اضراب الرأي .. وهذا الرأي


هل كان الأعلام الأردني ( الصحافه ) بأزمه حقيقيه يوما من الايام ؟ ... على مر عمر دولة الاردن كان هناك تدرج منطقي بحريات الصحافه والرأي والتعبير الى ان وصل الى اعلى سقف له بأيامنا هذه .. الموضوع ليس موضوع حريات ... لنتجاوز هذه النقطه.. هناك مطالب ( للعاملين ) وهذا شأن داخلي يحل بطرق رسميه عن طريق الحوار مع ادارة هذه المؤسسه ... ولكن المسأله ربما هي ( ركوب موجه ) حيث يزج بين مطالب عاديه للموظفين من ادارتهم وبين اقحام موضوع الاضراب ( سياسيا ) ... لماذا يزج بحكومة دولة النسور بموضع هذا الاضراب المبني اصلا على مطالب شخصيه ؟ .. وهل جريدة الرأي لم تعرف التوغل والتدخل والهيمنه الحكوميه عليها ( افتراضيا ) الا بعهد حكومة دولة النسور ؟ .. المسأله ان هناك بعض الاشخاص الذين يميلون الى ( نظرية الشارع ) او المعارضين بشكل عام والتي تصر وتكرس جهدها وهمها الاول والاخير على رحيل حكومة النسور بأي شكل من الأشكال .. وهذا الأمر مكشوف للجميع... قد يكسب مضربي جريدة الرأي بعض التعاطف الشعبي المناهض والكاره لسياسات الحكومه الحاليه ولكن هذا لا يمثل الاغلبيه بين المواطنيين الاردنين وانا واحد منهم .. اذا كانت دولة النسور تريد ان تهيمن وتسيطر على جريدة الرأي وتتدخل بسياساتها واداراتها هل هذا يعني ان هذه الحكومه بهذه السياسه والمفهوم كما يعتقد البعض انها احكمت السيطره على كلا وسائل الاعلام الاردني ؟ ... يود هناك ( مليون وستمائة الف ) وسيله اعلام بالاردن من مواقع الكترونيه وصحافه ومرئي ومسموع وغيره يعمل بحريه مطلقه وبدون تدخل حكومي او يتبنى جزء من فكرها للحكومه او مفهومها بالعكس هي تمثل وجهة نظر اصحابها ان كانوا ( معارضه / معتدلين / احزاب/ مجتمعات مدنيه / افراد / اجنده.... ) وهذا جميعه لم تتدخل به الحكومه من باب حرية الرأي والتعبير ... واجمالا هذه الاضرابات والاعتصامات لن تقصر او تطول من عمر هذه الحكومه او اي حكومه اخرى .

والأن ..........

الا يحق للحكومه ان يكون لها ( منبر رسمي ) واحد على الأقل تبين بها وجهة نظرها ونشاطاتها وترد نوعا ما على باقي وسائل الاعلام بالحجه والبرهان وايضاح سياساتها للعالم ( داخليا وخارجيا ) ... ام يريد الوجه الأخر ولنصنفها بمصطلح ( معارضه ) الهيمنه الكامله والمطلقه على وسائل الاعلام والذي بدوره سيؤدي الى غياب نصف الحقيقه على الاقل عن المواطنيين وان لم تكن حقيقه الا يحق للمواطن ان يسمع وجهة نظر الحكومه والمعارضه او المعتدلين او اي رأي اخر ليقف ويقارن ويقرر ويفكر ومن ثم يحدد رأيه بأي اتجاه يسير ومع اي موقف سيقف ؟ ...

اذا كان هناك اصرار على رفع سقف الاضراب فهذا بالنهايه سيؤول الى نتائج عكسيه على الاضراب والقائمين عليه والذي ( سيتميع ) هذا الاضراب لأنه خلط الحابل بالنابل .. خلط بين المطالب الشخصيه والسياسيه ..... ومن هنا ستتوسع دائرة الحوار والنقاش مما يطيل الأزمه لتصل بالنهايه الى طريق مسدود .

لنفصل الاضراب الى جزئين .. الجزء الاول وهو المطالب الشخصيه .. والتي اجدها انا شخصيا تثير استياء كثير من المواطنيين ... ماذا يعني راتب سادس عشر ؟ ... وهل السنه تمددت ليصبح عدد اشهرها من 12 شهر الى 16 شهر ؟ ... ما هو حال العاملين بالقطاع العام والخاص الذي يسمع بمثل هذه المطالبات وهذه الامتيازات ويتحسر .. والذي يحلم كل عامل بالاردن ويتمنى زياده شهريه على راتبه مقدارها خمسة دنانير حيث انه يتقاضر راتبا شهريا وعلى مدار السنه ولأثنا عشر شهرا فقط ... يشعر المواطن بأن هناك اختلال بمفهوم ( العداله ) وان هناك ظلم يقع ... الذي يضرب ويعتصم ويعلوا صوته يتم تحسين وضعه بغض النظر عن الاليه وبغض النظر على حساب من .. والذي لا يضرب ويقدر امكانيات مؤسسته وامكانيات دولته او لظروف اخرى يبقى على حاله وعلى راتبه كما هو ويدفع الثمن من عوزه وفقره ؟ .... كثير من الاضرابات والاعتصامات حصلت .. منهم من حصل على مطالبه عندما وجدت المؤسسه او الحكومه ان هناك ظلم وقع عليهم فعملت على تعديل اوضاع العاملين لديها بما يتناسب مع الشرائح الاخرى ووفق التعليمات والقوانين العادله... والسؤال كم عامل بالاردن يحصل راتب ( سادس عشر / خامس عشر / 14 / 13 ) ... نسبه ضئيله فقط لمؤسسات كبيره تنتمي لقطاع خاص وليس عام ... لكن بجميع الظروف والأحوال ... حتى المؤسسات الكبيره التي بالقطاع الخاص وان عملت على تحسين اوضاع موظفيها وهذا شأن داخلي ماليا واداريا لكنه بجميع الظروف والأحوال يعمل على ( أختلال ) التوازن المجتمعي ... تذبذب الطبقات وعدم استقراراها ويولد شعور بالظلم ( نفسيا / داخليا ) لدى كافة المواطنيين الكادحين ... في حين لا تقل كفاءة فلان عن فلان والكل بمجاله .

عندما تنظر الى مؤسسه كبيره تنتج وتساهم بالأنتاج القومي والتنميه وتحقق عمله صعبه للبلد ربما تقف عندها بحالة اضرابها او اعتصامها وتحاول ان تجد حلول منطقيه وجاده لحل الأزمه لانها تعتبر رافد اساسي للدوله من حيث الاقتصاد.. اما اذا كان هناك مؤسسات انتاجها ( معنوي ) غير ملموس ومجرد وسيله من وسائل التعبير وكلام ضرب كلام هنا يسأل المواطن .. ماذا تحقق هذه المؤسسه من انتاج يصب بخزينه الدوله ؟ ... مصدر اموالها هي من الشعب ( اي داخلي /عملية شراء من قبل المواطن فقط ) ونادر جدا ما يوجد وسيله اعلام ورقيه منتشره عالميا وتحقق مردود مالي يصب بخزينة الدوله وان تحقق يكون ضئيل جدا مقارنة مع مؤسسه او مصنع ينتج سلعه تخضع للتصدير وتجلب عمله صعبه تصب بخزينه ومصلحه الدوله .

ومن هنا ... لا يمكن المراهنه او يكون الالحاح ضروري للحفاظ على هذه المؤسسه التي لا تساهم بالانتاج القومي او بتحقيق امن قومي او خدمات ضرويه للوطن والمواطن بشكل رئيسي وانما هي اضراب لمؤسسه قد يكون مشروع ولكنه يجب ان يكون محصور بين العاملين والاداره فقط ولا يجوز تصديره خارج هذا الاطار وزج الحكومه واطراف اخرى به لغايات مبهمه .. واذا تسبب هذا الاضراب بأحداث بلبله او فوضى تمس امن البلد من واجب الحكومه ان تتدخل وتعيده الى اطاره المشروع ومن حق الحكومه ان تأخذ اي اجراء يضمن الامور عدم الخروج عن السيطره او ان يخرج عن اطاره القانوني او الاداري او تسيس الاضراب الى غايات تتماشى مع ما يقال عنه وهو ( الربيع العربي ) سيء الذكر.

انا لا أجد مانع من اغلاق هذه المؤسسه .. وايجاد واستحداث مؤسسه اخرى ... هناك فنيين وموظفين على درجه عاليه من الكفاءه والخبره وهم كثر وعاطلين عن العمل ايضا.. يستطيعون النهوض بأي مؤسسه وبأقل الامتيازات اسوة بالمواطنيين او اقرانهم الاخرين .. وان لم يتم استحداث مؤسسه اعلاميه اخرى هناك مليون وستمائة الف مؤسسه اعلاميه عامله اخرى وتمارس اعمالها ونشاطها وتعكس كافة الاراء الرسمي منها والشعبي ويوجد تنوع ايضا وتعمل بكل هدوء وتحل مشاكلها ايضا بهدوء ببين العاملين لديها والاداره وبدون احداث بلبله او تصييد بالماء العكر او ركوب الموجه او ان تصبح منبرا للتعبير عن اراء وافكار ووجهات نظر ورؤى واهداف اطراف اخرى ....

الادهى والأمر هناك من يحاول ان يوسع ويمدد دائره معارضة الحكومه ويبحث عن اي شيء يستغله للأطاحه بالحكومه ... هذه الحكومه حكومه تعمل من اجل الدفع بالبلد الى الامام رغم قراراتها الصعبه ولكن لا بديل ... الصوت العالي لا يحل مشكله ... الحلول تأتي بهمتنا ومدى استعدادنا بالتكاتف وازاله العصي من الدولاب وليس البحث عن عصي جديده او مهترئه ووضعها بالدولاب ..

وألا ما مفهوم الانتماء ... يجب ان نقزم ونقلل من اي شيء يثير الفوضى او البلبله وخاصة بهذه المرحله المشؤومه التي تعصف وتضرب بكل الوطن العربي بل بالعالم اجمع ... يجب علينا ان نتحد ونضحي ونصبر لعبور هذه الازمات التي تراكمت علينا ... اعان الله سيدي صاحب الجلاله الملك عبد الله الثاني اطال الله بعمره وأعان الله حكومته الرشيده والمتمثله بدولة الدكتور النسور .. أعان الله المخلصين لهذا البلد الطيب ... واني والله احسدهم على قوة اعصابهم وقدرتهم على التحمل وعلى صبرهم الطويل ... ما ان يسدوا ثقب يخرق السفينه الا وخرج علينا من يثقبها من جهة اخرى ... وكأن القياده والحكومه والشعب له القدره على تحمل المزيد من الاعباء والتحديات .. أعاننا الله نحن المواطنيين .

انا لا ازاود على احد ... انا اقول كلمتي هذه وامضي ... وهذا حديث الشارع ... هذا الاضراب يتعرض للانتقاد بمقدار ما يجد له من مؤيدين ... انا اصارحكم .. هذه حقيقه .. وهذا الكلام يقال بالشارع وبكل مكان ... وانا شخصيا من متابعي جريدة الرأي واحترمها واكن لها كل مشاعر التقدير والاحترام ولكل ولكافة العاملين بها ومن عمل بها .. ولا اريد لها ان تسقط او ان تختفي من الساحه الاردنيه او ان تهز صورتها .. والله اني لم اجد بها يوما تحيزا .. او تميل كفه على حساب كفه ... هي تنقل الامر كما بالواقع .. ومن حقها ان تمتلك رؤيه وان كانت رؤيتها تتوافق مع رؤية الحكومه ما المانع او الخطأ بذلك .. هذا حق لها مشروع .. لا بد ان يكون هناك توازن اعلامي وبكل دول العالم يوجد توازن اعلامي .. فأتمنى ان لا يزج بالسياسه وبالحكومه بموضوع شخصي محصور .. واتمنى ان تحل ازمة جريدة الرأي بأسرع وقت بود ومحبه وتفاهم واتفاق ... واتمنى ان تعود جريدة الرأي الى الصدور بأسرع وقت ..وان تكون كما عهدناها دائما .. منبر صادق .. ومتنوع ... ولها حضور . ومتميزه .. وواقعيه ... ويشهد لها دائما بالرفعه والاخلاق العاليه ... ولا احد يقبل ان تهز صورتها امام قارئيها وامام العالم وخاصة ان عمرها تقريبا من عمر الدوله الاردنيه .وهذا يشمل كل الوسائل الاعلاميه ( الصحافيه ) الاخرى التي تخوض الأن مسألة اضراب واعتصام وارجو ان تعيد حساباتها بما يخدم مصلحة الوطن وايجداد الحلول المناسبه وبأسرع وقت مع الحفاظ على مكانة ورفعة كل من هذه الوسائل الاعلاميه .

ملاحظه : هذا رأي الشخصي من باب حرية التعبير والرأي ... وانتم من منابر حرية الرأي والتعبير والمدافعين عنه .. ومع احترامي وتقديري للجميع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات