لنعترف ؟


توقفت صحيفتين ورقيتين عن الطباعة والتوزيع وبقية الصحف الورقية لانعلم عنها شيء هل طبعت ووزعت أم بقيت مكدسة في عنابر التوزيع الخاصة بها تنتظر وصول الفرج ؟ ، وإحدى الصحف التي أوقفت طبعتها ليوم الجمعة وإكتفت بدرجة عالية من التفاعلية مع الحدث " العصافة " من خلال موقعها الألكتروني قد تكون إحترمت أموال مساهميها وحفظت لنفسها كرامتها ، والصحف التي عاندة " اليكسا " خسرت مساهميها ثمن ورق واحبار ووقود تشغيل المطابع وسوف يأتي يوم وتعلن أمام الناس أنها خسرت ؟ والصحيفة الثانية جاء إعلان وقف طباعتها وتوزيعها من باب الابتعاد عن الحرج الرسمي لأن مساهميها يعلمون كم تبلغ خسارة طباعة الاف النسخ وبقاءها في المستودع وهي صحيفة خرجت من آزمة مالية وعمالية قريبا جدا .

وعلى الجانب الأخر لعب الاعلام الإلكتروني دورا كبيرا في معركة الأردن مع " اليكسا " وأكد حقيقة أنه موجود وقادر على البقاء رغم قسوة الضروف الجوية والضربة الكبيرة التي وجهتها له شكرة الكهرباء عندما فشلت في إدارة أزمتها مع عاصفة " اليكسا " ، وهنا نعرج على البدائل التي توفرت للجمهور كي ينشروا حجم التقصير الذي ظهر على أداء المؤسسات الخدماتية في أزمة " اليكسا " والهواتف الذكية والاشتراكات في الانترنت عن طريقها وبطاريات أجهزة خلوية تعمل لأكثر من اثنى عشر ساعة دون إعادة شحن ، كل ذلك أكد حقيقة واحدة وهي أن البقاء في الاعلام لتلك الوسائل التي حققة نظرية الاعتماد بكل فروضها واسئلتها ، ومن ابسط تلك الفروض أن الفرد يرتفع معدل اعتمادة على الوسائل الاعلامية عندما يفتقد للمعلومات الضرورية لمعرفة ما يدور حوله في أوقات الأزمات ،وبقية أسئلة النظرية وفروضها تشير على تلك الوسائل تعيش داخل نظم اجتماعية وسياسية واقتصادية تمكنها ومن خلال علاقة تبادلية أن تستمر في البقاء وتقديم المعلومة للجمهور في لحظات ضرورية وربما تكون مصيرية .

وفي الجانب الأخر من حقائق الاعلام الالكتروني والمتمثل في تحقق جميع اركان الخبر وشرط التفاعلية نجد أنه قام بنشر كميات ضخمة من المعلومات للجمهور وبشكل محدث على مدار الساعة عن حالة البلد وقت عاصفة اليكسا ، وكان يحرص على ارفاق المكون الرئيسي للخبر وهو الصورة من واقع الحدث وإما صورة فوتوغرافية أو عن طريق الفيديو المصور ، وهنا كان هذا الاعلام غير مقيد بالمساحة أو بالزمن الخاص بما يعرف بساعة الصفر التي بعدها لايمكن نشر أي شيء كما هو حال الصحافة الورقية .

وتمثلت إيظا خاصية التفاعلية بقيام بعض هذه المواقع الالكترونية بالطلب من جمهورها بتزويدها بما لديه من معلومات موثقة " بالصور " عن حالة الظروف الجوية في منطقتهم والصعوبات التي تواجههم نتيجة لعاصفة اليكسا ، وكانت النتيجة تغطية مباشرة على مدار الاربعة وعشرين ساعة للحدث مما جعل الجهات ذات العلاقة بتقديم الخدمات للجمهور تتنافس على ابراز نفسها امام هذه الوسائل وفي نفس الوقت أظهرت تلك الوسائل بما لديها من تقنيات " تعدد الوسائل " فشل تلك الجهات في التعامل مع الظروف وفي نفس الوقت في التعامل مع الاعلام الخاص الالكتروني ، وهنا أقولها وللمرة المليون لابد من الايمان بحتمية التطور التكنولوجي وعدم الاصرار على البقاء في زاوية واحد من وزايا هذا التطور فقط من أجل ما يسمى بالتاريخ الاعلامي للوطن وذكريات ورقة وقلم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات