الشيوعي حمارنه و" حبة البندورة "


في متابعة متأخرة لبرنامج ستون دقيقة على التلفزيون الرسمي وجدت نفسي متابعا بقوة لمجريات ما يدور ما بين أطراف البرنامج من ضيوف ومقدم البرنامج ، والضيوف هم وزير الصناعة والتجارة والتموين وأمين عام الحزب الشيوعي منير حمارنه وأمين عام الحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق .

وصدفة متابعتي للبرنامج مع سؤال لمقدمه عن سبب ضعف الأحزاب السياسية الأردنية ، وكان السؤال موجه للسيد منير حمارنه والذي عقب على قول الوزير' الصناعة ' الحلواني سابقا أن الأحزاب الأردنية ضعيفة ، وجاء رد أمين عام الحزب الشيوعي واضح وقوي بأن رفض ما يقوله الوزير الحلواني ومقدم البرنامج وأن العقدة في عدم إعطاء هذه الأحزاب فرصة لتقديم ما لديها على أرض الواقع .

والحبكة هنا أن الوزير الضيف هو وزير الصناعة والتجارة والتموين وهو شخصية ارتبطت بذهن المواطن الأردني بقصة الأسعار والسيطرة عليها وبالذات سعر حبة البندورة التي وجدت نفسها كحبة بندورة جزء مهما من أدوات محاولة الدولة إرضاء الشعب وتظهر له أنها قادرة على السيطرة على تغول التجار على طعامهم وبقوة القانون ، وطرفي اللقاء الضيوف الآخرين هما أمناء عامين أحزاب سياسية يتحدثون عن الأحزاب الأردنية وقصة إفشالها من قبل الدولة عمدا .

ونهاية متابعتي لهذا الجزء من اللقاء الحواري وجدت نفسي لا أملك القدرة على إبعاد صورة حبة البندورة كلما ظهر الوزير على شاشة التلفزيون سواء في لقطة اعتراضية أو أثناء حديثه عن السياسة الأردنية العامة وعلاقة الدولة مع الأحزاب ، وفي نفس الوقت لم أتمكن من إبعاد التاريخ النضالي للشيوعي الكبير منير حمارنه وهو يحاور وزير حبة البندورة ، وفي النهاية سألت نفسي سؤال بسيط أين وزير التنمية السياسية الجديد عن هذا اللقاء أم إن إدارة التلفزيون الحكومي وجدت في استبعاده طرف رابع في الحوار عن الجانب الاقتصادي والسياسي من باب عدم ضمان ما سيقوله وهو صاحب تاريخ حراكي رافض للكثير من الطرح الحكومي عن الحياة السياسية وعلاقتها بالاقتصاد في البلد وهو يمر في فترة ' ترويض ' وفضلت وجود ' حبة البندورة ' فقط كممثل لها مقابل منير حمارنه واحمد الشناق ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات