رسالة مفتوحة


في ظل تزاحم الأعمال و الأشخاص و التكنولوجيا و الإعلام الحقيقي أو المضلل و تراكم المصائب و المشاكل و المحن ، صارت تتزاحم الأفكار و تختلط المفاهيم و تضيع الأهداف السامية أمام تزاحم اهداف رخيصة غبية، فيسود التشتت و اللاتركيز و العشوائية حتى نسي معظمنا لماذا نحن هنا!! و ماذا نفعل و إلى أين نتجه!

إذا اتفقتم معي في أننا نعايش كل ما سبق و بشكل يومي فهل توافقوني أنه لا بد لنا من وقفة تأمل و صفاء و استرجاع للطريق بعيداً عن دهاليز العصر؟ و شباك التكنولوجيا و هموم السياسة و الاقتصاد؟.. فلتكن وقفة نتأمل فيها إلى أين نحن ذاهبون و ما هي الغاية و ما هي الوسيلة؟

اسمحوا لي أن أضرب المثال الآتي الذي يوضح حال كثيرين منا، لو أن طالباً في الثانوية العامة غايته النجاح الذي يسعى جاهداً لتحقيقه، و قد اشتم روائح زكية من المطبخ فترك الدراسة و هرول مسرعا نحو المطبخ يسأل عن اسم الطبخة و مكوناتها و موعد نضجها و قد حفظ كل هذه المعلومات غيباً.. هل كل هذه المعلومات الدقيقة و كل هذا الانشغال هو طريقه للنجاح ؟

عطفاً على ذلك، لماذا نشغل انفسنا بتحليل هذا و الجري وراء ذاك و نقد هذا و مدح ذاك و التزلف الى هذا و معاداة ذاك فندخل في عراكات و صراعات و هموم لا تسمن و لا تغني من جوع، ناسين أو متناسين أننا هنا لغير ذاك!! قال تعالى: "و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون" أظننا جميعاً نحفظها، و لكن في جلسة التأمل التي دعوتكم و أدعوكم لها أرجو أن نسأل أنفسنا فيها، هل نحن نطبقها؟ و لنتذكر .. لهذا نحن موجودون ، نستعين بغيره لنحققه، و ليس العكس!!! و ضعوا ما شئتم من الخطوزط تحت عبارة (و ليس العكس).

أكاد أضحك ملئ في (فمي) أحياناً، ضحكاً ممزوجاً بغصة، حين يقول لي أحدهم : و الله انا بحب ربنا، و حاب أصلي، بس ما بصحلي، مش فاضي!!! من الصبح و انا شغال و هاي قعدتي!! (انتهى الاقتباس). هو بذلك كمن يحتاج لصعود سلم للوصول الى كنز ثمين و لا طريق للكنز الا عبر السلم ، ثم ينشغل الرجل عن الصعود . و لكن بماذا ينشغل؟؟ بتجزيف اخشاب السلم ليستخدمها في التدفئة!! ماذا تقولون في ذاك الرجل؟؟ ألا يشبه صديقنا الذي لا يجد وقتا للصلاة!.

لا أحب أن أطيل.. و لن أطيل، هي فقط رسالة و دعوة، انظروا إلى أين صرنا و كيف تكالبت علينا الأمم. و لنسأل أنفسنا 3 أسئلة بسيطة: لماذا نحن هنا؟ و ماذا نفعل؟ و إلى أين نحن ذاهبون؟

سأكون في غاية سعادتي إن وجدت رسالتي لب لبيب فكان أثرها عليه كالنشادر على فاقد الوعي .. و دمتم بخير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات