أكلهم وشربهم ونومهم ومواصلاتهم علينا


نواب المجلس السابع عشر حصدوا الكثير من الجوائز المالية في سباق الزمن الذي يمارسون فيه هوايتهم المفضلة وهي اللعب بوقت عمر المجلس الذي يحرص الملك على البقاء عليه لأطول فترة ممكنة كي يعطي حكومة النسور الزمن الازم لابقاء الوطن بعيدا عن لعبة السياسية الأردنية التقليدية والمتمثلة بتغير الحكومات كل فترة لاتقل عن تسعة شهور ولاتزيد عن سنة بحدها الأعلى .

ويعود هذا الربط للقوانين التي وضعت في زمن المجلس السادس عشر والتي ربطت بقاء الحكومة ببقاء المجلس من باب أن الملك رغب بحكومات ومجالس نيابية تحقق للوطن خطوة للأمام وليس للخلف كما هو يحدث الأن من قبل المجلس السابع عشر وحكومة النسور مجتمعين .

وجاء إقرار مجلس الاعيان بتشكيلة الأخيرة قانون التقاعد لأعضاء محلس الأمة واعتبار حق التقاعد قائم بمجرد إشغال العضور لمنصبه ليوم واحد دلالة واضحة على حجم التوافق المصالحي بين طرفي مجلس الأمة النواب والاعيان ، ويبقى الشعب بإنتظار الخطوة الأخيرة والمتمثلة في مصادقة الملك على هذا القانون وعندها تتضح صورة العلاقة ما بين فلسلفة الملك للحكومات البرلمانية وحقيقة ما يفهمه اعضاء مجلس الأمة لههذا المفهوم التي لاتخرج عن تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية على حساب موازنة ينتقدون فشلت في تحقيق توزان مالي ما بين الإيرادات والمصاريف .

والشيء الملفت هنا أن من يتخذ القرارات المالية للمجلس الأمة بشقيه هم أعضاء المجلس ولايوجد نص قانوني أو دستوري يحد من هذه الصلاحيات ويضع لها حدود أو ضوابط لايخق تجاوزها ، وأخر ما خرج به نوابنا الكرام قيام المجلس بصرف مبلع خمسمائة دينار بدل مواصلات يرتبط ببعد سكن النائب عن العاصمة عمان وبالاضافة الى اربعة الاف دينار بدل سكن تدفع على دفعتين وكل ذلك مضافه له ثلاثة الاف وخمسمائة دينار كراتب لأنه يخضع للتقاعد وليس مكافئات .

والكثير من الأسئلة تطرح هنا ومنها لماذا يدفع للنائب بدل سكن وهو مقيم في منطقته أي في بيته وهنا يحق له بدل المواصلات بشرط أن يستخدم سيارة سعة محركها لايتجاوز الألفين سي سي ، ولكن أن يعطى بدل سكن لأقامته في عمان وتركه لمنطقة وفي نفس الوقت يقوم بتسجيل بدل مواصلات على أنه يذهب لمنطقته كل يوم ويعود للمجلس في اليوم التالي فهذا يمثل فساد " تفسير" مالي ، ومع كل ما سبق نبقى في إنتظار مصادقة الملك على قرار قانون التقاعد للنواب ونحن شعب جبل المحامل ونستحمل أكلهم وشربهم ونومهم ومواصلاتهم ولكن إلى متى .. الله ومن ثم الملك أعلم ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات