بني حسن ..


قبل أسبوع من قيام أبناء عشيرة بني حسن " الزواهرة والخلايلة " بإغلاق مثلث عوجان في اليوم الأول واليوم الثاني قاموا بالاعتصام على مدخل مدينة الزرقاء ، قام أبناء عشيرة بني حسن بتوجيه خطاب شعبي للحكومة عبر وسائلهم البسيطة والمتمثلة بتجمع من أبناء العشيرة على مثلث عوجان وألقى عدد من خطباءهم كلمات وعلقوا لافتات تدعوا من خلالها الحكومة بتحكيم العقل وتطبيق العدالة وعدم الزج بالعشب إلى الشارع فقط ، وعندها يصبح هذا الشعب مشاغب ولابد من ممارسة القمع معه .
إنتهى إعتصامهم القديم دون أية تغطية إعلامية من أية وسيلة ولملم ابناء بني حسن عدتهم من كاميرات ومايكرفونات ولافتات وغادروا الساحة يجرون أذيال خيبتهم من إعلامنا الوطني الخاص بعد أن فشلهم وتركهم لوحدهم يواجهون جبروت حكومة النسور التي ألقت بمطالبهم في ملعب التاريخ والقصر عندما رد دولته على نوابهم بأن لاواجهات عشائرية لهم وأن ما يطالبون فيه هو ورثة القصر من الدولة العثمانية وليس ما تركه اجدادهم على مدار سنوات طويلة سبقت وصول القصر للدولة الأردنية .
وبعد ذلك بأسبوع أغلق بني حسن الشارع الرئيسي في عوجان وتجمهروا دون ضابط لهم وبدأوا يرفعون صوتهم في وجه الحكومة ، وعندها وبأقل من ساعة كانت أخبار إعتصامهم واشعالهم الإطارات وإغلاق الطريق تتناقلها كافة وسائل الاعلام المحلية وتسعى هذه الوسائل وخصوصا الصحافة الإلكترونية للحصول على صورة للحدث كي تملك مصداقية عالية ، مع أن التجمع الأول لهم توفرت فيه كاميرات تصوير تلفزيونية وفوتوغرافية ولكن لاخبر ولاصورة عن أبناء عشيرة بني حسن في الإعلام الأردني .
مما سبق نخرج بحقائق مهمة أولها توضح طريقة التفكير الحكومي مع الاحداث التي تحدث في الشارع الأردني ، وهي تتمثل بأن الدولة تفرض قوتها عندما يخرج المواطن عن " طوره " وترفض الحكومة أن تستمع لخطاب العقل منه وتكتفي بوضع مطالبه في ملفات وداخل أدراج مغلقة مما يؤدي بالمواطن للخروج للشارع وإغلاقه وعندها تعلن الحكومة إستنفارها الأمني ، والحقيقة الثانية هنا أن إعلامنا المحلي الخاص والحكومي وبكافة انواعه يفضل أن يحرق إطارات وتغلق شوارع على أن يخاطب المواطن الشعب والحكومة بالعقل ، وربما يعود ذلك لما يطلق عليه إعلاميا بالحدث الساخن أكثر من أن تلك الوسائل تمتلك اساليب إعلامية ترتقي بها وتجعلها أكثر فاعلية في المجتمع وتلعب دورها بكل بكفاءة .
وفي خضم هذه المعركة في ترتيب الاجندات لكلا من الحكومة ووسائل الاعلام يغيب عن بال الشارع ومن يقراء الحياة السياسية في الأردن في زمن الربيع العربي أن هناك من يتعمد أن يترك الأمور تصل لحد الصدام ما بين الدولة والشعب مع أن الشعب يكون قد مارس أسلوبا حضاريا في الاعلان عن مطالبه ولجأ إلى الطرق القانونية وممثليه في السلطة التشريعية ، ولكن التعنت وردود الفعل الرسمية والغير مدروسة من قبل السلطة التنفيذية هما اللذان أوصلا هذه العشائر للقيام بإغلاق الشارع وحرق الإطارات وخلق حالة من الإنقسام الاجتماعي والسياسي في الشارع الأردني فقط ومن أجل شيء واحد وهو أن تؤكد تلك السلطة التنفيذية للقصر أنها تعمل وإن كانت تعمل على دمار الوطن ككل .



تعليقات القراء

اردني 1111111
صح لسانك
06-10-2013 11:03 PM
عبدالله بني حسن
احسنت يا استاذ احمد. في الواقع ان كثيرا من المشكلات يمكن حلها لو كان لدينا رجال دولة مخلصين. لكن بسوء تصرفهم فإنهم يحولون المشكلات الى ازمات مستمرة ترهق المواطن والدولة. الشعب يشعر بالظلم والظلم هو المحرك الاكبر لثورات الشعوب.
07-10-2013 08:01 AM
شاكر عليان
بصراحة وبعفوية الكلام النابع من القلب لقد اوصلت النبض الحقيقي لما يتم فعلا من جر الدولة والشعب للازمةبطريقة دكتاتوريةتقودها عاش الوطن والقائد
07-10-2013 12:31 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات