مؤيد العتيلي الشاعر والمناضل الاممي


مؤيد العتيلي ايها المتمرد الذي خاطب الهول والشر بحراب الكلمات المقاتلة. فُليرفع مجد الشاعر و صديق الحق، فوق مجد التاريخ، ولنسبح بحمد الشعراء الذين لا يعرفون غير كلمة الحق الجميلة التي لا تهاب.

إن الحق، في شرف الكلمة، هو الشعار الذي يرفع، على سارية عالية مغروزة في زنار الذين أعطوا أن يقولوها، ثم يتقدمون ولا يهابون .

في تاريخنا في تاريخ الأمم عشرات الذين قالوا كلمتهم ثم عانقوا الألم والموت على شرف ما قالوا .

ان القمع والاستبداد والمال لم يثنهم. فوق المسامير والماء والنار والنصل هم : اصحاب كلمة .

وتعصف ريح الايام بالممالك والتيجان والعروش والسلطات جميعا، وتبقى الكلمة .

ان الكلمات مواقف، وقد وحد هؤلاء بين كلماتهم ومواقفهم، ومن هنا عظمتهم، ومن هنا وعت - وحفظت - ذاكرة التاريخ ذكراهم، ونبتت قصص الشهادة راوية عن حكاياتهم .

مؤيد صاحب كلمة، وصاحب موقف، جمع بين الكلمة، والموقف في كل واحد خال من الازدواجية المقيتة ما بين الكاتب وسلوكة، الازدواجية التي هي في جوهرها عجز عن المواجهة، حين يكون على المرء ان يعيش ما قالة .

وليس عيش الحق في الكلمة والموقف هي الميزة الاساسية وكفى، ولكن الذين سيصمدون حتى النهاية سيكونون قلة والذين سيصمدون عن وعي سيكونون قلة القلة .

لست ادري ما الذي دهاك رفيقي مؤيد، لم غادرت مبكرا ؟؟ الم نتفق على لقاء قريب ؟، وأن تنسج قصيدة مفعمة بالحب تنثرها على فضاءات عمان، الم نتفق على أن نذوي عشقا بعمان، وأزقتها، وحواريها، وجوعاها؟

الم تقل لي بالهاتف أننا سنلتقي قريبا وليقبضوا علينا متلبسين باليقين والتوق إلى الحرية وصناعة الثورة.

الم تقل لي أنك ستتدفق بين الفراش الملون، وتسكن هديل الحمام، وشقائق الياسمين، لتمطر غيوم الوطن بردا يطهر العشاق والجوعى من وأد الاحلام واستباحة رأس المال ؟ ما الذي دهاك أيها المارد المتمرد حتى تعصف بالوعد وتنتشر في أفق الدنيا كحفيف أوراق البردى! أي وجع خلفت حين غادرت قارعة العمر ألى المجد الذي سيحتفي بك كما فعل مع رسول حمزاتوف، ونيرودا، وايلوار، وتوفيق زياد , ولوركا .

لم تقل لي أنك ستترجل بل قلت للرفاق ألى اللقاء ولم أعرفك تخلف وعدا قط، لم غادرت أيها العذب المفعم بالوداعة والثورة والوعي بكنه القادم، أيها المنحاز بكل جوارحك للفقراء، والمسحوقين، والكادحين، والشغيلة حتى الثماله!

أراك متوسدا ارائك المجد وناثرا القك كسوسنة الحرية وأيقوناتها.

إحمل ولعنا بك وبمن سبقك من الرفاق، شافيز، ومانديلا، وأمل دنقل، ونجم، وكل قوافل الحالمين بالعالم الخالي من شرور وآثام الاستغلال والقهر .

وأنا سأرقب قمر الحرية التي بشرت بها كلما هبت ذكراك رفيقي، سأروي للعصافير التي تتزاوج في نيسان حكايتك، واخبرها أنها ستجد قصاصات شعرك بين اكوام القش الذي تنبشه لتبني أعشاشها .

أيها العاشق للآمال الملونة أحبك فاهنئ بانتظار أن نلتقي.

وليس عيش الحق في الكلمة والموقف هي الميزة الأساسية وكفى، ولكن الذين سيصمدون حتى النهاية سيكونون قلة، والذين سيصمدون عن وعي سيكونون قلة القلة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات