ثورة


منذ أن تولى " عقل بلتاجي " أمانة عمان وما أحاط بتعينه من إشكاليات فنية " إدارية " وهو يؤكد على حقيقة أن الباص السريع سيعود في عهده وبقوة ، وجاء أول تصريح له أن هناك فشل كبير من حكومات متعاقبة في خطوط النقل في العاصمة مما وضع العاصمة تحت ضغط السيارات الخاصة وسيارات الأجرة وجعل الدخول اليها مفقود والخروج منها مولود ، وكي يتم إعطاء معركة بلتاجي مع الرافضين لمشروع الباص السريع وبالذات الكارهين لصاحب الفكرة الأولى " سمير الرفاعي والديجتالين " بعدها التكتيكي تم فتح ابواب الاعلام كافة من قبل الرئاسة وأمين عام كي تصب في فكرة قبول المشروع بعد أن هوجم بقوة من كافة المستويات في الاعلام الأردني الحكومي والخاص .
وبحرفية من يعرف العلاقة بين الاعلام والمسؤول وضرورة أن يكون هناك توافق منتظم بين الطرفين إستطاع بلتاجي أن يعيد الحياة الإفتراضية للباص السريع وأن كانت على مستوى الترتيب الذهني فقط لقبول الفكرة ، مع أن الواقع يقول عكس ذلك تماما وهو نفس الواقع الذي إستند اليه الكثير من معارضي المشروع في بدياته والذي يقول أن إمتداد الباص مجهول ولايمكن تخيله وهو يعبر فوق نفق الصحافة أو جسر الجامعة أو دوار المدينة الرياضية ودوار الداخلية ، إلا أن الواقع الغير متقبل تم تجاهلة في حملة بلتاجي لإعادة الحياة للمشروع والضرب فقط على وتر أن الباص سيعود كبداية لتجاوز فكرة الرفض الأولى والقوية له .

وفي جانب ما قيل عن الفساد الذي إلتصق بالمشروع منذ بدايته وحجم التكلفة المالية له تم أيضا غض الطرف عنها وتوقفت جميع الاخبار التي تحاول أن تنبش من جديد عنها ، ولولا بقاء"سمعه " يردد في كل عرض مسرحي له أن الباص سريع جدا ولايمكن للشعب مشاهدته لفقد ذكر الباص السريع بصورته السيئة من الاعلام الأردني ككل ، إذا إستطاع بلتاجي أن يلعب لعبة الاعلام والمسؤول بحرفية عالية مكنته من الخروج من أزمة الثلجة وأزمة تجربة " المائة يوم " دون خسائر تذكر بل حقق مكاسب على أرض الواقع تمثلت بإعادة الحياة للباص السريع بعد أن وضع في أدراج الكثير من المسؤولين تحت أسم " مشروع فاسد " .

وهذه الحالة تذكرني بما يحدث في مصر هذه الايام من التحقيق وسجن عدد من نشطاء حركة 30 التي طالبت برحيل مرسي عن الحكم فقط لأنهم خالفوا قانون التظاهر ، وفي نفس الوقت بإعادة الحياة والشرف لكل من تم إعتقاله بعد ثورة 25 يناير بتهم بيع مصر وكانت النهاية تبرءة احمد شفيق وابناء مبارك ، فهل سيعاد نفس السيناريو لدينا في الأردن وتكون البداية في مشروع الباص السريع ؟ ، وهنا علينا أن نذكر تصريح دولة النسور بأن ما تم بحثة أو تناوله في القضاء عن قضايا فساد لايمكن إعادة البحث فيها دون وجود أدلة جديدة تعطي الدولة صلاحية فتحها من جديد ، وفي نفس الوقت لنقارن بين الحملات الاعلامية التي أعقبت سقوط الإخوان والتي قبلها بما تعرض له الباص السريع من حملات سابقة لبلتاجي ولاحقه له من باب تنشيط ذاكرة عجوز عمان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات