على قد بلادك مد رجليك؟


في برنامج صباحي مباشر يصر أحد المواطنين على أن يردد كل يوم حلمه في الليلة الماضية وتكون إجابة مقدم البرنامج لهذه المواطن الحالم بأن يوصيه بأن يزيد غطاءه ليلا ولايتقلب في فراشه ' ينام كاللوح ' كي لايحلم أحلام مزعجه له ولمقدم البرنامج ولكل مواطن يتأوه على هذا الوطن ، واليوم حلم هذا المواطن بأن البلد أصبحت نظيفة من كل شيءلايوجد فساط أو مفسدين وطاهرة ويغطيها اللون الأبيض الملائكي وغمام ماطر بماء الورد وان حقول الربيع الأردني بدأت بإخراج من تحت ترابها من بذور الورود والقمح وبقية نعم الله .

وعندما أفاق هذا المواطن من نومه وجد أن رائحة الزبائل تغطي سماء حارته وان أكوام النفايات تنتشر بإنتشار الفاسدين في البلد وأن طهارة البلد لاتتعدى أجساد أطفالها الرضع وأن اللون الأبيض الملائكي هو دخان سيارات الشعب المفرهلة ومطر السماء كان مزراب سطح جيرانهم بعد ليلة طويلة من إنتظار الماء أن يأتي في الانانيب وغط الجار بالنوم وطفحت الحزانات وأخذت معها وسخ السطح الذي حط على رأسه وكتفيه ، وربيع البلد ما إلا بقايا اغصان الملوخية التي القتها زوجته في الشارع بعد أن قطفت أرواقها وهي تردد كلمة واحده ' ملوخية منيحة بتمشي المعدة بعد أكل الخبز الحاف وشوية الشاي في الكوب ' .

ومع كل ذلك يصر هذا المواطن على النوم مكشف لأن غطاءه لايكفي جسده ورغم محاولاته الطويلة السير على قاعدة المثل الذي يقول ' على قد إلحافك مد رجليك ' فهو في كل ليله يقطع من هذا اللحاف جزء كي يغلق فيه فتحة في جدار منزله أو يقوم بإعطاءها لجاره كي يغطي بها معدة أطفاله ، وعلى مررور الايام أصبح لحاف هذا المواطن هي السماء وكما تقول فيروز والشاعر العربي الحالم ' هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضا زاهدا في ما سيأتي ناسيا ما قد مضى ' ومع ذلك فهذا المواطن قد تلحف الفضا وافترش العشب الناشف ونسيا ما قد مضى واراد أن يمارس حلمه ولكن مقدم البرنامج يصر على أن يعيده إلى واقعه وهو يردد على مسمعه بقية كلمات الاغنية 'أعطني الناي وغني و انس داء ودواء إن الناس سطورا كتبت لكن بماء ' .

وهذا حال الشعب لدينا فهم إناس كتبوا عند الحكومة كعدد وعند بقية مسؤليها ولكن تمت كتابتها بماء تأتي عليه شمس الصباح فيتبخر من ذاكرة الحكومة ويبقى مجرد حلم في ذاكرة هذا المواطن وعليه كمواطن أن يمد رجليه على قد بلاده وليس لحافه ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات