القاطرة ومتاهة العرب .


في حديث جرى لأسباب علمية وبحثية كانت هناك مفاصل رئيسية في ذلك الحديث كان لابد من الوقوف عندها لأنها تمثل قواعد رئيسية لما يحدث في وقتنا هذا من قتال ومحاولات سلام في نفس الوقت ، وكان الحديث مع رجل من زمن الحكمة والعقل " زمن الملك حسين بن طلال " وهو زمن مر به الوطن العربي بالكثير من الاحداث المصيرية وربما لاتشابه ما يجري الأن ولكنها ترتبط بما يجري اليوم على أساس عدم قدرتنا على فهم لغة الطرف الأخر وخصوصا المفاهيم الرئيسية التي يستند اليها في فلسفته للحياة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الأقتصادية وما ينتج عن تلك الفسلفة من مواقف واحداث تحقق لهذا الطرف أهدافه ونبقى نحن ننتظر من يعود لنا بالخبر اليقين .
في بداية الحديث كان لابد من التركيز على بعض ما طرح من هذه المفاهيم وعدم قدرتنا على وضعها في سياقها اللغوي الصحيح الذي يستند عند الطرف الأخر على ثقافته وتاريخه ، وأولها مفهوم القاطرة التي تجر العربات لأن السياسي العربي ومنذ عشرات السنين من الصراع " المفتعل " بيننا وبين اسرائيل وبقية عربات القطار تكون عيوننا فقط على تلك العربات ولانلتفت للقاطرة التي تجرها وهي " الحركة الصهيونية " ، وما نزال مستمرين في إقناع أنفسنا أن العربات تسير بقوتها الذاتية لأننا نجلس بداخلها وننظر من نوافذها ونشاهد الاشياء وهي تتحرك أمامنا ولا نمتلك بصر وبصيرة وعقل في نفس الوقت كي نتأكد أن كل تلك العربات تقودها قاطرة واحدة فقط .
ومما طرح من مفاهيم خلال هذا اللقاء مفهوم ما يطلق عليه " عملية السلام " وهنا تمت ترجمة كلمة " برسوس" من اللغة الانجليزية مباشرة دون النظر إلى فلسلفة وثقافة وتاريخ من أطلق هذا المصطلح ، وأن هذا المصطلح أو المفهوم بالنسبة له خارج من هذه الفلسفة ولايمكن أن يأخذ معنى أخر عنها وهنا قدم مضيفي حكاية بسيطة أظهرت حجم الإشكالية الفكرية عند العرب في علاقتهم مع كل محاولات السلام التي تمت مع العدو الإسرائيلي " وهم عربه واحدة فقط من ضمن مئات العربات التي تجرها القاطرة " وبقية الدول العربية ، وهذه الحكاية تعود لأجدادنا واجدادهم وطريقة حكمهم على الاشياء بعلاقتهم مع البيئة التي يعيشون فيها وتقول الحكاية أن العربي عندما كان يرغب بالرحيل من مكان الى أخر بحثا عن الكلأ والماء لأهلة كان يرسل " كشافا " قبل أن يغامر بأهله وما يملك في غياهب الصحراء فإذا رجع الكشاف كان خيرا وإذا لم يرجع فهو فقد واحدا فقط ولم يفقد بقية أهله وما يملك ، بينما الغربي عندما كان يرغب في التنقل من مكان إلى أخر كان يركب حصانه ويأخذ زوادته ويسير ومن وراءه أهله لأنه متأكد أن الماء والأشجار وما تحوي الأرض من حيوانات سوف تكون قريبة جدا منه " وهذه بيئتهم وأرضهم " ولن يغامر بنفسه بأهله وليس بحاجة لإرسال كشاف يسبقهم .
وهنا يكون العربي في محاولاته للتنقل يؤكد على وجود نتيجة لهذا التنقل قبل البدء به وبينما الغربي " العربات والقاطرة " يسير بعميلة مستمرة وفي كل مرحلة يصل لنتيجة ما من بحثه وهكذا تستمر عملية تنقله في المكان والزمن ، ومن هنا نجد أن القاطرة وما وارءها من عربات تعتبر السلام أو الحرب هما " برسوس " ونحن كعرب نعتبرها عملية لهال نتيجة واحدة فقط ، وفي أصل اللغة لدينا وحسب ما طرحه علماء اللغة لدينا فإن كلمة " بروسوس " تعادل معنى كلمة " سيرورة " وهي وردت في لغتنا العربية منذ الاف السنين ويتم الاستناد عليها في الكثير من المجالات البحثية وخصوصا في جانبها العلمي وعند محاولتنا لتفسير الحياة نقول " سيرروة الحياة " ولانقل عملية الحياة ، وبعيدا عن ما جمعته من مادة لبحثي الدراسي وجدت في الرجل الذي جلست امامه لأكثر من ساعة حكمة وعقل يفتقدها الكثيرن من رجالات الدولة لدينا في هذه الايام رحم الله الحسين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات