الإحتواء الناعم .. من يحتوي من ؟


جرت العادة أن يبرز الرجال قوتهم ونفوذهم في بلدنا عبر طريقة قانونية وشرعية وتتوافق مع منطق يحكم الوطن ككل ويتمثل ذلك بمقدرة هذا الرجل أو ذاك على إستقطاب أكبر ععد ممكن من رؤوساء الحكومات والوزراء واصحاب المال إلى جاهة أو عطوة أو غيرها من المناسبات العائلية سواء المفرحة منها أو الحزينة ، وتكون النهاية صور تنشر عبر وسائل الاعلام بكثرة تفوق كثرة صور حادث سير يؤدي بحياة عشرة أشخاص أو جريمة قتل أو حريق ضخم ، وتتنوع اللقطات وتتعدد ويبدأ الاشخاص بالبحث عن أنفسهم بين هذا الكم من الصور كمحاولة لإيجاد حجمهم في هذا المشهد الاحتفالي .

وتبرز هنا علاقة الالتصاق بأكبر عدد من الشخصيات المهمة ضمن الحفل والبحث عن عدسة المصور الذي يلعب بالجميع لعبة " القط والفار " بمشهد لايمكن أن ينسى من قبل جميع من حضر هذا اللقاء ، والقصة هنا ليست قصة صورة أو شخصية بل قصة نفوذ يحاول الشخص الحصول عليه عبر وسائل الاعلام لتحقيق مكتسبات شخصية تؤدي في النهاية أن يضع في أجندته " الإستغلالية " هذه الصورة .

والغريب هنا في هذه العادة أنها أصبحت ممارسة بكل علانية ومن باب الشفافية في العلاقات العامة التي كانت تمارس في الخفاء من باب درء الشبهة ، وابرز القطاعات التي تقوم بإستغلال هذه العادة هي قطاع العاملين في الإعلام ويبدون حرصا كبيرا على إستقطاب أكبر عدد ممكن من " الدولات " رؤساء حكومات ورؤساء نواب واعيان ووزراء وبقية رجالات الدولة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية ، وهذا القطاع يعرف حقيقة تلك العادة وما هي النتائج التي تتحقق له من وراءها وفي نفس الوقت يقوم بإستغلال قلمة أو وسيلة الاعلامية للقضاء على كل من يخلف معه بالمناسبة في عدم حضوره وهنا يتحقق أيظا ما يطلق عليه إعلاميا وله علاقة بحرية الرأي والتعبير " الاحتواء الناعم " الذي كانت تمارسه السلطة التنيفذية أو التشريعية على قطاع الاعلام بهدف تحقيق أهدفها الخاصة بإبعاد " دب " الاعلام عن حجرها ولكن قاعدة " الإحتواء الناعم " تم قلبها وأصبحت كلا من السلطة التنفيذية والتشريعية وبقية مكونات المجتمع " إقتصاديا واجتماعيا " يتم إحتوائها من الاعلام وأقلام الاعلاميين ووسائلهم التي تمارس إحتوائها علانية وامام الجميع .

وفي خلال أقل من ثلاثة أيام تم إستقطاب أربع رؤوساء حكومات سابقين وعدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين واعضاء مجلسي النواب والاعيان الحاليين والسابقين في مناسبتين وتم نشر الصور بكثافة ومن خلال عدد كبير من المواقع الاخبارية ، والذي يتابع المشهد من خارج الوطن وعبر تلك السوائل التي لايقيدها حدود جغرافية أو زمانية يقول كلمة واحدة فقط هي أن رجال السياسية في الأردن يمارسون دورا أخر سواء وهم على رأس عملهم أو بعد خروجهم منه وهو دور " الخطابات " في لعبة الإحتواء الناعم تلك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات