من يجلس على كرسي الحكم ؟


بعد الربيع العربي او ربما قبله .... كرسي الحكم ؟ ... من يجلس عليه ؟ ... بلا شك هو واحد من البشر ... وهل هو كامل ؟ ... لا يمكن ... الكمال لله وحده ... اذا من يجلس على كرسي الحكم مهما كان هو سيبقى من البشر يخطئ ويصيب ... مهما كانت توجهاته او افكاره او مهاراته ... الاختلاف ربما لا يكون على الشخص ذاته .. انما الاختلاف على النهج والطريقه التي يتبعها هذا الانسان الحاكم من شخص لأخر ... ومن هنا اذا اتفقنا على هذه النقطه ان النهج او طريقة الحكم هي موضع الاختلاف اذا الحاكم نفسه اصبح اداه منفذه لهذا النهج او الطريقه بغض النظر من يكون هذا الشخص او ما اسمه او لونه او دينه او حتى لا يعنينا مهاراته الفطريه او المكتسبه او علمه او خبرته وان تفيد ببعض الاحيان .. لأنه لن يضع بصماته على طريقه الحكم بشكل كامل لأنه محكوم بأتباع دستور مستمد من نهج وطريقه حكم اختارها هو بتأثيراته المتعدده وربما تداخلاته ومن اختيار فئه من الشعب اعجبتها طريقة الحكم وهذا النهج فبايعته لأداره شؤون الحكم وتطبيق النهج .

لنأخذ مثالا ... ( حسني مبارك ) حكم مصر 35 عاما ... استطاع بطريقته العلمانيه كنهج للحكم اتبعه ان يضبط امور الشعب المصري 35 عاما وبأقل المشاكل والأزمات ... اي كان حكمه ناجحا بنسبة 85 بالمائه ومشاكل وفساد وازمات بنسبة 15 بالمائه .. وهذا افضل بكثير من الحكم الذي جاء بعده نتيجة الربيع العربي الذي نتج عن حكم الذي اتوا بعده حيث حكمهم كان ناجحا بنسبة 25 بالمائه ومشاكل وأزمات بنسبة 75 بالمائه ... انا هنا لا اطعن او امدح نهج او طريقة حكم هذا او ذاك ... لكن الخلل يظهر جليا بما يلي ...

1- النهج العلماني او النهج الاسلامي او النهج الاشتراكي او اي نهج او خليط من هذا الطريقه او تلك هو طريقه حكم تبنى على اساس قواعد وتعليمات وقوانيين ونظام نابع من هذه الطرق والذي تتبناه احزاب او افراد مستقله ان كان حكم جمهوري او ملكي او اي حكم .. المشكله لا تكمن بالنهج او الطريقه او الشخص الحاكم .. المشكله تكمن ب ( الشعب ) الذي من يقع عليه هذا النهج او طريقه الحكم والشخص المنفذ لهذا النهج او الطريقه ... وبما اننا اتينا على ذكر الشعب هنا تكمن ( المعضله ) .

2- الشعوب انسلخت بفعل الوقت الطويل وعقود من الزمن انسلخت من مفاهيمها التقليديه من حيث نظرتها للحياه و ( ممارستها ) .. اي بمعنى طغت الحياه المدنيه على افكارهم واطباعهم وحتى ان الجينات الوراثيه تطورت بفعل التغيرات التي حصلت من تقدم ومن تغيير لنمط الحياه .. عندما كانت الحياه بسيطه ورخيصه ( وحاجات ) الناس مؤمنه ومتوفره وربما فائضه حينها كانت الشعوب لا يعنيها امر السياسه ولا الاقتصاد ولا تتطلع لهما ابدا .

3- عندما حصل التغيير العالمي من زيادة عدد سكان الارض وقلة السله الغذائيه وازمه المياه وغلاء الاسعار والتقدم التكنولوجي واقبال الناس على اقتناء وممارسه الحياه بتطورها رفعت فاتورة ( احتياجاتهم ) ولم تعد حياتهم مقتصره على الاكل والشرب والبساطه فاصبح هناك ضروريات للحياه من ( اتصالات ... ) وغيره فلا بد للشعوب ان تواكب التطور ولا يمكن العيش بعيدا عن هذا النمط الجديد للحياه وبالتالي زادت فاتورة الشعوب وهذا ادى الى شعور الشعوب بالفقر والحرمان لعدم قدرتها على دفع ( فاتورة التطور ) هذا .. وبالتالي شاعت البطاله لعدم رغبة طالب العمل بالعمل لقلة الراتب الذي لا يوفي التزامات الحياه الجديده المتطوره .

4- ومن هنا ... هذا شكل ضغط على الحاكم وضغط على طريقة او نهج حكمه ... فعمل ما بوسعه لسد الفجوه الكبيره التي حصلت نتيجة التغيرات والتطورات .. استطاع نوعا ما بتقليل الفجوه ولكن ليس اغلاقها بالكامل ... وكان ممكن ان يستمر الوضع هذا الف سنه اخرى وربما مليون سنه اخرى ... الخلل ليس بطريقة الحكم او بالحاكم .. فهو يعمل ضمن الامكانيات المتاحه قدر المستطاع ويبذل كل ما بوسعه لسد الفجوه وتحقيق رخاء لشعبه ومهما عم الفساد بفترة حكمه فهو لا يمكن ان يطغي بشكل كامل على شقاء شعب كامل .. الفساد موجود بكل دول العالم وبنسب مختلفه ولكن تأثيره بسيط نوعا ما وهو ليس السبب الرئيسي بمشاكل الشعوب.

5- عندما جاء الربيع العربي ضج الناس وارادوا ان يقللوا من فجوة ( التطور ) واكسابهم صفة ( القدره ) على دفع فاتورة التطور التي حصلت .. متهمين الانظمه والحكام وطريقة حكمهم ( بعجزها ) عن توفير ( احياجاتهم ومتطلباتهم ) .. في حين السبب والقصور والعجز ليس بيد هذه النظمه وطريقة حكمها وانما السبب هو تطور الحياه وتغيراتها .. فارادت الشعوب ان ( تقترح ) انظمه جديده وحكام جدد وطرق ونهج جديدان لعل وعسى تخرجهما من ازمة تلبية احتياجاتهم والتي نتج عنها (الفقر المصطنع ) والذي سببه ظروف الحياه المتغيره والمتطوره .

6- لا يمكن لأي نظام او حاكم او نهج او طريقه تعمل على سد هذه الفجوه نهائيا ... الاسباب كبيره ومعقده وخارجه عن نطاق القدرات والامكانيات ... كل العالم ( يطلب ويسعى ) الى ما تطلب وتسعى .. اليس هم ايضا بشر ولهم احتياجات ؟ ... الدول الغربيه وخذ مثال اليونان / اسبانيا / فرنسا / اميركا / الدول العربيه كلها تعاني من عجز ونقص بتوفير احتياجات المواطن وتعاني من عدم قدرتها على ( اغلاق الفجوة ) التي حصلت بين مدخول الفرد وبيان تلبية احتياجاته والتي منها ما يقارب ال 50 بالمائه هي احتياجات لم تكن يوما ضروريه او ملحه مثل ( الاتصالات / ..... ) في حين اصبحت ضروره قصوى في يومنا هذا .

7- قد يسأل سائل ... عندنا نحن العرب من الخيرات ما يكفينا .. ولكن التبعيه الغربيه وهيمنة الغرب واتباع الغرب كل السبل والوسائل لسحب خيرات الامه العربيه وعكسها على شعوبهم لتلبيه احتياجات شعوبهم على حساب الشعوب العربيه .. ويتابع ... من هنا خرجنا على الانظمه والحكام لتحملهم مسؤوليه التراخي بهذه المسأله لذا بحثنا عن ما يعيد مسك الامور بأكثر جديه وابسطها قطع علاقاتنا مع الغرب ومحاربتهم واتباع طريقه او نهج تكرس من هذا المفهوم وايضا أيجاد حكام قادرين على تطبيق هذا النهج واذا تم سنعمل على تجميع العرب ( وحده عربيه ) ونتقاسم خيراتنا بالعدل فيما بيننا وسنحارب اعدائنا ( المحتلين ) ونطهر اراضينا منهم وسننمو ونكبر ونقوى ويصبح لنا كيان ووجود وسنطبق شرائع الله بالارض بالعدل والحكمه .

8- اكتملت الفكره .. اي بسؤالك هذا يتحقق الرخاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأمه العربيه ضمن الاطار التي تكلمت عنه ... الى هنا جيد ..... وسؤالي انا للأخ السائل .. هل انت ضامن ان كل الشعوب العربيه تفكر بطريقتك وتوافقك الرأي ؟ ... الا تعلم ان المدنيه طغت على الشعوب واقصد هنا بالمدنيه ( الانفتاحيه /العولمه / المرونه بالتعاطي مع الغير / تعدد الاراء والافكار والاديان / تعدد النظريات والمدارس / المساكين بالارض والخائفين والمترددين / اصحاب النفوذ والمصالح / التبعيه / الفتن / الطائفيه / الانقسامات / الباحثين عن السلطه /العماله / الامكانيات والقدرات / القدره على المواجهه ( الاعداء ) / الانعزال عن العالم / .... ) الم تضع كل هذه الامور بالحسبان .. الا تعتبر هذه جميعها ( عراقيل ) لتنفيذ مشروعك ... الا يعتبر هذا كلام شفوي جميل خيالي ولكنه على ارض الواقع قد يكون صعبا وصعبا للغايه ... الا يحتاج هذا الى وقت طويل وطويل جدا وسيكون ثمنه باهظ وقد تكون فاتورته تقسيم الدول العربيه وشرذمتها وشيوع الطائفيه والاقتتال العرب فيما بينهم على السلطه وغيره ... الا يؤدي هذا الى انقسام الشعوب بين مؤيد ومعارض لفكرتك ونهجك ... الن تحسب حساب ان هناك ستكون عواقب وعواقب وخيمه بحالة الفشل .. قد يموت ناس كثر وتدمر اوطان وبلاد بسبب الاختلاف بالرأي والطريقه والنهج والفكره ؟... ما ان يتحقق مشروعك يكون هناك دمار شامل بمعنى الكلمه .

9- ما سينتجه الربيع العربي من ( زعامات ) وحكام واختيار اي طريقه او نهج لتحقيق هذا المشروع العربي وتوفير احتياجات الشعوب لن يتحقق منه شيء ... لذا سنعود الى المربع الاول .... وهو ( الوسطيه ) والحوار ... والمرونه .. واستيعاب الاخر ... ليكون نهج وسطي يضم كل الشعوب والافكار والرؤى وتحقيق ما يمكن تحقيقه من احتياجات الناس ومتطلباتهم .. وستجرب الشعوب اكثر من حاكم واكثر من طريقه بعد الربيع العربي لتعود حسب يقيني لتفرز ( حسني مبارك ) جديد و ( معمر قذافي) جديد و ( بشار الاسد ) جديد .. ...وغيرو .... نفس الطريقه ونفس النهج فلن يأتي الربيع العربي بأي شيء يختلف عما سبقه ... لأن العالم كبر واتسع وتعددت الافكار والرؤى ولا يمكن ان يكون هناك احتكار للسلطه .. السلطه اليوم وغدا وكانت بالأمس ( تشاركيه ) ولن تخرج عن هذا المفهوم ابدا ومهما طال الربيع العربي ولو بعد مليون سنه ... وعدا عن ذلك تحتاج المسأله الى معجزه .. فاختصارا للوقت ... اجتمعوا يا عرب ويا شعوب وتحاوروا واخرجوا بطريقه ونهج تشاركيه الان افضل من مضيعة الوقت وافضل من المزيد من القتل والدمار .. وما تشاؤون الا ان يشاء الله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات