الى متى محلات الخمور في شوارعنا ؟


ربما تضطر وانت في السوق لشراء عبوة ماء او عصير من بقالة, وعند دخولك للبقالة تتفاجأ برفوف ممتلئة بعبوات الخمور بالوان واسماء واشكال مختلفة, وترتعد جوارحك من هول ما انت فيه, وتدرك انك دخلت المحل الخطأ, فهذه ليست بقالة انما (خمارة) كما يسمونها, وتهرع للخروج من هذا المكان المشبوه لكي لا يراك احد, وهذا يمكن أن يحدث مع اي واحد منا, فقد بات الكثير من (الخمارات) موجودة في شوارعنا, واتحدى ان يكون هنالك شارع رئيسي لا يخلو من واحدة او اكثر منها, والملاحظ في الغالب لا يوجد يافطات بأسماء هذه (الخمارات), وتجد في واجهة هذه المحلات جناح لبيع الدخان, وثلاجة لبيع العصائر والمشروبات الغازية وكأنها طعم لاستدراج الزبائن وخاصة الشباب منهم , حيث تبدأ العلاقه بشراء سيجارة وزجاجة عصير وتنتهي بتجربة الاصناف الاخرى الموجودة في المحل, بدءا بزجاجة بيرة, وبعدها حدث ولا حرج.

اردت ان استهل مقالتي بهذه المقدمة, لأنقل للقاريء الكريم هذا الواقع المفزع, والذي بات مشهداً عادياً نراه خلال مرورنا في شوارعنا دون اي اكتراث, ونشاهد شبابنا يخرجون من هذه المحال الرديئه ويحملون بايديهم في اكياس سوداء عبوات السم, ولا يحرك بنا هذا الامر الجلل ساكناً, فلم يعد يخلو شارع من شوارعنا من وجود محل للخمور او اكثر, وهي مشروبات محرمة دينياً وخلقياً, وحتى قانونياً, ناهيك عن اضرارها الصحية, والتي اجمعت الدراسات على انها سبب لكثير من الامراض العضوية, وتؤدي بمتعاطيها والمدمن عليها خسارة صحته ونفسه والنبذ من المجتمع, كما انها محرمة في جميع الديانات السماوية.

يقول رب العزه في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

كما أن الكتاب المقدس ينهى عن السكر فيقول: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5).

اذن ما الحكمة من بيع سلعة يحرمها الدين ويرفضها المجتمع وتؤدي بمعاقرها الى الهاوية، فالجريمه والعنف انتشر وتفشى في مجتمعاتنا , والدراسات اكدت ان غالبية من يرتكب الجرائم والجنح يعاقر الخمر والمخدرات , فنحن نتيح وبكل اريحيه لشبابنا الحصول على الخمور من محلات تملىء شوارعنا وبدون رقيب . فما الحكمة من انتشارها اذاً؟ وهل الهدف تشجيع تعاطي الخمور وتسويقها لان منها منتج وطني؟ ، ام تعتبر مظهر حضاري نفاخر به ؟، ام انها احدى مقومات السياحه ؟ ، ام انها مفروضه علينا من صندوق النقد الدولي ؟ ام ماذا ؟

بالله عليكم اريد مبرراً واحداً يصُوغ لحكومتنا السماح بفتح محلات بيع الخمور في شوارعنا , لتصبح في متناول ايدي ابنائنا , والانكى والأمر يسمونها محلات مشروبات روحيه .
ربما لانها تجرد الفرد من روحه وعقله واحساسه.

والله سيحاسب رب العزه كل فرد سمح ورخص وسكت على فتح هذه المحلات التي تبيع جرعات الجريمه , والانحطاط , وتدمير العقول , والقلوب , وتفكيك الاسر , وتشريد الابناء , والذهاب بهم الى الرذيله .

الا يكفينا ما نحن به من بوادر انحطاط في الاخلاق , وبعد عن الدين , والقيم , والعادات الفضيله الا يكفينا ما نحن فيه من عنف مجتمعي ؟؟

لماذا نسعى لوضع الوقود على النار ؟ اجيبوني يا اصحاب القرار ؟

اجيبوني يا نواب الامه ؟ الذين انتخبناكم لتدافعوا عن حقوق ابناءنا وتحققوا من خلال موقعكم كل ما فيه الخير والصلاح لبلدنا ولمواطننا . وهذا ما اقسمتم عليه .

هل في رأيكم هذا المشهد في شوارعنا واماكننا العامه مقبول عندكم , اجيبوني ؟؟

فالمطلوب اذن ان يطرح موضوع الدعوه لاغلاق الخمارات في مجلس الامه , ولنرى بماذا تصوتون يا نواب واعيان الامه ؟؟

وبماذا ستردون على خالقكم حين تسألون يوم لا ينفع جاه ولا سلطان , واذكركم بقول رب العزة في كتابه الكريم ( وقفوهم انهم مسئولون ) , وقو له عز من قائل (ما لكم لا تناصرون ) . صدق الله العظيم 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات الشرعية والعقلية، وهو من أفضل العبادات، وأنبل الطاعات ، وهو من أهم الأساليب والأدوات العملية في منع الرذائل ، وانتشار الفضائل ، وزرع بذور الخير والصلاح في المجتمع ، وقلع جذور الشر والفساد الأخلاقي من البنية الاجتماعية.

واختم بقوله تعالى : 

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ



تعليقات القراء

ابو خطاب
حتى لو تم اصدار قرارات جادة بمنع الخمور وليس فقط اغلاق او ابعاد محلات بيع االخمور , فالقضية هي تربوية من الدرجة الاولى , والحل الناجز لها هو بتخليص المجتمع من اغلب المشاكل والصعوبات التي جعلت الشباب يهربوا من هذا الواقع المرير الى المجهول .
23-12-2013 10:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات