القوانين والأنظمه المدنيه .. ما هو معيارها ؟


هناك قوانيين وأنظمه من نسج البشر ... ولا ادري من أين أتوا بها او كيف صيغت ? .... لنأخذ مثلا ( لينين ) او (ادم سمث ) او اي منظر وصاحب مدرسه فكريه ... هذا انسان صاغ افكاره وكتبها ونشرها بناءا على ماذا ؟ .. بناءا على تجربته وخبرته وبعض علومه المتنوعه الأتيه من الاسفار او المطالعه من ثقافة الغير او الواقع او من ذكاء فطري ان كان اجتماعي علمي اقتصادي اداري ... كيف استطاعوا ان يؤثروا بالناس ويقنعونهم بأفكارهم والتي صيغت فيما بعد كنهج استنبط منه القوانين والانظمه ؟ ... هل هي الحاجه ؟ ...

تعرضت اقوام كثيره وعلى مر العصور الى ظلم بجميع المجالات ... وفساد ... وظهرت طبقات بالمجتمع ... الفقير منها والغني ... والسؤال .. من هم الاشخاص الذين اتبعوا افكار المنظرين والتفوا حولهم ورفعوا شأنهم ؟ ... هل هم الفقراء ؟ ... ام الاغنياء ؟ ... هل كان سيسمح للمنظرين ان يتغولوا بالمجتمعات ويقلبوا الموازين ؟ .. هل كان سيرضى بذلك من ستتضرر مصالحهم بذلك ؟ .. هل المنظرين واصحاب المدارس هم صنيعة الاغنياء واصحاب النفوذ ام هم من الطبقات الكادحه ام من الاثنين معا؟ ...

لقد قامت ثورات عديده وعلى مر العصور ضد الظلم .. الظلم بجميع اوجهه واشكاله ... وهنا اختلط الحابل بالنابل ... نظريات كثيره ومدارس ظهرت والتقت جميعها من اجل تكريس الظلم والجانب الاخر لرفع الظلم ... وهنا ظهر الصراع الاممي حسب وجهة نظري ... بمعنى مبسط .. جاءت نظريات ومدارس فكريه تطالب بتوزيع الثروه بشكل عادل بين افراد المجتمع .. المظلوم والفقير والمعدم التف حول هذه النظريه وساندها لأنه وجد فيها شيء تدعم حقوقه وترفع من مستواه المعيشي وألامني وتحقيق العداله والمساواه فاصطدم مع الطبقه التي هددت مصالحها نتيجه هذه النظريه او المدرسه الفكريه التي تبناها وانشأها ( شخص / انسان ) واحد ... وايضا نشأت نظريات ومدارس فكريه اخرى وأن اصحابها وروادها هم اصلا من الطبقه ( المخمليه ) أنشأت لتدعم وتكرس وتزيد من بسط نفوذ الاغنياء واصحاب السلطه على الدوله والشعوب .. أي ند - بند ..... اذا الصراع لم يكن محصورا بالجاه والنفوذ والحكم فقط بل امتد الى ان ينشأ صراع حتى فكريا لضمان استدامه هذا النفوذ والقضاء على النظريات الاخرى التي تدعم الشعوب والمناهظه لها.

أذا .....

الصراع الفكري هو صراع بين افكار البشر والذي أثر على حياة البشر وعلى مر العصور... وعندما ( الله ) سبحانه وتعالى ارسل الانبياء والرسل مرسلا معهم ( شرائعه ) لهداية الناس وتحقيق العداله والوحدانيه وتنظيم حياة الناس ظهر نوع أخر من الصراع ... هناك من البشر رفضت هذا الأمر ( ان كانت تعلم أنه صدق او غير صدق ) ولكنها حاربته لأن ذلك شكل تهديد لها ولنفوذها وسلطتها ولخوفها من الغاء خاصية التفوق والتميز الي تتمتع بها فكفرت وتمادت وحاربت عن مصالحها حتى النهايه غير مكترثه او مؤمنه او خائفه من عاقبة هذا الأمر فتمتعت بالدنيا وهي ربما تعلم او لا تعلم ما الذي سينتظرها يوم الاخره من عذاب ... ولا زالت موجوده بيننا الى زماننا هذا ...

هناك من التقت نظريات البشر ومدارسهم الفكريه التي كانت تسعى لتحقيق العداله ورفع الظلم مع الرسائل السماويه نوعا ما ... ومنهم من لم يقتنع بهذه الرسائل والشرائع السماويه فقد غر بنفسه معتقدا ومؤمنا بأن نظرياته وافكاره التي استنبط منها قوانيين وانظمه لتنظيم حياة البشر هي ( الأصوب ) واعتبر ما نزل من السماء هو ( روحانيات ) فعمد الى فصل الدين عن الدوله .... ومنهم من نبذها ورفضها كليا غير مؤمن بتلك الامور نهائيا واعتبرها سحرا وخرافات فألحد وأعتمد على افكاره ومدرسته الفكريه بتنظيم حياة الناس وتحقيق العداله معتمدا ذلك على بساطه وتخلف وضعف الناس .. فزاد ذلك وعمق الصراع بين المجتمعات واختلفت وتنوعت وتاهت وتضاربت.

شذ كثير من الناس عن هذه القواعد واتبعوا الرسائل والشرائع السماويه مباشرة وقلبا وقالبا مؤمنين ايمان قاطع انها هي ( الأصوب ) والأسلم والأدق والأنسب والأجدر بأن تتبع لأنها أتت من رب البشر ( الخالق ) الأعلم بها .. ومنها يجب ان تستمد القوانيين والأنظمه والشريعه التي تنظم حياة الناس وتحقق العداله بالاضافة الى النجاه مما سيحدث ما بعد الدنيا والموت .

مات ( ادم سميث ) ومات ( لينيين ) ومات كل المنظرين التي سنوا قوانيين وافكار ومدارس لتنظم حياة الناس ... فأين مرجعية الناس الأن ؟ .... ننتظر أن يخرج علينا كل يوم ( شخص/ أنسان ) محدود القدرات ليعدل ويضيف ويلغي ويعدل ويأتي بجديد من النظريات القائم منها او يستحدث نظريات ومدارس اخرى لأاصلاح وتنظيم حياة البشر بما تتوافق مع هذا الزمان والمكان .. الى متى ؟ .. الى متى ستبقى تعاني هذه النظريات والمدارس الفكريه من التقطع وعدم التواصل وهي دائمه الحاجه الى التعديل والتغيير والالغاء والاضافه مما اربك حياة الناس وعمق بؤسهم وزاد من أحباطهم .... النظريات والافكار والمدارس لم تكن اصلا صالحه بشكل كامل لذلك الزمان او المكان التي ظهرت بهما .. فكيف الان ستكون صالحه لهذا الزمان والمكان الذي اختلفت فيها الحياه كثيرا وظروفها ... الشرائع السماويه هل أثبتت أنها صالحه لكل زمان ومكان ؟.

الأنسان محدود التفكير ... وهو أنسان بطبيعته ( محلي / localy ) .. أي لا يدرك الا الامور التي حوله فقط .لا يعلم الغيب .. لا يعلم الطبيعه البشريه مثل خالقها ... هو يتعامل مع الحدث كما هو مباشره .. يبني افكاره بناءا على الحدث وظروفه ويبحث عن حلول محدوده محصوره غير معممه .... لا يمكن اعتمادها لكل ظاهره او حدث وان تشابهت بكل شيء ... ليست طويلة الأجل ... معرضه لسوء التقدير والاخطاء لأنها من ( صنع البشر) ..

لا زلنا بحالة صراع ( شعوب الارض كافة ) ... حتى الشعب داخل كيان محدد مختلف وفيه صراع النظريات والافكار والشرائع ..... ماذا تعني الأقليات ؟ ... من أوجد هذا المصطلح الذي يتخذ ذريعه لتسويق منتجات النظريات والمدارس المصنوعه من قبل البشر ؟ ... وجد مصطلح ( الاقليات ) نتيجه النظريات والمدارس الفكريه ( الدنيويه ) مع سبق الاصرار والترصد بدون نقاش هذا حسب وجهة نظري .

لماذا يزج بالشرائع السماويه كأداة خطر على هذه الأقليات التي هي اصلا جزء من مجتمع قائم له حقوقه وواجباته ويعيش بظل دوله فيها شريعه سماويه .. أين الخطر ؟ ... من مبادئ النظريات والمدارس الفكريه الدنيويه هي الحصر ونبذ الاخر وأن كان الظاهر عكس ذلك ..... النظريات والافكار والأديان منتشره بكل ارجاء العالم... وكما يقال هناك مثل ( اميريكي ) يقول ( النجاح وحده لا يكفي يجب عليك ان تعمل على افشال الأخرين ) .لا أقصد هنا دوله او شعب معين .. أنا أتكلم بشكل عام .. لأن المسأله معممه مع أن هناك مجتمعات او دول او كيانات استطاعت ان تجمع بين الاثنين معا ) النظريات والمدارس الفكريه والشرائع السماويه ... الجانب الذي رجح كفة الميزان ( بالتوازن المجتمعي ) من حيث العداله والمساواه وتنظيم حياة البشر هو ما أخذ من الشرائع السماويه واستنبط منها قوانيين وانظمه ونهج ... الجانب الضعيف بالمعادله هو ما كان قد أخذ من النظريات والمدارس الفكريه .. وقد يسأل أحدهم من أين أتيت بهذا التفسير والتحليل المتخلف ؟ .. وما أدلتك على ذلك ؟ ... وكيف اعتمدت هذا الأمر ؟ ... ومن الواضح أنك تميل الى الجانب الديني والشرائع السماويه على حساب تهميش الاطراف الاخرى ؟ ... سؤال جميل .. فيه من الجرأه والصدق والبحث عن الاجابه .. كأن لسان حاله يقول (أقنعني ) لأؤيدك .. وسؤال أخر قبل أن تجبني وهو ... أنا مؤمن بالله وأقوم بالفرائض وأتبع نهجه ومع هذا أنا أجد أنه ليس عيبا أو غريبا او شاذا أن أستعين بنظريات ومدارس فكريه أخرى جنبا الى جنب مع نهج الشرائع او جزءا منها تسهل حياتي وحياة الشعوب وهذا لا ينقص من ديني وأيماني شيء .. كما أنني لا أجد هناك ضعفا بأدارة شؤون حياتي وحياة الشعوب بقوانين دنيويه وحصر الشرائع السماويه كعبادات وروحانيات داخل الاطار الديني فقط بعيدا عن الحياه العامه ( سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ... ) .

سيدي الكريم ...

كلام جميل وأحترم وجهة نظرك .. نحن نتبادل الرأي ..

هناك شعوب 1- تنتهج بشكل كامل كقوانين وانظمه من الشرائع السماويه ...2- وهناك من خلطت او مزجت بينهم او اخذت من كلاهما .. 3- وهناك من اعتمد النظريات والمدارس الفكريه بشكل كامل ... لا رابع بينهما .. هذا هو حال الشعوب الان ... وأود أن أؤكد بأن صراع البشر والاختلاف والخلاف والظلم والعداله والخير والشر مستمر وموجود الى يوم القيامه ... لا يمكن ان يكون سكان الارض على وتيره واحده من النهج والشريعه والقوانين والانظمه .. لكل مجتمع وكيان ظروفه وبيئته واطاره الخاص .. هذه التجزئه تجزئه مكانيه فقط .. وليست تجزئه بشريه ... البشر جميعهم لهم خالق واحد وهو الله .. ( شئت أم أبيت ) (أمنت أم كفرت ) هذه مسلمه حتميه لا نقاش فيها ... وأنزل الله سبحانه وتعالى شرائعه السماويه عن طريق من اصطفاهم الله من البشر مثلنا من انبياء ورسل لينظم حياتنا نحن مخلوقات الله من البشر ... هو خلقنا وأوجد أو ارسل أو أوصل لنا شريعه ونهج تنظم لنا حياتنا وتدلنا على طريق الخير والنور والنجاه بالدنيا وبالقبر وبالاخره .. من شاء فليتبعه .. ومن شاء فليتخلف عن ذلك .. الكل يتحمل مسؤولية نفسه ... والكل سيقف بين يدي الله ويسأل .. وما أعظم السؤال .. قال الله تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ... هذا على اعتبار أن نهج الشريعه ليس حكرا على أحد ... وعلى اعتبار ان ما يستنبط من قوانيين وانظمه وتعليمات وغيره من الشرائع السماويه ان يكون ذات مرونه واجتهاد بما يتناسب مع مخلوقات الله كافه أخذين الزمان والمكان والظروف بعين الاعتبار على شرط ان لا يخرج عن اطار الشرائع السماويه ولا يتجاوزها بتاتا.. وعلى اعتبار ان القائمين على امور المجتمعات من ( علماء ) واصحاب فكر ودين ومشهود لهم بالأيمان نحن نضع ثقتنا بهم وهم من سيتحملون وزرنا .. على اعتبار ان لا يكون هناك تجاوز لحقوق الله والعباد .. ما يراه العلماء والمفكرين والكبار منهم بالعلم والمعرفه هم أدرى مني ومن غيري نحن كبشر بسطاء .. ونحن نوكل امرنا الى الله اولا ثم لهم بتسيير امور حياتنا بما يرضي الله وينجينا بالدنيا والقبر والاخره .. وكل راع مسؤول عن رعيته .. ووفق الله عباده المخلصين .

والسلام عليكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات