رقص على مسرح السياسة !!!


من الخطأ بمكان ان يكون هنالك فئات معينة تمارس السياسة بعيدا عن هموم الشعوب وطموحات المواطن متخذة من علم السياسة فنا رخيصا للوصول للمنافع والمكاسب المادية بعيدة عن الاحساس الحقيقي بروح السياسة , فالسياسة عبارة عن نهج سلوكي فكري غالبا ما ينشأ عن الاحساس العام بالتغيير والتطوير ولذلك يعتبر هو المحرك الرئيسي للاتجاهات والافكار بشتى نواحي الحياة السياسية البحتة والاقتصادية والاجتماعية , ومانشهده اليوم من عواصف فكرية غريبة تمخضت عن ممارسة السلوك الانساني بين الدول والجماعات لهو ملخص لتخبط المتسيسين من اعلامين وغيرهم من اصحاب المصالح الضيقة , بالطبع حاجات المواطن ورغباته تستحوذ هذه الايام على تصارع كثيرا من التيارات والاحزاب المختلفة نحو استقطاب تأييد الشعوب والجماهير , فعندما يكون التنافس مبنيا على المصلحة العامة المنطلقة من الاحساس العام للشعوب فان مجمل السياسة بشتى انواعها تتخذ منحى يميل للتعاطف الشعبي من جميع الاطياف المختلفة اما اذا كانت مبنية على المصالح الخاصة فانها تبدو كعمل عدائي عندها لن تحظى الا بالرفض والاستهجان من الجميع , ومن الصور الواضحة التي تبين غياب الروح الحقيقية عن ممارسة السياسة مانشهده هذه الايام من زيادة اعداد المتحدثين بشؤون المجتمعات والفئات والجماعات فأصبح النقد الاعلامي والسياسي لايهدف للصالح العام بقدر ما يسعى لتحقيق الدعم اللااخلاقي لنظام معين او اتجاه محدد وذلك ما انعكس سلبيا على قناعة المواطن وتسميم افكاره ,وهناك ادلة صريحة جدا على ممارسة مايسمى بالرقص السياسي فمثلا يأتي احد انصار البيئة او الاقتصاد او الاعلام متحدثا عن اسباب الحروب بين فئة واخرى تراه عندها يصور فكره الخاص بانه السبيل الوحيد الذي يجب ان يتبع محاولا بنفس الوقت اهمال اراء الاخرين ونظرياتهم السياسية رغم صحتها وثبوتها , فالتعبير عن الافكار هو حق شرعي لكل شخص مهما كان الا اذا تعدى بذلك على حرية الاخرين وافكارهم , ولكنه ليس حكرا لشخص دون اخر !!! ولكننا كمجتمع عربي وللاسف مازالت افكارنا بمرحلة النضوج فأصبح التنظير السياسي عبارة عن علم يدرس وهذا واضح جدا من خلال المناظرات التلفزيونية والمقالات السياسية بالصحف والمجلات , واصبح انتقاد الاخرين مبنيا على العدائية للطرف الاخر وبعيدة جدا عن روح الموضوعية والسياسة السليمة , ومما زاد بتلوث الفكر السياسي العربي مانشهده اليوم من تجييش الاعلام لمناصرة قضايا واهداف الغير كما يحدث بهذه الايام من الوقوف بكل حزم ضد قضايا الامة ولمصلحة الغرب متناسية بذات الوقت دور السياسة بخدمة المجتمعات والشعوب وهذا واضح كل الوضوح بخطاب الانظمة العربية الموجه لمصلحة الغير من مجتمعات ودول , فاصبح اليوم المسرح السياسي العربي عبارة احدى فنون الرقص التي تتخذ من الطابع الفني صورا لها اكثر من مضامين السياسة الحقيقية الهادفة , فازدادت اعداد تجار الافكار والسياسة على حساب الحاجات والمصالح الحقيقية للشعوب ببلداننا العربية , وكنتيجة لذلك النهج السياسي الرخيص المبني على المصلحة الخاصة ضاعت قضايا الامة ودمرت بلدان وسلبت خيرات واوطان .... والسلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات