مخلوطة


عندما تدخل الى مطعم شعبي تتوقف قليلاً ثم تنظر عن يمينك ثم عن شِمالك ...... اول ما يتبادر الى مُخيلتك المكان الذي ستجلس به ومع انه لا يتعدى في اغلب الأحيان الساعة إلا انك تحرص على ان تجلس على طاولة نظيفة وواسعة ومنفردة ربما لأنك تحب الخصوصية دائماً وعلى كرسي ترتاح له...... تخيل وهي ساعة فقط ، كيف بك إذا كنت تبحث عن مكان لتسكن او تعيش فيه ليس ساعة وانما العمركله ؟ الأطلالة الجميلة للطاولة التي ستجلس عليها كأن تفتح على شُرفة أو سوق تجاري أو مجمع للسرفيس.... ومع اصوات الزوامير وضجيج السيارات ونزول الفلافل مع صحن السرفيس يتبعه صحن المخلوطة والتشاي بالنعناع على رأي اخواننا العراقين على الطاولة بالتأكيد سيكون ذا نكهة ومذاقاً رائعاً وخاصة ان الساعة هي العاشرة صباحاً ربما كان معك صديق سيتناول بصُحبتك وجبة الإفطاريحمل في يده جريدة لإحدى الصحف اليوميه وقد دبقت، لزقت او التصقت يده وتعرّقت بها مع صندوق السجائر إثناء المسير يبحث هذا الصديق عن وظيفة في أروقة او ازقة الإعلانات او خبر يُلفت الأنتباة .

القرصون............ قرصون لو سمحت صحن مخلوطة ................لا داعي للشرح فالفوال يعرف انه الفول مخلوطاً مع قليلاً من الحمص بالطحينة يعلوه الزيت .......هذا هو الصحن الأردني الذي نتفق عليه ، ربما يُفضّل البعض منا الفول منفرداً او الحمص ايضاً لكن مكونات الصحن بالتأكيد هي واحدة .......... ما يدعو للقلق حقيقة على هذا الصحن الصغير هو دخول المقلقل ، الفحسة والقشة او الأشة عليه بالإضافة للمسكوف والدولمة والمضغوط مما جعل هذا الصحن بالفعل مضغوط على الأخِر وقد فقد نكهته الأصلية واصبح كوكتيلاً بدون طعم ........ الأمر الذي جعل القلق والخوف يعتري حبات الحمص والفول داخل الصحن ، السياسة الفولية الغير ممنهجة جعلت حواف الصحن ضعيفة نوعاً ما ومخدوشة حيث اصبح يدخله من يشاء ويخرج منه من لم يشاء مما جعل الصحن مزدحماً جداً ، حبة الفول واخواتها في حالة إمتعاض من مضايقات الأشة والكبة والمسكوف وما تبعها ولِضُعف حواف الصحن فمن الطبيعي ان تطفو حبات الفول والحمص على السطح لصِغر حجمها ولخِفة دمِها او وزنها مقارنة مع الأشة معلنة انها على الباب يا احباب وإنّا ما نخشاه ان يخرج اصحاب الصحن الى خارجه ويختلط الحابل بالنابل وتتربع الأشة وصديقاتها على قلب الصحن الأردني .

السياسات الفولية مرة اخرى لعبت دور كبير في اضعاف الحواف مع تهاون واضح في المسؤوليات اتجاه الصحن ككل وكان يجب عليها ان تعمل على تقويته للمحافظة على مستقبله وخصوصية مكوناته ، تصور ان عائلتك تتكون من اربعة او خمسة افراد فقط وتعيش في بيت صغير تصحو يوماً واذا في بيتك خمسة وعشرون نفرا لكل واحد منهم شكل ومبدأ وتقاليد تختلف عن الأربعة والعشرون المتبقيين ......... يقال لك انهم ابنائك ..... البيت صغير والصالة لا تتسع لأكثر من خمسة اشخاص والحمّام ايضاً له خصوصيته وغرف ابنائك اذا كان لهم غرف من اصله والجورة الأمتصاصية بالتأكيد لن تكون افضل ممن سبقها ذكره مرتبك بالتأكيد سيتلاشى كل شيىء عندك سيصبح صعيف ومهزوز، اليس هذا بجدير ان يؤثر على مستقبلك واولادك وبيتك ؟ انك لا تعلم!!!!! وبحكولك بابا بنا نوكل جيب النا بوف ومح وبنا نشرب جيب النا امبوه وبنا تدفئة جيب النا بُع .........بنا ندخل على الحمام ساعدنا نعمل كع ونفرفر........ اسحب الجورة الأمتصاصية لو سمحت لأنها فاضت............ شوه بدك تعمل بحالك ، اكيد ما راح تقدر تعيش بهذا الوضع لهذا السبب ستفكر بالخروج من البيت كما هو الحال بالنسبة لحبات الفول والحمص من صحن المخلوطة ، اللهم احفظ صحن فولنا من كل مكروة ولا تحمّله من الأشة والكبة والدولمة ما لا يطيق واجعل هذا الصحن آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر صحون المسلمين وأعد المقلقل والأشة والدولمة والمسكوف الى صحونهن امنين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات