" توليفه "


في موجز الانباء للساعة السابعة والشاعة الثامنة على محطة إذاعية تتبع للقوات المسلحة الأردنية ذكرت مقدمة المجوز خبر ما يجري بمصر بالنص التالي " وفي مصر قتل خمسون شخصا نتيجة للمظاهرات التي تمت بين مناصري الاخوان ومواطنين مصريين " ، وغاب دور العسكر أو الجيش المصري عن الساحة ، وبذلك حددت تلك المحطة وبأحندتها السياسية التي لابد من وضع الاف علامة إستفهام حولها أن ما يحدث في مصر هي حرب أهلية بين أنصار الإخوان ومواطنيين مصرين والجيش كان يحتفل قي نصر 6 إكتوبر الذي كما قال مقدم برنامج المحطة الصباحي أن الأردن غيب 6إكتوبر عن أجندته السياسية كإحتفال .

وهنا وهذه قراءة للخطاب الاعلامي الأردني الذي لابد من تناوله بحذر كي لانقع في مطب " التحريض أو الكراهية " وهما تهمتان من السهولة الزج بالشخص من خلالهما في أمن الدولة ، وبداية القراءة تلك بسؤال يقول من الذي قام بتحرير الخبر المتعلق بالشأن المصري وحدد بالتالي أطراف الصراع في مصر " أنصار الإخوان ومواطنيين مصريين " وقام بتغييب دور الجيش وشرطة مكافحة الشغب بمقتل الخمسين مصريا بالأمس ؟ ، وفي نفس الوقت تتبعت الصحف الشبه رسمية في متابعتها للشأن المصري وجدتها تحدد أطراف الصراع " أنصار الإخوان وقوى الأمن الصمري " بخلاف ما أذاعته مقدمة موجز الأنباء في تلك المحطة الإذاعية.

وهذا الأداء غير المهني والغير مستند لحقائق تبثها وكالات الانباء العالمية والمصرية الرسيمة يؤكد حقيقة إعلامية واحدة أن إعداد نشرات الاخبار أو الموجزات فيها يتم دون مرجعية تتبع سياسية وأجندة المؤسسات الاعلامية ويترك الأمر للمجهود " العسكري " الفردي للمعد مما يوقع تلك الوسائل الاعلايمة بمطبات قاتلة تعيد للساحة حقيقة واقع الاعلام الأردني بشقيه الخاص والحكومي والحاجة للكثير من الضوابط القانونية والاخلاقية للحد من " الشطحات " الفردية وخصوصا فيما يتعلق بمحتوى ما يقدم من مواد إعلامية .

وفي محطة إذاعية أردنية أخرى تقدم فقرة ضمن برنامج يذاع على الهواء مباشرة تحت عنوان " كيف تصبح وقحا دون معلم " ويؤكد عدد ممن يستمعون لهذه الفقرة أنها أعطتهم معلومات هم بحاجة لها في سلوكهم مع الأخرين في المجتمع ولكن بمهارة " الوقاحة " وليس أية مهارات أخرى كالأدب والإحترام أو مراعاة الأخرين ، وهنا نعود مرة ثانية لقضية الضوابط " الأخلاقية " في الأداء الاعلامي الأردني الذي أصبح بحاجة لما يطلق عليه إعلاميا " أخلاقيات الإعلام " التي يتم وضعها من قبل الجسم الإعلامي نفسه وبهدف محدد ورئيسي هو الرقي بالمهنة مما يساعد على تفعيل دورها في المجتمع كأداة من أدوات التأثير القوية في وجدان ومعرفة وسلوك الأفراد وتحقق لهم أهدفهم المعرفية ليصبحوا أفراد فاعلين إجتماعيا ومشاركين فيه .

وما بين " توليفة "قتل المصريين لبعضهم البعص وتعلم الوقاحة دون معلم يستمر واقع الإعلام الأردني الخاص بشقيه المرئي والمسموع في تخبطه للوصول إلى إعلام مهني يحترم عقل الجمهور ويمتلك المهنية التي تحقق له حضورا فاعل في المجتمع ويؤدي دوره كوسائل إعلامية تؤثر وجدانيا ومعرفيا وسلوكيا في الجمهور وتتحقق لهذه الجمهور جزء من أهدافه والمتمثل في المعرفة ولا شيء أكثر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات