غير متاح حاليا؟!


تكثر ببعض اروقة الصالونات السياسية هذه الايام الحديث عن امكانية ان يتصرف النظام الاردني بمسلك انظمة السعودية ومصر حول اعتبار جماعة الاخوان المسلمين كعصابة او منظمة ارهابية , وبالتالي العمل على اتخاذ الاجراءات الرسمية من حظر وتهميش لدورها السياسي , ولكن واقع الحال هنا غير ذلك فالنظام الاردني الذي تعايش مع الجماعة الاسلامية تلك منذ فترة طويلة لايرى بالافق لغاية الان ايي مبرر اوسبب للتخلي عن تلك الجماعة او اعتبارها منظمة او حزب متطرف او ارهابي, ففي بعض البلدان العربية المجاورة ينظر لجماعات الاخوان المسلمين بمنظور اخر غير التي تراه العين الاردنية الرسمية , فالنظام الاردني تعاطى على مدار السنوات السابقة مع هذه الجماعة من منظور يرى بامكانية تطور فكرها الداخلي وليس من خلال اهدافها المخفية , فهو مازال يعتبر جماعة الاخوان المسلمين في الاردن كجزء من النسيج الوطني مع وجود بعض الماخذ على خطابها السياسي خلال مرحلة الربيع العربي, ولذلك اصبح الاردن هو الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت من خلال وحدتها الوطنية القوية والتي صمدت بوجه رياح التغيير من خلق تجانس بين تطلعات الاحزاب المختلفة بما فيها الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية وسياسات التغييير التي بداها النظام قبل اكثر من عام ونص , من هنا اصبحت جماعة الاخوان في الاردن تنظر للنظام بمنظور الاحزاب والتيارات المختلفة العاملة على الساحة الاردنية وهذا يختلف بالشكل والمضمون عن ماهية نظرتها بالبلدان الاخرى من حيث التركيز على التغيير والتخلي عن اساسيات الاصلاح التي تنادي بها باقي الاحزاب والتيارات المختلفة , اما هنا بالاردن فالوضع مختلف تماما , فرسائل قادة تلك الحركة المستمرة اخذت من مفهوم الاصلاح سمة عامة تكتسيها بجميع المناسبات والمحافل الوطنية معتبرة ان النظام الهاشمي هو اساس الوحدة الوطنية التي يجمع عليها الجميع , ولذلك لو نظرنا لمصر على سبيل المثال رغم الارتباطات المبدأية مع باقي الاخوان المسلمين بالوطن العربي بما فيها الاردن, للاحظنا انهم هناك شكلوا منذ بداية رياح التغيير هيكلية خاصة انعزلت عن باقي مكونات الشعب واستأثرت لنفسها بخلق سياسات اعتبرتها المثل الاعلى للتغيير والاصلاح , اما في الاردن فقد اندمجت مطالبات الاخوان بما كان مطروحا من قبل الاحزاب الاخرى بحيث كان نوعا مهما من التفاعل الاجتماعي الداعي للاصلاح والتغيير اللامشروط يتغيير النظام , فالسقوف المطلبية لهذه الجماعة لم تتعدى تطلعات وامال المواطنيين من حيث المطالبة المستمرة بالاصلاح ومقاومة الفساد والمفسدين , ولهذا حافظت هذه الجماعة على مدار السنوات السابقة على دورها الريادي كجزء هام من النسيج الوطني الاردني , ولذلك مازالت تحظى باحترام الكثيرين بالشارع الاردني على اعتبار مساهماتها خلال فترة التغيير التي مر بها الوطن العربي بالحفاظ على الاستقرار كباقي الحراكات والاحزاب السياسية الاخرى , اضافة لذلك كله فان النظام الاردني الهاشمي لايكن لأي حزب سياسي مهما كانت نظرته الفلسفية او الدينية اي عداء او ضغينة مادام يسعى للاصلاح الحقيقي بعيدا عن بث بذور الفتنة والاضطراب, ولذلك نقول للمتسائلين عن مصير الاخوان المسلميم في الاردن ان عملية تهميش الاخوان من قبل النظام غير متاحة حاليا؟!!!! والسلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات