المفاوضات الفلسطينيه /الاسرائيليه .. الى أين


المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه الاخيره اثارت فضول الكثيرين وهذا بطبيعته يثير مجموعه من الاسئله الحساسه وربما الخطيره ... ودرجة خطورتها تكمن بالسؤال التالي كجزئيه ( استطراد ) ثم نعود بعدها الى المقدمه... هل المحللون السياسيون نوعا ما يغيروا من سياسات وقرارات دول اعدتها مسبقا بسبب صدق وقرب تحليلاتهم ووصولهم الى الحقيقه المخفيه قبل اعلانها ؟ .... اي بمعنى ابسط .. تكون دولة ما قد خططت واتخذت قرار ما قابل للتنفيذ بعد فتره ما ... يستشف المحللون السياسيون وبحكم خبرتهم وذكائهم وقدرتهم على قراءة المشهد السياسي وتحليله بأن يتوقع ماذا ستقدم عليه دولة ما من اتخاذ قرار ما بالمستقبل ... الدوله تقرأ هذا التحليل السياسي وتجده مطابق تماما او قريبا منه مما ينزع صفة السريه عن قراراها التي ارادت ان تتخذه بعد فتره مما يؤدي الى الغاء قراراها والبحث عن طريقه اخرى او ان تستسلم لهذا التحليل الذي اكتشفه الكاتب والمحلل السياسي فتتخذه مضطره لأنه ضروري ولا بديل عنه ولكنه بنفس الوقت الجهه التي سيقع عليها القرار ربما تكون قد احتاطت مسبقا بناءا على التحليل السياسي لذلك يسقط القرار عليها أقل وطأه وتأثير والدوله التي اتخذت هذا القرار تكون قد ربما خسرت او لم تحقق هدفها من قراراها على تلك الدوله مائه بالمائه .

من هنا نجد ان الاعلام او الصحافه وبالأخص ( المحللون السياسيون والاقتصاديون ) هم بلا شك يعتبروا ( الجنود المجهولون ) الذين يؤثروا على ( العمليه السياسيه ) بطريقه غير مباشره بالمساهمه برسم السياسات واتخاذ القرارات ان كان ( داخليا او خارجيا ) ... وكل دوله وكل طرف معني بالعمليه السياسيه او الاقتصاديه يراقبان ويتابعان هذه التحليلات ويتخذانها موضع جد واهتمام وتطغي عليها صفة ( على درجه عاليه من الأهميه ) .. المحللون السياسيون والاقتصاديون هم جزء لا يتجزأ من اي عمليه سياسيه ان كانت داخليه او خارجيه وتأثيرهما ايضا يظهر جليا وذو تأثير على الرأي العام الداخلي او الخارجي.

ومن هنا ....
يكمن التحليل والذي يقود الى مجموعه من الاستفسارات والاسئله والتي بمجملها ربما تثير شيء من الحساسيه او الاستفزاز من قبل البعض ( دول /افراد ) وهذا لا يمكن ان يكون ضمن حسابات المحلل السياسي او الاقتصادي هو جل اهتمامه هو البحث عن الحقيقه والوصول اليها بعيدا كل البعد عن هذه المسائل ( الحساسيه او الاستفزاز او الاتهاميه او لفت النظر الى قضيه ما يحفوها الخبث او الطعن او التحيز ) هذه الامور ليست بحسابات المحلل ابدا .. هو نزيه وواضح وخارج الاطار ومجرد ومستقل .

نعود الى المقدمه ...
المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه الاخيره ... قيل عنها الكثير ولا زالت محور نقاش وجدل وحديث نابعه من مخاوف او حفاظ على مصالح او رد الحقوق او وقوع ظلم او اتجاه خاطئ او نزيهه ... تكثر التساؤلات حول هذه القضيه التي دخلت بشكل عرضي مباشر ومفاجئ ( شطرت ) قضايا الأقليم الملتهب الى نصفين ومنها ( الازمه السوريه ) لتتصدر المشهد السياسي الأن مؤقتا واصبحت تسير مع القضايا الاخرى بالتوازي وربما تفوقت عليها...

وعليه .....

1- الازمه السوريه بلا شك سرعت بالنظر بجديه لحل القضيه الفلسطينيه الاسرائيليه العالقه منذ عقود ليقين العالم بعد التجربه انها هي احد الاسباب الرئيسيه التي اشعلت منطقة الشرق الأوسط ( عرب / ومسلمون ) .

2- اي تطور او تأزيم بالمنطقه ( لأي دوله ) يزيد من مخاوف الاسرائيلين بأنها معنيه بطريقه او بأخرى بهذا الصراع مما اظهر مخاوفهم من انعكاسات نتائج هذه الازمات على كيانها وتهديد وجودها أجلا ام عاجلا .

3- عملت اسرائيل بضرورة الاسراع بحل قضيتهم مع الفلسطينيون وابدت مرونه بهذه المفاوضات لتحقق مصلحتها بالدرجه الاولى وهو الحفاظ على امنهم وقطع ( اي حجه ) لأي نظام جديد سيأتي بعد الربيع العربي او اذا عمت الفوضى بالمنطقه وامتلأت بكافة الاطياف تكون اسرائيل قد انهت صراعها مع الفلسطينيين وبذلك تستثنى من اي عملية تهديد .. وكأن لسان حالها يقول ... ( ها هم اصحاب القضيه قد اتفقنا معهم وزال الخلاف ) فلا يوجد سبب لأي جهه لمقاتلتي .

4- تضمن اسرائيل ان الفلسطينيون بالداخل او بالخارج لا يلتحقون بأي تنظيم او أي دوله لمحاربتهم لأن قضيتهم حلت وبأتفاق جميع الاطراف ... وبالتالي سيعمل الفلسطينيون على ان يكونوا هم من ( حماة ) الحدود الاسرائيليه لانها ستصبح حدود مشتركه فيما بينهم وسيلتزم الجانب الفلسطيني ببنود الاتفاق وهذا سيمنع من التسلل او تعرض اسرائيل لهجمات من اي طرف عبر الحدود المشتركه.

5- هذا الأمر سيخفف من الاحتقان العربي والاسلامي نوعا ما اتجاه اسرائيل مما يساهم بشكل كبير بتخفيف جزء كبير من الضغوط على اسرائيل والتقليل من مخاوفها نوعا ما .

6- هناك بلا شك سياسه عالميه ( لتصفية ) المشددين بالمنطقه ومن ثم اضعاف بعدها قدرات اي تنظيم متفوق .. يريد العالم ان يضع الجميع بمستوى واحد من القدرات ( السياسيه والعسكريه ) وهذا ما يحصل الأن بسوريا والعراق لأنهم اكثر خطوره من ناحية التأزيم والتواجد .. عملية التفاوض تسير بالتوازي مع هذا التوجه السائر الأن .

7- الأن .... الجزء الاخطر بهذا الموضوع .... ( حركة حماس ) .. أين هي من موضوع المفاوضات الاسرائيليه والفلسطينيه ؟ ... ما هي الخطه التي اعدت لها ؟ .... هل ستخضع ( للتصفيه ) ؟ ... نحن نسأل بدون حساسيه كم اشرت سابقا ... اسئله اذا لم اطرجها انا سيطرحها غيري ... لأتابع اسئلتي ... ( حماس ) من المعروف انها كانت مع صف ( النظام السوري ) سابقا ولها علاقات جيده مع ايران .. وبعد دخول سوريا بالفوضى تراجعت ( حماس ) الى الخطوط الخلفيه نوعا ما من علاقتها مع النظام السوري والايراني وانفتحت بعدها على النظام المصري الجديد ( مرسي ) وعند سقوط مرسي يشاع ويقال حسب الاعلام او سياسه ( مصر ) ان ( حركة حماس ) عندما فقدت شريكها الاستراتيجي ( مرسي ) مالت او تحالفت بطريقه مباشره او غير مباشره مع ( تنظيم القاعده ) انا أنقل ولا أدعي هكذا يقال ولا ادري صحة هذا الأمر من كذبه ... وبالتالي هذا يعني اذا كان الكلام صحيحا ان ( حركة حماس ) اصبحت بمهب الريح لأنها بالمجمل خسرت ( النظام السوري والايراني ومصر والسلطه الفلسطينيه ) بالاضافة الى ان هناك توجه عالمي بالقضاء على ( المتشددين ) وبالأخص القاعده ومن معها ... وبما ان هناك اصبح اتفاق عالمي بتصفية المتشددين او نفيهم او انهاء وجودهم بأي طريقه هذا تحصيل حاصل ( سيمس ) حركة حماس وربما اصبحت على سلم اولويات النظر بأمرها بعد الانتهاء من تواجد المتشددين بالساحه السوريه والمصريه .

8- والسؤال ... ماذا امام ( حركة حماس ) ان تعمل الأن ؟ ... هل ستعود الى احضان النظام السوري والايراني ؟ ... وهل سيقبلان بذلك ؟ ... لنفترض وافقا على ذلك ما هي التنازلات التي ستقدمها ( حركة حماس ) ؟ ... بما ان ايران اقتربت من اميركا وهذا يشير تلقائيا ان عملية التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي برعاية امريكيه ( كيري ) هذا تحصيل حاصل يظهر ان ايران ( لا مانع ) لديها من حل القضيه الفلسطينيه حسب ما يراه الجانبان بدون تدخلها وهذا يعني ضمنيا ان ايران ستبارك للسلطه الفلسطينيه وللاسرائيلين هذا الانجاز وهذا الاتفاق والذي تعارضه حماس وهذا يعني ان ايران اما ستجبر حماس على الموافقه على هذا الاتفاق لقبول عودتها الى الصف الايراني والنظام السوري واما تتخلى عنها وتدعها بمهب الريح وترك شأنها للاتفاق العالمي بتصفية المتشددين ولا أسهل على العالم وبالأخص اميركا بتأثير اسرائيل ان تعتبر وتصتف ( حركة حماس ) انها من المتشددين وتتعامل مع القاعده التي هي اجمالا مغضوب عليها عالميا وهذا يعني ان حماس ربما بطريقها الى ( التفكك ) بطريقه او بأخرى وبالتالي بلا شك ستبسط السلطه الفلسطينيه نفوذها على ( غزه ) وتتبعها اليها كدوله واحده فلسطينيه مستقله ويجري عليها ما يجري على كل الاراضي الفلسطينيه والشعب الفلسطيني استنادا الى ماذا سيفرز الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني .

9- (حركة حماس ) اذا وجدت بمفهومها او حسب المعطيات الموجوده لديها الأن وبظل الاحداث الحاليه وقراءة المشهد السياسي ربما تختصر على نفسها الطريق نوعا ما هذا يعود حسب رؤيتها ( ولا اعرف ما هي رؤيتها ) انها تنخرط بالمفاوضات الاسرائيليه الفلسطينيه كشريك غير مؤثر تحت مظله ( السلطه الفلسطينيه ) ويكون اعتراف ضمني منهم ان حركة حماس ( حلت ) وان جميع افرادها اتبعوا للسلطه الفلسطينيه كقياده واحده وشعب واحد .. واذا اسعفها الوقت ربما تبادر الان وفورا ان ( تعقد ) اتفاق مع السلطه الفلسطينيه بأجراء انتخابات مبكره وتوحيد صفوفهم بقياده واحده وحل خلافاتهم برعاية اي دوله او لوحدهم وبهذه الطريقه اجد انه ربما تخرج من المأزق الموجوده فيه حاليا .. وخاصة انها تتعرض لحصر وهجوم سياسي واقتصادي من كافة الاطراف .. والتقوقع بظل هذه الظروف لن يفيدها بشيء هكذا ارى .

10- لنعود الى عن ما سينتجه الاتفاق او المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينيه ... المشكله لا تكمن بالحدود او بما يتعلق بالمياه او الأمن او بدول الجوار او بقابليتها للحياه وممارسة نشاطها كدوله بجميع المسارات والنواحي .. لكن هناك استفسارين .. الاستفسار الأول هو ما هو رأي العرب والدين الأسلامي ( كافة التوجهات ) بهذا الأتفاق ؟ .. وهل سيقبلون به ؟.... والأستفسار الثاني وهو هل من الممكن ان يكون هناك بند من بنود الاتفاق فيه (جرأه ) لا تريد الدول المطلعه على هذا الاتفاق ان تفصح عنه رغم قناعتها به ولكنها تحتاج الى وقت لتمريره لشعوبها وهو أنه سيتم ( توطين ) كل الفلسطينيون الموجودون بالخارج مع منحهم تعويض بدون عوده وعلى الدول المستضيفه والمانحه للتوطين يتم عمل معها تسويه سياسيه تتعلق بحجم المساعدات ومنحها امتيازات ومما يدفع ربما هذه الدول بالموافقه لأن المسأله تحصيل حاصل ( حسم الأمر) من باب شئنا ام أبينا هذا هو الواقع لأنه من المتوقع بأنه لن يعود احد من الفلسطينيين الموجودين بالخارج لارتباطاتهم العائليه واعمالهم وحياتهم ومستقبلهم والمسأله تكون بعيده كل البعد عن اي ( مفهوم ) وانما المسأله نابعه تكون من ( استقرار المنطقه ) النابعه من ( استقرار الدول وتسكين مواطنيها ) ومن ثم يغلق هذا الملف وتنطلق الشعوب بحياتها حسب موقعها وينتها من هذا الصراع ؟ .. هذا الاستفسار او السؤال لا اجابه له عندي وهو ليس موضع جدال او اثاره وهو يدخل من باب التخمين ومن باب ( ربما ) لا نستبق الاحداث ولنرى عن ما سيسفر عنه هذا الاتفاق او هذه المفاوضات .

11- بالنسبة للأردن ..... انا أجد أنه لا خوف عليها .. الاردن قوي بفضل الله .. قيادته الحكيه والطاقم الحكومي يتصف بالعدل والوضوح والجرأه ... ومشاركته من قريب او ببعيد بكافة الازمات وبالأخص ( المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه ) الجاريه الأن يؤكد ويصر على مصلحة الارن بالدرجه الاولى ومن ثم تحقيق مصلحة الاشقاء كافه وانا صدقا مطمئن الى ما ستؤول له الامور بالنسبه للجانب الاردني فلا داعي للتخوف او التشكيك ... وما ستسفر عنه هذه المفاوضات ليس شرطا ان تظهر نتائجه الجيده مباشره وربما تحتاج الى وقت ومع الايام .... وسيثبت الاردن انه اتخذ القرارات السليمه البعيدة الرؤيا ولكن ما يحتاجه الامر جليا هو الصبر .

واخيرا .. انا اقدم رأي هذا بدون حساسيه واقدم خالص احتراماتي ومودتي ومحبتي للجميع وبدون استثناء وانا ابدي رأي ووجهة نظري فقط واعيد واكرر يدخل هذا من باب التحليل والاستفسار قد اكون مخطأ او مصيب ... وارجو واتمنى ان لا يخضع مقالي هذا للقيل والقال او الذهاب بعيدا بالنوايا السيئه لا سمح الله .. من اراد النقاش او البحث بالموضوع ارجو ان يكون ضمن اطار الاخوه والمحبه والعروبه والاسلام واحترام الرأي الاخر والاحترام المتبادل .. وشكرا للجميع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات