الماسون الجدد في مونترو السويسرية


جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وغيره، من كبار الساسة والإعلاميين والاقتصاديين والصناعيين ورجال الأعمال وعناصر مجتمعات المخابرات الأمريكية والأوروبية والصهيونية، هؤلاء جميعاً ومعهم نظرائهم ومن هم على شاكلتهم من بعض العرب والمسلمين ينتمون جميعاً إلى جمعية( الجمجمة والعظمتين). وهي جمعية تم تأسيسها في زمن الإغريق عام 322 ق.م، وتم إعادة تأسيسها على يد الماسون عام 1882 م في أمريكا وعام 1932 م في ألمانيا، وهي جمعية ترفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحاكمية الرشيدة، وهي ذات مفردات خطاب جون كيري وبعض ما يسمى بأصدقاء الشعب السوري من بعض عرب وغيرهم في جنيف 2 السوري في مونترو السويسرية.

إنّ هذه الجمعية( جمعية الجمجمة والعظمتين) تشكل القلب المعتم لجنيين الحكومة الأممية( البلدربيرغ الأمريكي)، بجانب ذراعه التنفيذي المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، وعبر أدوات الأخير من مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية، من مجلس الأمن القومي، ووزارة الخارجية، والبنتاغون، والسي أي إيه .... الخ.

وفد الدولة الوطنية السورية في مونترو السويسرية، لا يفاوض وفد ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض(ائتلاف الجربا)، بل يفاوض أكثر من أحد عشر وفداً مجتمعين على الأقل بما فيهم الأمم المتحدة، عبر جيفري فيلتمان المساعد السياسي لبان كي مون، وهي ليست مفاوضات سورية سورية، بل هي مفاوضات لرسم خارطة المنطقة من جديد عبر مراثون المشكل والحدث السوري.

والسؤال هنا: هل نضجت واكتملت ظروف التفاوض والتسوية الشاملة في المنطقة ليصار إلى إنجاح جنيف 2 السوري؟ لماذا دعيت إيران أولاً ثم استبعدت وبعيداً عن ما قيل من ضغوطات هنا وهناك أو تفسيرات ساذجة لا تقنع مطلقيها ومروجيها من الطرف الخارجي في المسألة السورية أو من أدواته من بعض العرب؟ هل استبعاد إيران جاء في صالح النسق السوري وحلفائه؟ ما مدى ونوعية حرية الحركة التي ستمتلكها إيران بعدم التزامها بأي مخرجات سياسية لجنيف 2السوري؟ هل تسعى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي لاحتواء النسق السياسي السوري وبالتفاهم مع موسكو لإنهاء المعارضات السورية في جلّها؟ هل يكون ما يسمى بائتلاف الجربا أول ضحايا هذا التموضع الأمريكي من جديد بفعل الفدرالية الروسية إن صحّت المعلومات؟ يحسب الكثير والكثير من الخبراء والمتابعين ونحن معهم، أنّ جنيف سورية 2 في مونترو السويسرية عقد إعلاميا كماراثون إعلامي فقط ليفشل ويفشل، وإلى حين نضوج الظرف الدولي والإقليمي للتسوية في الشرق الأوسط والعالم.

فمع جنيف 2 السوري عادت الحراكات للشارع الأوكراني وقبيل اولمبياد زوتشي الروسية، بل المطلوب من جنيف2 السوري أن يفشل لا ينجح، فوفد ما يسمّى بالائتلاف السوري لا يمثل عناصر المعارضة السورية كلّها، إن لجهة الداخل السوري وان لجهة الخارج السوري، والنسق السياسي السوري عبر الجيش العربي السوري، هو القوي والمسيطر على الأرض وفي الميدان وفي جلّ الجغرافيا السورية، وما يسمى بوفد أحمد الجربا ليس له أي سيطرة على الجماعات الإرهابية المسلحة، ولا عبر مشغليّه ومحركيّه كزومبي هجين من بعض العرب المرتهن والخائن.

الحدث السوري بتجلياته المختلفة والمتشعبة وتداعياته الشمولية، تصدّر ويتصدّر جلّ وسائل الميديا العالمية والإقليمية وسيبقى إلى حين، ويستحوذ على أحاديث البشر في المعمورة، لا بل ذهب بعضهم إلى القول أنّ الحدث السوري صار حكايات وقصص تروى بين الأفراد في المجتمع الآخر المقابل لمجتمع الأنس، وأعني مجتمع الجن إن لجهة الجزء المؤمن بربه، وان لجهة العاصي لربه، وان لجهة الكافر بربه.

كاتب هذه السطور وفي أكثر من مرة وحالة ومسألة وعلى مدار حياة الحدث السوري الذي ما زال يستعر، اشتبك تحليلاً وبحثاً وحديثاً، في جلّ فنون أدوات الطرف الثالث ووكلائه من بعض العرب المرتهن والخائن في المسألة السورية، بحثنا في موضوع عملاء استخبارات متخصصون بالحرب النفسية والملف السوري، وأتبعناه بتحليل إسناد لجلّ الفكرة الأنفة وتحت عناوين على شاكلة:- صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأمريكية، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب المرتهن والخائن، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح و\ أو حقق شيء من النجاح الأسود في الحدث السوري.... الخ، مع سعي حثيث الآن ومن الطرف الخارجي ومن ارتبط به من العربان، إلى تدويل الحدث المصري مع سعي مماثل لتوريط عمّان وإغراقها لما بعد (الصرّه) باتجاه العنق في مستنقعات الحدث السوري، مع نجاحات هنا وهناك لمحور واشنطن – تل أبيب عبر أدواتهم القذرة من بعض العربان في لبنان، لفتح حسابات بنك أهدافهم إن لجهة التكتيكي وان لجهة الإستراتيجي منها.

... ما بعد المبادرة السورية الروسية الشهيرة المشتركة حول الكيميائي السوري، وما بعد القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول أزمة السلاح الكيميائي السوري، والذي فتح وأدار مروحة حل إمكانيات جديدة خلاّقة لجل المسألة السورية، ومروحة تسويات سياسية إقليمية ودولية، فانّ القرار الأممي ذاك لا يتحدث فقط عن دعم الخطّة الروسية لتدمير ما تبقى من البرنامج والسلاح الكيميائي السوري، بل شمل بقاء الرئيس الأسد في الحكم لفترة زمنية قد تطول وتطول.

إذاً أيّاً تكن اتجاهات المسألة السورية وجوهرها، فانّ النسق السياسي السوري وعنوانه الرئيس الأسد باقون وباقون، سواءً جنحت المسألة السورية، إن لجهة عودة المسار العسكري البحت مع سلسلة جولات من العنف أشد ضراوة، وان لجهة المسار السياسي عبر جنيف2 ومضامينه، وان لجهة مسار عسكري ومسار سياسي متلازمين معاً.

النواة الصلبة في الدولة الأممية الروسية، نجحت في جعل عنوان النسق السياسي السوري العقدة والحل معاً في كل محطات المشكل السوري إلى جنيف 2 في مونترو السويسرية الآن، لا بل وعقدة الحل نفسه حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، ونكايةً بالطرف الخارجي بالحدث السوري من أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وبعض العرب, والروس أرسوا توازناً دقيقاً حال وما زال يحول دون تدخل عسكري خارجي في سورية، كما يحول دون سقوط الرئيس الأسد وإخراجه كرهاً أو حبّاً، من أتونات المعادلة السورية الوطنية، إن لجهة المحلي وتعقيداته، وان لجهة الإقليمي وتداعياته ومخاطره، وان لجهة الدولي واحتقاناته وتعطيله وأثاره على الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي أثاره على نسب النمو الاقتصادي واستعادة المنظومة الاقتصادية الأممية لعافيتها، بعد أزمة الرهن العقاري وارتباطاتها في الولايات المتحدة الأمريكية – شرارة وجوهر الأزمة الاقتصادية الأممية.

كما نجحت موسكو وبقوّة بأن جعلت الأسد ونسقه السياسي طرفاً رئيسياً في التسوية، وان بقاء الأسد ونسقه ليس فقط ثمناً من أثمان مسألة التسوية الكيميائية السورية تلك، كما يظن السذّج من الساسة والذين تمطى رقابهم كالعوام، بل أنّ الرئيس الأسد وموضوعة بقائه صارت بفعل الدبلوماسية الروسية الفاعلة والجادة، خارج دائرة التفاوض والمساومة ومسألة خارج النقاش بالنسبة لموسكو وإيران ودول البريكس، بل جعلت بيان جنيف 1 الذي لم يحضره النسق السياسي السوري، بيان سياسي كمبادئ وليس قانوني ملزم لأحد ويمكن تفسيره كيفما تشاء.

إنّ ما يجري في سورية هو غزو أجنبي همجي بامتياز، وانتهاك لسيادة دولة إقليمية عضو مؤسس في الأمم المتحدة، وهذا الفعل الحربي في سورية هو انتهاك صارخ لقواعد ومبادىء القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وما يجري هناك ليس صراعاً سياسياً بين طرفين كما يسعى الطرف الخارجي – البعض الدولي والبعض العربي والبعض الإقليمي - في الحدث السوري على تصويره.

إذا:- إنّ هذا البعض العربي المرتهن للطرف الخارجي في جلّ الحدث السوري، وعبر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سورية، يسعى إلى قولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بين طرفين بدلاً من كونه غزواً أجنبياً كما هو في حقيقة الأمر.

يحاول السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي لسورية "مبعوث السلام" للأمم المتحدة، لعبَ دور الوسيط الأممي في إنشاء حكومة انتقالية ونقل الصلاحيات كاملة لها، انّه يتساوق مع رؤية ائتلاف الجربا في جعل جنيف 1 السوري بيان قانوني ملزم للطرفين، بالرغم من انّه بيان سياسي يمكن تفسيره شرقاً وغرباً. بالنسبة إلى السيد الأخضر الإبراهيمي هذا، ليست جهوده عبثية فقط لكنها مخادعة أيضاً، كيف ذلك؟. اقتراح "الحكومة الانتقالية" في أتون هذا الغزو الأجنبي على الدولة الوطنية العروبية السورية، الذي تعمل المصالح الأجنبية وبعض العربية الخليجية المأزومة على تمويله وتسليحه وتأزيمه علناً، ينتهك السيادة الوطنية السورية والميثاق التأسيسي للأمم المتحدة نفسها.

إن الأمر أشبه بمبعوث للأمم المتحدة يزور بولندة في بداية الحرب العالمية الثانية ويقترح إنشاء حكومة انتقالية أثناء الغزو النازي! من الواضح أن الأمم المتحدة ستكون طرفاً في الاعتداء على الآخرين وليس رسولاً للسلام، بإسقاط ذلك على ما يجري في سورية وما تتعرض له من اعتداء نازي غربي – بعض عربي تظهر الأمم المتحدة طرفاً في الاعتداء بالموضوع السوري! أليس كذلك.

ومع ذلك يجهد الأخضر الإبراهيمي كثيراً، لإقناع الوفدين بالتفاوض، بهدف إحياء خطة تقضي بإنشاء حكومة انتقالية وانتخابات، لكن هذه المحاولة هل باءت بالفشل بسبب الخلافات حول مستقبل الرئيس بشار الأسد؟ والأخير من يحدد مصيره هو الشعب السوري وعبر صناديق الاقتراع أيّها السيد الأخضر الإبراهيمي.

فشلت الأمم المتحدة في التمييز بين المعارضة الشرعية داخل سورية ومجموعات الإرهابيين المسلحين المتنقلة، التي ترتكب جرائمَ على نطاق واسع ضد الشعب السوري، والتي تتشكل في غالبيتها من غير السوريين المسلحين من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهما الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والسعودية وقطر كجزء من خطة قديمة لتغيير النظام في سوريا وإيران، والإعلام الغربي والذي صار في جلّه أداة حرب نفسية إزاء الملف السوري، ومتساوقاً مع عمل أجهزة الاستخبارات الغربية، فهو من ناحية يدعم جهودَ الأمم المتحدة المخادعة إزاء الملف السوري، ومن ناحية أخرى ذهبَ بعض هذا الأعلام المستنسخ عبر مدراء الشؤون المحلية المخابراتية في أجهزة المخابرات الغربية، إلى أبعدَ من ذلك حيث حاول نزعَ الشرعية عن أية معارضة في سورية ترفض حملَ السلاح أو تعارض التدخلَ الأجنبي.

بعض هذا الأعلام الغربي المستنسخ والموجّه قصداً وحسب الوصف الأنف، يحاول تصوير وإخراج خطة الأمم المتحدة كخطة معقولة مقنعة عبر خداع العالم، حيث يقف الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران والصين ودول البريكس فقط في وجه السلام، حسب وجهة نظر بعض هذا الأعلام المضلّل( بضم الميم وكسر اللام المشدّدة)، إلا أن الخطة – في الحقيقة – مجرد محاولة أخرى لقولبة النزاع بصفته صراعاً سياسياً بدلاً من كونه غزواً أجنبياً، كما هو في حقيقة الأمر.

مَن يعتقد أنّ (الأخضر الإبراهيمي) لا زال هو نفسه، أحد دبلوماسيّي الثورة الجزائرية العملاقة، وأحد مُعْتَمَدِي الكبيرَيْن "بن بلّلا" و"بومدين" يكون مخطئاً.. فـ(السّي لَخْضَرْ) انخرط في بوتقة(العالم الحرّ، أي: العالم الصهيو-أمريكي) وذهب بعيداً في الالتصاق بمراكز القرار الغربي، وفَسّر موقفه ذاك، بأنه تناغُم مع العصر ومع مقولاته في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. والحقيقة، فإنّ هذا الموقف هو انخراط، بل تبعية موصوفة، للمطبخ السياسي الأمريكي وتوابعه الأوربية، والاستعداد لتنفيذ أي مهمّة – دبلوماسية أو غير دبلوماسية – يكلّف بها، في أيّ زاويةٍ على وجه الأرض، وبما يخدم ذلك المطبخ.. والآن، في الأزمة السورية، تنحصر مرجعية (سي لَخْضَرْ) بـ(وليم بيرنز – السفير الأمريكي الأسبق في عمان وموسكو) و(جيفري فلتمان).. وهذا لا يعني أنه سيكون له موقف جامد، لا يتزحزح عنه، بل يعني أنه سوف لن يوفّر فرصة يستطيع أن يتحايل فيها على السوريين، لاستخلاص ما يحقق "الأجندة" الأمريكية، وأنه كلما فشل في أمر، سوف ينتقل إلى ما دونه، إلى أن يتأكّد – وتتأكّد معه مرجعيته الأساسية – بأنّ الأجندة الأمريكية ستمر في سورية بحدها الأدنى.

الدولة الوطنية الأردنية بشكل خاص، وجلّ العرب يتذكرون وصفات جون بريمر – الإبراهيمي، والتي قادت إلى تفكيك العراق بعد احتلاله غير الشرعي – وهو الشريك الإستراتيجي للأردن، وعبر هجوم أقله نازي بالاشتراك مع بعض العرب غير الساميين ليس بدمائهم وعجينتهم، بل بسلوكهم غير العروبي غير الوطني بسبب ارتهاناتهم للغربي، فالعرب ساميون، نعم ساميون! فكيف نكون ضد أنفسنا!؟ كما تسعى الصهيونية لتصويرنا، وبعض العرب الصهاينة، والمسلمين الصهاينة، والمسيحيين الصهاينة من عرب وغيرهم!.

يشكل "المتمردون" المسلحون، الذين ترفض الأمم المتحدة إدانتهم، مجموعة من مقاتلي ‘القاعدة’ المرتبطين بقوى أجنبية، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، والأمم المتحدة، ووزارة الخارجية البريطانية، ومنظمات موضوعة على لائحة الإرهاب، و ‘المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية’، و ‘جبهة النصرة’ المعروفة أيضاً باسم ‘القاعدة في العراق’ وهي تنظيم القاعدة نفسه في سورية الآن، وتنظيم داعش ومشتقاته، ومتطرفي ‘الإخوان المسلمين’ في سوريا والذين يدارون عبر فاروق طيفور نائب المهندس رياض الشقفة. لن تتفاوض الدول الغربية مع أي من هذه الفصائل الإرهابية في حال وجهت أسلحتها – لأي سبب كان – ضد الغرب بدلاً من سورية، ومع ذلك لا يطالب الغرب فقط بالاعتراف بها والتفاوض معها، بل أيضاً بتسليمها سورية بسلاسة ونعومة( بالضبّة والمفتاح ).

قطعاً لا يرفض الغرب فقط الاعتراف بأن النزاع في سوريا يتسم بالإرهاب الأجنبي والمحلي، بل يعمل أيضاً على تسليح وتمويل وحماية هذه الفصائل الإرهابية. إذ إن تركيا، العضو في الناتو، متورطة بشكل مباشر في تسهيل العدوان الليبي على سوريا من خلال إيواء مقاتلين ليبيين داخل حدودها، بالإضافة إلى تنسيق تمويلهم وتسليحهم وتنقلاتهم أثناء عبورهم للحدود التركية-السورية. كما تعمل "سي آي إيه" الأمريكية على تسهيل الغزو الليبي لسوريا على طول الحدود التركية.

اعترفت "نيويورك تايمز" في مقالتها المنشورة في حزيران/يونيو 2012, بعنوان " ‘سي آي إيه’ تساعد في إيصال الأسلحة إلى المعارضة السورية", أن "ضباط ‘سي آي إيه, يعملون بشكل سري في جنوب تركيا," ويوجهون الأسلحة بما في ذلك "البنادق الآلية, والقاذفات الصاروخية, والذخيرة, وبعض الأسلحة المضادة للدبابات." وتشير "نيويورك تايمز" إلى تورط تركيا والسعودية وقطر في تأمين الأسلحة بينما تعمل "سي آي إيه" على تنسيق المعلومات اللوجستية.

يمثل "أصدقاء سوريا" العديد من المتآمرين الذين وصفهم سيمور هيرش في تقريره المكون من 9 صفحات بعنوان "إعادة التوجيه". إن العنف في سوريا ليس نتيجة انتفاضة محلية تحمل "آمالاً سياسية"، بل نتيجة مؤامرة للنخب العالمية التي خططت، منذ وقت طويل، لتدمير سوريا خدمة لأجندتهم الجيو-سياسية الأكبر.

تعود عداوة السياسة الأمريكية لسوريا إلى سنة 2007 م، حيث اعترف المسؤولون الأمريكيون أنهم خططوا لإسقاط الحكومة السورية بواسطة المتطرفين الطائفيين الأجانب واستخدام دول مثل السعودية لتمرير الأموال والأسلحة – بهدف خلق وهم يوحي بعدم تورطهم.

إن تقرير سيمور هيرش، المكون من 9 صفحات والمعنوَن "إعادة التوجيه" والمنشور في "نيويوركر" في سنة 2007 م، يكشف الخطط الأمريكية لاستخدام وسائل سرية لإسقاط الحكومة السورية في محاولة أكبر لتدمير إيران. يكتب هيرش: "أحد نتائج هذه الأنشطة تتمثل في دعم المجموعات السنية المتطرفة التي تعتنق رؤية متطرفة للإسلام وتعادي أمريكا ومتعاطفة مع القاعدة." "جبهة النصرة" مرتبطة بالقاعدة بشكل علني. والقول إن "المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية" "متعاطفة مع القاعدة" عبارة مضللة؛ إنها القاعدة.

اندمجت "المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية" في المنظمة الإرهابية التي أسستها الولايات المتحدة والسعودية في سنة 2007م، تبعاً لتقرير "مركز وِست بوينت لمكافحة الإرهاب" التابع للجيش الأمريكي، بعنوان "مقاتلو القاعدة الأجانب في العراق":

"يمكن ربط تزايد المجندين الليبيين المسافرين إلى العراق بعلاقة التعاون المتنامية بين ‘المجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية’ و ‘القاعدة’، التي تتوجت بانضمام هذه المجموعة بشكل رسمي إلى القاعدة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2007."

يتابع تقرير هيرش: "تقوم الحكومة السعودية, بمباركة واشنطن، بتأمين التمويل والمساعدة اللوجستية بهدف إضعاف حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا." وتضمن ذلك تقديم المليارات للفصائل المؤيدة للسعودية في لبنان التي تساند مجموعات مسلحة متطرفة مرتبطة بالقاعدة. وتعبر هذه المجموعات المتطرفة الآن الحدودَ اللبنانية-السورية للانضمام إلى مثيلاتها الليبية.

يقول المراقبون:- من الواضح أن المؤامرة التي اكتملت خيوطها في سنة 2007م، والتي فصَلها سيمور هيرش بالاعتماد على عدد كبير من المصادر الأمريكية والسعودية واللبنانية، تتكشف الآن أمام أعيننا. كانت مؤامرة (فقّست) من المصالح الأمريكية-الإسرائيلية-السعودية المشتركة، مؤامرة لا تتجذر في قضايا إنسانية أو "ديمقراطية"، بل تتأسس على إسقاط الدول السيادية التي يُعتقد أنها تشكل تهديداً لتأثيرها الجماعي خارج حدودها في كافة أرجاء المنطقة.

ويضيفوا:- إن فشل الأمم المتحدة في الاعتراف بهذه المؤامرة الموثقة من قبل المصالح الأجنبية لإسقاط الحكومة السورية بشكل عنيف (ومن ثم إيران) يفضح مرة أخرى المنظمة الدولية بصفتها أداة في يد المصالح الخاصة. فمحاولاتها التوصل إلى "خطة سلام" بين إرهابيين أجانب يغزون سوريا كوكلاء للقوى الغربية تفتقد إلى أي شرعية. وعلى الحكومة السورية وحلفائها مضاعفة الجهود لقولبة النزاع كما هو في الحقيقة، أي كغزو، والدعوة إلى الدعم والصبر على المستوى الكوني إلى أن تتمكن سوريا من مواجهة وهزيمة هؤلاء الغزاة الأجانب والمصالح الأجنبية التي تسلحهم وتحرضهم.

وتشير خلاصة رؤيتهم في الحدث السوري:- إن الأخضر الإبراهيمي، مثل سلفه كوفي أنان، يشتري الوقت لإنقاذ السرد الغربي المتداعي. وعلى سوريا وحلفائها أن يدمروا هذا المخطط في النهاية، بحيث يمكن الشروع في عملية إنقاذ سوريا من خلال عمليات أمنية واسعة لاستئصال المجموعات الإرهابية ومواجهة دبلوماسية للمصالح الأجنبية الداعمة للإرهاب في سورية وحولها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات