قصة وفد الممانعة


قاعة كبيرة،مترفة،ومقاعد وثيرة،وخدم في كل ناحية، هناك حيث سيق (وفد العادة) وفق العادة،وحسب نهج المقاومة المعتاد.

رزح الوفد، بأثقاله فوق المقاعد الوثيرة،يبتغون راحة بعد سفر مرهق، من عمان إلى دمشق.

دخلت عجوز مكتنزة،وصافحتهم ثم أشارت إليهم بكلتي يديها للجلوس، وتوسطت مجلسهم، إنها نائبة "الرئيس السوري" نجاح العطار بدأت تتقيأ،في الوجوه، نهج المقاومة المتقادم، ومقطع العروبة المأزوم،وقطع المؤامرة الكونية،وتنفث من منخريها دخان الصمود.

التقط الوفد القيء،وتقيأ هو أيضا ذات القيء،في وجهها.

امتلأت القاعة بالقيء،وفاض الدخان،وانتج غبارا من إصرار،على مواصلة المسير، حتى يبلغ تحرير الأرض، حدود جهنم.

فجأة دخل من الباب، طواقم من خدم بوجوه حجرية،يحملون أطباقا وقدورا وآنية، ثم صنعوا للوفد الجائع، مأدبة شامية.

مأدبة شامية عريضة، عليها قوائم من أطعمة لا يشتهيها، ذو نفس سوية.

في طبق على طرف منها، الظلم مستمر وإنسانية شعب محروم حتى من الكلمة،وطبق آخر مملوء بسجناء منذ الحركات التصحيحية، وسجناء بالعشرات في زنزانة بلا نوافذ،وههنا طبق مملوء بأشلاء شباب طلبوا الحرية،وههنا طبق بعذارى مشوية، صرخن يوما "حرية"،وطبق من لحم مسحوق بِرَوِيَّة،تحت الدبابات الأسدية،يتوسط المأدبة أشلاء أطفال الحولة، وبجانبه طبق آخر بذبائح أطفال الغوطة،وعلى طرف آخر، طبق بنساء تعاقب على اغتصابهن، جيش المقاومة الأسدية، وبجانبه طبق ببراميل البارود الدموية، وأطباق من أحياء اندثرت،ومدن زالت بعفوية،وعلى أطراف الأطباق، زينة بلَّاجئين يقضون شتاءً، في خيمات صيفية.

جاء الخدم بِقِدْرٍ عظيمة مختومة، فيها بقية شعب سوريا العظيمة، وضعوه بجوار أقدام (النائبة) ثم جاؤوا بقدر أخرى، مملوءة بحساء من دماء ذات الشعب، وفرقوه بقصعات، على طول المأدبة.

أومأت النائبة للوفد الجائع، وكانوا "بضعة ذكور وامرأة عجوز"كشروا عن أنياب طويلة سوداء، ومضوا إلى المأدبة، وتحلقوا حولها، وضع كل جائع منهم، على صدره(فوطة المقاومة) ، ثم ولغوا في الآنية، تذوقوا كل الأطباق، والنائبة تصب من القدور أسفل قدميها، وتزيد في الأطباق، وهم يهللون ممتنين،لحسن الضيافة، ويزدادون عزما على الكفاح لآخر لقمة.

كانوا يأكلون بِنَهَمٍ، كلما زادت النائبة في الأطباق، ويبتلعون بشره كلما رشت فوقها،توابل "الممانعة" ، أخذوا يأكلون ويبتلعون،حتى تشدقت أشداقهم، ثم وقفوا فردا فردا، أمام العدسات، وتقيأوا مرة أخرى ("مقاومة وعروبة" "ممانعة وصمودا" "كفاحا وإصرارا") وشددوا على إنهاء شعب سوريا التكفيري،والإبقاء فقط على بضعة أفراد،من شعبها الأسدي، لكي تحيا المقاومة.

ثم ودعتهم النائبة، وأبلغتهم امتنان سيدهم (الرئيس) لقدومهم في هذا الظروف العصيبة، ووعدتهم بكثير من المهرجانات التي ستعقد في سوريا-في المواسم الدموية المقبلة- لدعم المقاومة،ثم ناولت كل ذكر منهم، "قلما رخيصا"،وقالت امضوا وعيننا ترعاكم،وهناك اكتبوا ما تعودتم عليه، من الأكاذيب،(وطرطروا) كيف شئتم،بخردوات الممانعة.

كانت تلك رحلة ما يسمى "برابطة الكتاب الاردنيين"إلى سيدهم بشار الصهيوني المجرم،تلك الرابطة التي سيطر عليها الموهومون بالقومية المنتنة، واليسار وأهل اليسار، وعلى امتداد الوطن، لم نسمع منها، إلا صوتا واحدا مشوها! أما باقي الاصوات فاندثرت وتلاشت! تلك الرابطة التي عَقِمَتْ، إلا من وليد مشوه، مصاب بالفصام والعمى،فبئست الرابطة المفصومة المشوهة.



تعليقات القراء

ابراهيم / الكرك
وقليل عليهم الحكي هذا ...
24-11-2013 01:59 PM
عبدالله سليمان
مقال في غاية الروعة وهؤلاء الرهط المفسدين بالارض لا يمثلون الا انفسهم ولا يمثلون اي اردني شريف وصدعوا رؤوسنا بالمقاومة والممانعة وهم في الحقيقة ادوات للمشروع الصهيوني في المنطقة من حيث يعلموا او لا يعلموا ولكن مشكلة هاي الطغمة انها لا تريد ان تعرف الحقيقة لانها تربت على مصالحها الخاصة على حساب مصلحة الامة العليا
24-11-2013 02:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات