مصر المحروسه والمحظوره ؟


" المحظورة " وصف يستخدمه الاعلام المصري منذ إعلان وقف ترخيص جماعة الإخوان كجمعية خيرية لكل ما يتعلق بالشأن السياسي المصري وعلاقة السلطة مع الإخوان ، وبطريقة العرض الاعلامي ووضع الكلمة بين قوسين يؤكد حقيقة واحدة هنا أن مصر المحروسة قسمت لقسمين مصر " محظورة " ومصر " محروسه " والمشهد يزداد إنقساما .
وتؤكد مجموعة من التقارير الصحفية الغربية على أن مصر تسير " من سيء إلى أسوء " وهذه جملة ترددت في الأونة الأخيرة حتى بين المصريين أنفسهم الذين بدأو يشدون الرحال للخروج من بلادهم بعد أن أحكم العسكر قبضتهم على الحكم وإستمروا في قيادة البلاد بأسلوب عسكر أول ثورة للضباط المصريين بقيادة عبد الناصر ، وتقول الأوراق التاريخية أن عبد الناصر قال عند توليه السلطة في مصر أن " الوقت الأن ليس للديموقراطية بل للتنمية " مما أدى غلى فقدان التنمية لأكثر من خمسين عاما نتيجة غياب الديموقراطية التي هي أداة لمراقبة الدولة في تحقيق التنمية التي دعى لها عبد الناصر ومن بعد السادات ومبارك .
وفي أحاديث جانبية يقال أن الثورات يتبعها الديكتاتوريات كي تتمكن من الوقوف على قدميها والبدء بالمرحلة الجديدة ويبدو أن هذا الطرح الفكري " القديم " يطبق الأن في مصر دون معرفة للقاعدة التاريخية التي تقول " أن التاريخ لايعيد نفسه " وبالتالي على من لايقراء التاريخ صحيحا أن يعيدة كتابته بكل أخطاءه ، وهذه حقيقة ما يجري في مصر التي ليس بها تيار وسط بين المحروسة والمحظورة ومن أراد من سياسيها أني لعب في خانة الوسط تلك وجد نفسه خارج أرض الكنانة وأصبح يغرد من بعيد تحت مسمى معارضة لما يحدث وهنا يبدو أن بذرة المعارضة المصرية في الخارج وخارج إطار الإخوان قد بدأت بالظهور .
ولايغيب عن المشهد الاعلامي المصري ما تم ممارسته من قبل حكم العسكر على الاعلام من إغلاق قنوات وصحف والتفرد من قبل جماعة مصر "المحروسة" على ذلك المشهد ، وترك لأبناء مصر "المحظورة" قنوات التواصل الاجتماعي كي يدلوا بدولهم فيها ، وغاب عن بال السلطة الحاكمة في مصر أن ثورة 25 يونيو بدأت من خلال تلك القنوات وليس من خلال الاعلام الرسمي أو الخاص .
وفي البحث عن مفردات الثورة المصرية منذ بدايتها نجد التغير الكبير الذي طراء عليها من بداية " الشعب يريد رحيل النظام " إلى " إسقاطه " وإنتقالا إلى " مصر حرة " والانتهاء بحفلة غناء بلباس عسكري ترفض شعار " الشرعية " وتتقبل وتسوق شعار " الانقلابية " على أنه خيار الشعب الذي أعيد تقسيمه من جديد وعبر شعارات " مصر الحروسة " ومصر المحظورة " ، وفي الاخبار اليومية المصرية يتردد مصطلح أخر وهو " إستبعاد " ويقصد به إستبعاد أي مصري له إنتماءات أو ميول أو صلة قرابة إخوانية من التعيين في الدولة وأخرها رفض تعيين أكثر من 70 جريج جديد من التعيين في النيابة العامة للأسباب السابقة فهل يستمر تقلب شعارات الثورة المصرية كما يتقلب الشعب المصري اليوم بنار ثورته التي قتلته ؟ .



تعليقات القراء

معتز الرواشدة
(فهل يستمر تقلب شعارات الثورة المصرية كما يتقلب الشعب المصري اليوم بنار ثورته التي قتلته ؟هذه السوال يلخص الحال
11-10-2013 06:54 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات