العيد كلمة واحدة تحمل ألف معنى


أيها العيد الحبيب مهما حاولنا أن نقلل من شأنك أو أن
نفقدك بعضا من وهجك تظل العيد الذي ننتظرك بفارغ الصبر..
ففيك تحلو اللحظات ومعك يصبح للأيام قيمة..
فأنت مفتاحنا لولوج عالم الفرح ومجدافنا نحو السعادة التي نصنعها بأيدينا..
حين كنا أطفالا بعمر الورود كنت تحمل لنا البهجة والهدايا ..
وكنت تحملنا معك إلى عالم الطفولة المعطر بالبراءة.. كنت تحملنا فوق جناحيك وتقطع بنا المسافات ...
أتذكر كيف كنا نخبّئ أحذيتنا وملابسنا الجديدة تحت المخدة حتى لا يأتي من يسرقها؟
أتذكر حين كنا ( نبوس ) يد كل من يصادفنا من اجل أن ( يعيّد ) علينا ويعطينا قرشا أو قرشين ندندن بها لجذب انتباه الآخرين لعل قلوبهم ترق فيعيّدون علينا ؟
أتذكر كيف كنا نطوف الشوارع والأزقة مثل فراشات مزركشة الألوان نتسابق ونتراكض بفرح ما زلنا نبحث عنه...
آه ما أقساك أيتها الأيام التي افقدت عيدنا بهجته ورونقه ..
يأتي العيد هذه الأيام والقلوب تئن من وطأة الجراح الرغيبة والنفوس الكسيرة حبلى بالمصائب ..
يأتي العيد ويغادرنا ولا نعرف منه إلا الاسم..
فمن يعيد الى العيد مكانته وبهجته ؟؟
أيها العيد لقد ( شبنا) كثيرا وهرمنا قبل الاوان فمن يعيد إلينا طفولتنا المذبوحة ؟؟..
على بوابة الطفولة الحزينة يقف العيد حائرا هل يأتي أم يرجع من حيث أتى ..
وخلف الأبواب بحر من الحزن يلف الكون, ونداءات الأطفال الذين لم يجدوا ما يستقبلون به العيد تتطلع نحو الأفق الرحب وتتوسل الى العيد لكي يتسلل الى قلوبهم عبر فتحات الشبابيك التي يقتحمها صوت الريح المزمجرة ليزورهم ..
الأطفال أيها العيد يتمنون مجيئك حتى لو لم يكن لديهم ملابس جديدة .
لقد جرحت نداءاتكم غلاف قلبي حين سمع توسلاتكم وأنتم تنادون على العيد لكي يزين وجوهكم بالفرح الكاذب ..
أيها الاطفال لن تكونوا وحدكم في استقبال العيد
سأنظم اليكم .. وسأخلع عني ظهري سنوات العمر المثقلة بالهموم والمآسي ..
سأسترجع طفولتي .. سأقف معكم خلف الشبابيك وتحت البوابات المترنحة وننادي كلنا بصوت واحد أهلا بالعيد أهلا بالعيد.



تعليقات القراء

FarahAlzubi
مقال رائع ... يعطيك العافية
14-10-2013 10:08 PM
الدكتور ارشيد عليمات
ابداع ممتاز
16-10-2013 12:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات