توفير وتبذير وسياسة


معادلة صعبة الفهم تلك التي طرحتها حكومة النسور وما أقره مجلس النواب اليوم بنظام التقاعد وإطفاء كهرباء الشوارع ، وفي نفس الوقت في تعليق الوزير المومني وبحديث جانبي مع مقدم برنامج إذاعي عندما قال أن الحكومة لم تكن تعلم بحجم معانات المواطنين مع إبقاء التوقيت الصيفي في الشتاء ورجع معاليه وعلق برسالة لمقدم البرنامج بعد صدور قرار الحكومة بإبقاء التوقيت كما هو بأن الحكومة تركت تحديد اوقات الدوام للوزراء والمدراء العامين ورؤساء الجامعات بما يتناسب مع الدوام لديهم .
هي إذا خربطة حكومية نيابية وضعت في معادلة صعبة تحتاج إلى اساتذة الرياضيات والباحثين للخروج بنتيجة تقنع الشارع وتجعله يخرج من تيهه مع قدوم الشتاء ، وكبداية " لحلحلة " هذا المعادلة نطرح بعض نتائجها المتقبلة من مواطن بقي لديه شيء من العقل في زمن حكومة النسور والربيع العربي والخريف الأردني .
واول هذه النتائج أن دولة النسور وجد في الابقاء على التوقيت الصيفي في الشتاء توفير على الدولة بما قيمته 5 ملايين دينار وهو رقم تباهى به دولته العام الماضي وعند دولته لم يتغير شيء ، والنتيجة الثانية أن إطفاء انوار الشوارع الغير رئيسية والغير ضرورية لسير المواطن عليها يخفف من مصاريف فواتير الكهرباء ويحد من العجز في ميزانية شركة الكهرباء بمبلغ سوف يطلعنا عليه دولته في القريب العاجل والأكيد أنه لايقل عن 5ملايين دينار أيظا ، والنتيجة الثالثة أن قيمة ما أقره النواب من رواتب تقاعدية لهم وللأعيان سوف يرفع فاتورة تقاعد النواب والأعيان والوزراء لتبصح 50 مليون دينارسنويا .
وبالتالي هناك توفير في نتائج وتبذير في نتائج أخرى والنتيجة النهائية التي يريد أن يصل إليها دولته خلال فصل الشتاء الحالي هي إقناع المواطن أنه لابد من فرض مجموعة جديدة من الضرائب لتحقيق التوازن بين الفارق الكبير بين التوفير والتبذير ، ويبقى جزء مخفي من هذا النتائج لايمكن التحقق منه إلا بعد فترة زمنية وعندما تشرق الشمس عند الساعة السابعة صباحا وتغيب عند الساعة الرابعة مساءا ويجد الأردنيين أنفسهم يسيرون في شوارع مظلمة هم وأولادهم وترتفع نسبة حوادث السير والدهس والسرقة ويصبح السير في شوارع الأردن فيلم رعب للأردنيين ، ويأتي عندها الوزير المومني ويقول أن الدولة لم تكن تعرف حجم المعاناة التي يعيشها المواطن ويجد النواب أنفسهم قد وقعوا في مطب القرار الملكي الحاسم بوقف العمل في قرار التقاعد كما سبق وحدث من قبل وتعود البلاد للبيات الشتوي والنيابي والسياسي من جديد والقصة هي توفير وتبذير وسياسة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات