عبد الناصر يخطب من جديد .. ومبارك يحارب قطر من غرفة نوم


الفقراء لهم الجنة ..جملة قالها جمال عبد الناصر في كلمة له لا اعلم من هم الحضور وما هي المناسبة والشيء الوحيد الذي اعلمه ان قناة فضائية أردنية قامت ببث مجموعة من خطب الرئيس جمال عبد الناصر" القومجية " لمدة تزيد عن ربع ساعة ، وفي محاولة لمعرفة الاسباب أو المناسبة التي قامت لأجلها تلك القناة الفضائية ببث هذا البرنانج أو اللقطات كانت النتيجة وكمتتبع للبث الفضائي الاردني الخاص خرجت بنتيجة واحدة فقط وهي أنه تم " حشو " هذه اللقطات لتغطية نقص في ساعات أو دقائق البث والدليل أنه تم قطع بث اللقطات وبدء بث برنامج حواري على الهواء مباشرة تناول أداء دولة الرئيس من وجهة نظر الاكاديمين .

والذي اثار إنتباهي من مجموعة اللقطات التي بثت لجمال عبد الناصر جملته تلك عندما قال " أنهم يقولون ان الفقراء لهم الجنة .... وما هو المانع من أن يحصلوا على القليل من خير الأرض اثناء عيشهم في الحياة الدنيا " ، وجملة عبد الناصر تلك لايمكن اخراجها من سياقها التاريخي في تلك الفترة التي تم بها قمع إخوان مصر المسلمين وفي نفس الوقت قمع برجوزاية مصر وباشاواتها من عهد الملكية الفاروقية ، وكذلك لايمكن إعتبارها كحالة منفصلة وخاصة جدا عن واقع مصر هذه الايام وعلاقة السلطة مع الإخوان .

ومشهد أخر للرئيس مبارك وهو يخطب من على منبر ما في تاريخ مصر القريب يوجه فيه خطابه لدولة قطر ودورها في احداث الفتنة والفوضى في الشارع المصري وقال أن هؤلاء " قطر " بيوتهم من زجاج وعليهم أن يتوقفوا عن قذف الأخرين بالحجارة ، وهو ايضا موقف لايمكن فصله عن ما يدور اليوم ما بين مصر " السيسي " وقطر " الإبن " ،وليس بعيدا عن شارع الهرم وتاريخه النضالي العربي في إبقاء الأحزمة للشعوب مشدودة وللزعماء " مرخية " اعلنت راقصة مصرية عن بدء بث قناة خاصة تسمى قناة " فلول " ردا على قناة رابعة التركية المؤيدة لإخوان وهذا يذكرنا باستوديوهات مصر وافلام الخمسينات وما تبعها من رقص وشد وإرخاء للأحزمة ، ومن الصعب ان نقول أن التاريخ يعيد نفسه لأنني هنا أناقض كل معرفتي وثقافتي بمفهوم " الديالكتيك " التاريخي لتطور المجتمعات .

ولكن للخروج من هذا المأزق في التاريخ العربي والابتعاد عن كسر مفهوم " ديالكتيك التاريخ " سوف اتعامل مع هذين المشهدين الاعلاميين بمنهج مقارن وليس بمنهج توفيقي كما جرت عادة مؤرخي السلاطين والملوك والجنرالات في مجتمعنا العربي وفي نفس الوقت بنظرة تحليلية إعلامية تستند على إطر نظرية تسمى بالأطر الإخبارية والتي تقوم على قاعدة رئيسية تقول أن " الأطر الإخبارية هي القراءة التميزية للخبر أو الحدث " .

ومن خلال ما سبق نخرج بنتيجة رئيسية هنا تقول أن اعلامنا العربي الرسمي منه والخاص ما زال يمارس الخديعة بعلاقاته مع جمهوره وعلى اعتبار انه جمهور " سلبي " وغير قادر على التمييز بين حدث اليوم وحدث الأمس أو حدث السنوات الماضية وبالتالي فإنه بالإمكان التلاعب بذاكرته التاريخية لترسيخ مفهوم أن التاريخ يعيد نفسه ، وذلك لأن بروز مفهوم " الديالكتيك " في فهم التاريخ لهذا الجمهور سوف يؤدي إلى تحقق فعلي لمفهوم الثورات اليت عاشتها دول الغرب منذ الثورة الفرنسية وإلى الأن ، وهذا أكثر شيء تخشاه الأنظمة العربية بممالكها وجمهورياتها ولذلك تجدها ما تزال إلى الأن تمتلك حق منح أو حجب بث أية وسيلة اعلامية وكذلك تمتلك حق منح أو منع الترخيص لتلك الوسائل .

ويبقى السؤال مطروح " هل الفقراء ما تزال لهم الجنة وبيوت الأخرين ما تزال من زجاج وشارع الهرم يقود مصر" ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات