دولة على الرصيف


حادثة إجبار رئيس وزراء السلطة الفلسطينية على النزول من سيارته مع مرافقيه على مثلث ترمسعيا من قبل المستوطنين وبالتعاون مع الجنود الاسرائيلين يؤكد حقيقة واحد هنا أن دولة اسرائيل خرجت من اتفاقية اوسلو منتصرة والسلطة الفلسطنينة خرجت منها بخفي حنين والدليل على ذلك أن الرئيس يفاوض منذ سنوات على أن تقر له الدولة الاسرائيلية بأنه رئيس للسلطة الفلسطينية وممثل للشعب الفلسطيني القابع منهم فقط خلف جدار العزل العنصري أو جدار حدود الدولة " المسخ " الفلسطينية .

والمراهنات هذه الايام من قبل المفاوض الفلسطيني والمفاوض الاسرائيلي قائمة على اساس واحد متمثل بجملة يرددها الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك وبقية مخيمات الشتات الفلسطيني تقول " لهم السياسة والمال ولنا ما تبقى من الوطن في ذاكرة كبارنا الذين غطاهم تراب قبور المنفى " ، والدولة الاسرائيلية تعلم أن حكاية الاجئين متفق عليها منذ عام 48 وعلى أنها وضعت ليس كمسمار في نعشها كدولة بل مسمار في نعش كل من شارك في هزيمة ال48 من الدول العربية .

وما تطرحة امريكا من حل رباعي لقضية الاجئين هو في النهاية سيتم الاتفاق عليه من الاجئين أنفسهم فبعد اكثر من ستين عاما من تعليق المفتاح بالرقبة وتعليق صورة جبل المحامل في صدر البيت وايضا تعليق صورة القدس واسفلها ابو عمار لن يجدوا لهم مخرجا من مأزق البقاء في صناديق اللجوء في الاوطان العربية ،وإذا ما خيروا بين الذهاب لكندا وبقية الخيارات الثلاثة أجد أن خيار كندا سيكون هدفا للغالبية العظمى منهم من باب أن الغربة قائمة أصلا منذ ما يزيد عن ستين عاما وهي في جميع الحالات أفضل من أي وطن عربي يعجز الى اليوم عن تحديد ابسط مفاهيم العلاقة بين الدوله ومواطنيها فكيف بعلاقتها مع الاجئين وفي نفس الوقت هو لايريد دولة السلطة الفلسطينية التي لن يتجاوز حجمها حجم الرصيف الذي سار عليه رئيس حكومها ..لأنها دولة على الرصيف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات