عيد يأتي وعيد يغادر والاصلاح مازال بكواليس الاعلام !!!


قبل عامين من الان كانت بشائر الاصلاح تدق اجراسها بكل قوة وعنفوان حتى تغنينا جميعا بغد مشرق يكون الاصلاح هو السمة المميزة بما بأتي من الايام اللاحقة , كانت ايام جميلة واحداث مثيرة كان بها مفهوم الاصلاح هو الطاغي على الساحة الاعلامية والرسمية بالبلاد , كان المواطن بشتى مدن المملكة مبتهج بما سيكون عليه الغد المشرق المرتقب لما كان يسمع من قبول على جميع المستويات لمطالبه بالاصلاح ومقاومة الفساد , تعاطفنا حينها كشعب مؤمن بنظرية التغيير مع كل نداء هنا وهناك ينادي بوأد الفساد ويدعو لمنهجية حقيقية تأخذ من التغيير على جميع المستويات صورة مشرقة لما ستتبلور عنها تلك النداءات المتعالية بوقتها , فأنقسمت الجماهير لقسمين بكل المناطق حيث كان لكل اتجاه مفهومه الخاص بالاصلاح وتوزعت تلك الجهود مابين من كان يرى ان الاصلاح يقوده النظام بمنهجيته الخاصة واسلوبة المرتكز على اساسيات مدروسة وبين ماكانت الحراكات الشعبية والتيارات الحزبية تخطط له لاتمام مرتكزات الاصلاح حسب مفهومها , ولكننا وبعد عامين من الانتظار والترقب لانرى الا سرابا نشرته الصحف والمنابر الاعلامية وغابت عن ارض الواقع الممارسة الحقيقية التي تنعكس اثارها الايجابية على طبيعة عيش المواطن , فبعد فترة الانتظار تلك لم نحصد نحن كمواطنين الا النتائج التي لاتبشر باصلاح حقيقي وهذا واضح من خلال معاناة المواطن التي ازدادت بمعدل 25% عما كانت من قبل وذلك اذا نظرنا ان الاصلاح منظومة متكاملة وعلى جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , فمعدل الشراء للمواطن انخفض بمعدلات قياسية مقارنة لما كان عليه الوضع قبل عام 2010 ومستوى الدخل المرجو ازديادة اصبح لا يتناغم مع معدل الاستهلاك للمواطن البسيط نتيجة لممارسات الحكومات المتعاقبة والتي لم تجعل من هم المواطن الاساس ببرامجها وسياساتها الاقتصادية المتعاقبة , وعلى الجانب الاخر المؤثر سلبا على منهجية الاصلاح مازالت المحسوبية والانتقائية بتسسير بعض السياسات الداخلية فاعلة ومستمرة وكأن ما يتأمله المواطن من عملية التغيير مجرد سراب يسكن في الاعلام ويغيب عن ارض الواقع , وفي الناحية الاجتماعية ازدادت الهوه بين فئات المجتمع مما ادى لحالة احتقان مستمرة تبلورت على هيئة اضطرابات تتناغم مع تنامي الاحساس بالتنصل من الالتزامات الاخلاقية التي تربط مكونات المجتمع فهنا تزداد نعرات العشيرة وهناك تقل الروابط الاسرية والنتيجة ازدياد حالة التفكك من خلال الاضطرابات والمشاكل المستمرة , حيث ازدادت حالة عدم الاستقرار المجتمعي بمعدل 20% عما كانت قبل عام 2011 , والسؤال المهم بهذا الوقت بالتحديد : من هو المسئول عن حالة عدم الاستقر تلك سواءا الاقتصادية التي مازال المواطن يتحمل تبعياتها السلبية ومابين الاجتماعية التي ربما تؤدي لضعف الانتماء الوطني بكل مستوياته؟؟؟؟!!!!! ام ان هناك خطا فادح بالمخطط الاصلاحي الذي ارتأت الحكومة على تنفيذه بمؤسسات الدولة بشكل عام ؟!! ام ان مجمل الاحداث بما يسمى بثورات الربيع العربي ونتائجها غير من النهج الاصلاحي الذي كان مخطط له ان يكون؟!! في الحقيقة مازال المواطن ينتظر بفارغ الصبر عله يرى بصيص امل بجدية الاصلاح على جميع المستويات , فغياب الرغبة الحقيقية بالتطور والتغيير لصالح الوطن والمواطن مازالت غائبة بحجج واهية تستقيها الحكومات من نتائج التغيير بدول الجوار , فاليوم ونحن نتابع بكل حسرة وندم على ضياع الجهود التي اوصلت صوت المواطن بالتغيير ومقاومة الفساد وكأنها لم تكن له دليل واضح على غياب الارادة الحقيقية عند الحكومات بتغيير الفلسفة الاقتصادية والاجتماعية بالاصلاح , فذاك عيد مضى ونحن ننتظر وهذا عيدا يمر ونحن نأمل بالتغيير وكأن المواطن مجرد الة تستهلك ولاينتج عنها الا الصبر وتحمل الاخطاء المتراكمة للمتنفذين وصانعوا السياسة العقيمة , فما زالت اموال الفاسدين بحكم الضائعة بين اجندة التحقيق واجندة التعتيم وجيوب المواطن رافعة الاعلام البيضاء وبنوايا صافية ............. وكل عام والاردن والمواطن بالف خير والله اكبر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات