضى العارمة في مصرنا العزيزة على كل عربي حر فالنظافة معدومة بشكل واضح ما عدا بعض الشوارع الرئيسية الكبرى قد تكون موضع اهتمام المسئولين ، الذين لا يعرفوا النظافة في وطنهم الكبير العزيز الذي تغلب عليه سمة الفوضى العارمة في عدم وجود نظافة تذكر وقانون ملغي تماما ً ، وثقافة النظافة معدومة في مصر وخاصة في القاهرة وضواحيها التي لا يعرف مواطنوها النظافة ... التي تشاهدها في قرى اسبانية تتحسر حينما تقارنها مع مدننا العربية التي ندعي بعراقتها وندعي بكذب أنتمائنا لها وحبنا لوطننا العربي الكبير ، الذي نساهم في تراجع النظافة في مرافق حياتنا وكثير من بيوتنا ، تجد العيش فيها يشكل مكره صحية ومكان لا يليق لبشر بأن يعيش فيه ...وكل ذلك يعود بنتائج سلبية على ثقافتنا العربية .

لأننا وجدنا لنرافق الأتساخ المقصود من قبل حكوماتنا التي تتصف بعدم العمل بما أوكلت به من أعمال وأهمها النظافة بمجمل معانيها النظافة المعنوية والنظافة الجسدية التي تقي المواطنين من عدم التدني الصحي ، الذي يواجه مواطنينا في بعض المدن والقرى المأهولة بالسكان التي يتواجد فيها بعض المواشي من الأغنام والأبقار والجواميس في بعض الدول العربية ، التي تشكل مصادر لنشر الأوبئة والأمراض ونقل الجراثيم والفايروسات التي تعتدي على مواطنينا الذين تهملهم حكوماتنا العربية ، التي لا تهتم بنظافة الوطن ولا تعطي اي اهتمام لتنقية البلاد من جيوب الفقر التي تتزامل وتتعامل مع أكوام النفايات التي تشكل أعباء على كواهل الحكومات ، التي يتجاهل رؤسائها وطاقمهم التنفيذي حقوق مواطنيهم بالرعاية والعناية في تنظيف الوطن والبلاد من وساخة الأنفس والأبدان ... قبل وساخة التجمعات السكنية في الأوطان والبلدان .

فمتى نعود لديننا الذي يحث على النظافة في كل شيئ في الشارع والمدن والمراكز الصحية والنظافة في مجمعات النقل والمحطات وفي المحال التجارية والاماكن السكنية والمدارس والجامعات واماكن الأشجار الحرجية والمتنزهات والتي هي بالأصل ملك للدولة ، وجدت كمتنفسات للمواطنين من ضغوطات العمل والروتين القاتل الذي يعيشه مواطننا العربي الذي تعود على نمط حياة أكل شرب نام ...ولا يهمه نظافة بدنية ولا نظافة مجتمعية ولا نظافة مدنية ، وقلت النظافة من اوطاننا وكأننا نعيش في بؤر وزرائب لمجتمعات لا حيلة لمكوناتها البشرية ، التي تفتقد لقوانين تسير الاعمال اليومية .. . فوجدت في خلاصة اطلعت عليها كمواطن عربي مسلم أعيش في مجتمع عربي ، لا مسئول يخاف الله ويعطي حق الولاية والرعاية لمواطنيه بأمانة وإخلاص... ولا مواطن يتقي الله في نفسه ومجتمعه ويلتزم بقوانين لم تطبق بالاصل على مكونات الشعوب العربية ، وكل ذلك يعود عن عدم التزامنا بمهامنا المنوطة بنا كل حسب طاقته وقدرته ، فالقانون لا يساعد على المتابعة والموظف يتقاضي راتبه كروتين أكثرهم ...والراعي لا يدري ما يجري من حوله ، والمواطن غلبان وزهقان ولا يهمه وطن ولا غير وطن والتعليم والتربية خرج عن مفهومه الحقيقي ويعود ذلك لسياسات المستعمرين الجدد الذي يوجهون السياسة التجهيلية لأتباعهم من موظفين مرتبطين بسياسة فرق تسد وطبق نظرية قوت ولا تموت .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات