" السياسة دين الواقع "


ضمن سلسلة " زدني علماً " التي كانت تباع في فترة الثمانينيات بنصف دينار للكتيب الواحد وجدت في مكتبتي نسخة منها بعنوان " السلطة والسياسة " للكاتب " جان وليام لابيار " وعلى غلافها الخلفي جملة توضح زبدة ما يسمى علم السياسة وتقول هذه الجملة " السياسية دين الواقع ، وما علم السياسية غير إرجاع هذا الدين إلى جذوره " .
وأخذ هذه الجملة المختصرة كمقياس لما أصاب الدولة الأردنية خلال العامين الماضين منذ تولي دولة الدكتور عبدالله النسور رئاسة الحكومة بعد أن خدم كوزير في الدولة الأردنية لثماني وزارات وعضو مجلس نواب ثلاثة مرات وعضوية مجلس اعيان مرتين وعضوية مجلس إدارة ومدير عام لأكثر من ثلاثين مؤسسة حكومية وخاصة وهيئات مثل الأردن بها .
وكذلك أخذ جملة صرح بها الوزير قشوع خلال لقاء تلفزيوني عن علاقة دولة النسور بما يصيب البلد في أزمات إقتصادية وقوانين رفع طالت كل شيء بإستثناء قيمة المواطن الأردني كمواطن في بلده وفي الغربة عندما قال " دولة النسور لم يرفع الأسعار بل قام بتطبيق شروط صندوق النقد التي وقع عليها دولة فايز الطروانة أثناء حكومته الأخيرة ، والنسور صاجب ولاية " .
ومن الفقرات الثلاثة السابقة وبالقياس على ما طرح عن مفهوم علم السياسية كما ورد في كتاب سلسلة " زدني علماً " أجد أن حقيقة أن دولة النسور يمارس دين السياسة بكل مهارة لأنه وجد في محراب هذه السياسية الأردنية لأكثر من ثلاثين عاما وهو قد أعترف بذلك في أولى تصريحاته الرسمية عندما تولى الرئاسة للمرة الأولى " أنا أبن الدولة الأردنية وهي التي أوصلتني لما أنا فيه من منصب وعلم " ، وأن عملية إختياره من قبل رئيس الديوان الملكي " فايز الطروانة " تمثل ما يتم داخل دور العبادة عندما يتم ترشيح بابا جديد أو شيخ جديد للطريقة الدينية وتأتي التوصية من قبل " عراب " المشيخة أو البابوية " كي يضمن في إختياره إستمرارية ما تم الاتفاق عليه مع الجهات الدينية " صندوق النقد الودلي والقصر " وأن يمارس هذا " العراب دوره في الخفاء بعد أن رفض شعبيا وفي دين السياسة .
والجزء المتعلق بما طرح في الكتاب عن " إرجاع الدين إلى جذوره " قد تحققت في شخصية دولة النسور بالنسبة " للعراب " وللقصر لأن من غير المنطقي الإقدام على إختيار رجل سياسة ليس له جذور في دين الدولة " السياسي " وكان عامل إختيار الزمن موفق جدا من قبل " العراب " لأنه جاء في فترة فقد بها الشارع الأردني بوصلته في الإصلاح نتيجة لحجم الدمار الكبير الذي أصاب الدول التي طالب شعوبها بالربيع العربي ، وهنا يتحقق مقولة دينية " سياسية " تطرح عندما يفقد الفرد الشعور بالأمان وتبدأ الحياة من حولة بالتغير نحو هاجس الخوف فقط من المستقبل ويضطر إلى اللجوء لعلم الغيبيات " السياسية " كملاذ أخير وكي لايصيبه ما أصاب غيره من أقوام .
ومخلص ما سبق أن إختيار دولة النسور لتولي منصبه في هذه الفترة ومن قبل دولة فايز الطروانه وبتاريخه " الديني " السياسي في الدولة الأردنية ولكبر عمره " حبر أو شيخ " هي الحقيقة الأكيدة في أن " السياسة دين الواقع وما علم السياسة غير إرجاع هذا الدين إلى جذوره " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات