ابو تعريفة


في حارتنا كان شاب اسمه حسين ويطلق عليه " حسين الهبيله أبو تعريفة " توفي حسين قبل عام وحزنت كل الحارة عليه لأنه الوحيد الذي كان يذكرها بأن هناك في عملة البلد أسمها تعريفة ، وهو كان يطالب فقط بتعريفة وإذا أعطي قرش أو أكثر يخصم ما زاد عن التعريفة من حساب اليوم التالي ولايعود للبيت أو الشخص الذي أعطاه هذا المبلغ ورغم جميع المحاولات من الجيران لإقناع " حسين الهبيلة ابو تعريفة" أن يأخذ العشرة قروش كاملة أو ما يزيد عن التعريفة ويعود في اليوم التالي لأخذ نصيبه إلا أنه كان يرفض لقناعته بأن التعريفة تكفيه .

وفي احد الايام جلست إلى جوار" حسين الهيبلة ابو تعريفة" على عتبة المنزل بحثا عن فلسفة التعريفة تلك ورغم حرصي على طرح الموضوع بكل هدوء وروية كي لايفقد " حسين الهبيلة ابو تعريفة " عقله ويبدأ بالصراخ والتلفظ بكافة أنواع الشتائم إلا أنه أصر على أن اضع التعريفة في يده قبل أن يقوم بسرد قصة " التعريفة " على مسمعي ، وبحثت في جيبي واخرجت له التعريفة ووضعتها في يده وأخرج هو دفتره الممزق وسجل بقلم رصاصه شبه المنتهي أنني دفعت له تعريفه ، وعندها قلت له يا حسين أنت تكتب وتقراء قال نعم واسجل كل يوم كم اجمع من الجيران من " تعاريف " ومن يدفع لي أكثر من تعريفه أسجل ما يزيد في خانة أسمه ولا أعود له إلا عند إنتهاء رصيده من التعاريف اليومية التي يجب أن يدفعها لي .

وهنا صدمني " حسين الهبيلة ابو تعريفة" وأوقع في عقلي الشك بأن يكون " هبيلة " فهو يلعب دور الهبيلة علينا كجيران له منذ أكثر من ثلاثين عاما ويزيد ، وعند سماعي بخبر وفاته ذهبت لبيته معزيا ككل الجيران وكان في ذهني شيء واحد وهو أن أحصل على دفاتر " حسين الهبيلة " كي أطلع على ما تم دفعه له من قبل الجيران ، وبعد محاولات طويلة مع أهله وإحترامهم لي وطلب خاص من مختار حارتنا تمكنت من الحصول على أكثر من عشرين دفتر كان حسين يسجل بهم " تعاريف " الحيران على مدار ثلاثين عاما ويزيد .

واخذت الدفاتر وبدأت بجمع " التعاريف " التي حصلها حسين من الجيران ووجدت المبلغ كبير ويستحق أن يسجل في دفاتر " حسين الهبيلة ابو تعريفة" ، وعن قصة تمكن " حسين الهبيلة ابو تعريفة" من القراءة والكتابة كان جواب أهله أنه عندما بلغ العاشرة من عمره سقط على رأسه ومنذ ذلك الوقت وهو يلف في الحارة يجمع التعاريف بهدف في نفسه لايعلمه أحد سواه ، وعن أين كان يذهب بهذه التعاريف قالوا أن جمعها في صناديق وهي توجد في " خشة " خلف المنزل لأنه ليس بحاجة للنقود فقط من أجل ان يعمل ويشغل نفسه بعد أن أصبح ينادى عليه " بحسين الهبيلة أبو تعريفة " في كل الحارة والحارات المجاورة ، والذي ذكرني " بحسين الهبيلة ابو تعريفة " تعريفة الديزل والكاز والرئيس أبو تعريفة ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات