لدي حلم


ما أعظم التاريخ عندما نقلب صفحاته، وننهل منه عذب الكلام، أتذكرون قائل هذه العبارة" I have a dream " انه صاحب التاريخ القريب لا يتعدى الستون عاما منذ الآن، مارتن لوثر كتج ، الأسمر من أصول افريقية، والذي استطاع أن يقلب موازين الحريات في العصر الحديث. لقد دفع مارتن لوثر كنج حياته ثمنا لما أراد، فكان بعد موته ما سعى إليه، لقد اجبر اكبر قوة في العالم على تغيير سياستها تجاه التميز العنصري ذلك الشيء البغيض، والذي يمتهن كرامة الإنسان بأبشع صورة.

لقد أجبرت عبارة لدي حلم الرئيس الأميركي ليندون جونسون على التوقيع على قانون الحقوق المدنية الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذا التاريخ بدا علم 1954م وانتهى بمقتل لوثر كنج عام 1968م .

دعونا في هذه العجالة نتحقق من واقع الإسلام الدين الحنيف والذي لم يترك شيئا إلا و أوضحه للناس. فالإسلام دين عالمي ، نزل للعالمين كافة ، ولم يفرق بين عربي وأعجمي ، إلا على أساس التقوى والقرب من الله تعالى ، ولم يجعل لقوم فضلا على غيرهم لشكلهم أو لونهم ، فليس في الإسلام فضل لأحمر على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح . ولم يجعل الإسلام هذه المبادئ على المستوى النظري فقط بل جعلها مثالا عمليا يظهر في عدم التمييز في الصلاة ولا في الصوم ولا الحج ولا الزكاة ولا الحدود والجنايات.

هل هذا الكلام مطبق في الدولة الأردنية، وعلى امتداد تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية. اعتقد بان التميز العنصري في الأردن بين الناس على أساس أشكالهم موجود ومتجذر، والدليل على ذلك أننا لم نرى أي مسؤول أردني اسود اللون على مر تاريخ الأردن إلا ما ندر. من المسؤول عن ذلك؟ إذا كان التميز العنصري على أساس الشكل أو اللون أو الأصول موجود في الأردن. فلماذا نطلق على أنفسنا دولة الحريات والعدالة، أين هي العدالة؟ وأين الإسلام دين الدولة الرئيسي؟ هل من المعقول أن تهمش شريحة من حملة الأرقام الوطنية الأردنية والتي يزيد عددها عن 700 ألف شخص موزعين على كافة المحافظات الأردنية ولا زالوا يعاملون كعبيد في زمن يتغنى فيه الدستور الأردني بالعدل والمساواة.

إن المتابع للمنهاج الخفي في الشارع الأردني ليدرك تماما حقيقة ما أقول، لسنا في الأردن سواء من حيث الحقوق، فالأسمر في الأردن ينظر إليه بأنه إنسان اقل من غيره(اقل حظا في الحياة) فلا يزوج ولا يقدم في الكلام وأحيانا قد لا يسمع لكلامه وذنبه الوحيد انه اسمر، والأغرب من ذلك يعتقد الكثير من سكان الأردن أن الأسمر عبد ويجب أن يعامل كذالك، أو ينظر إليه من منظور الشفقة لا أكثر ولا اقل. فالذي يمتلك في الأردن سندا أو صك يثبت به أن فلان أو علان عبدا له فليذهب بصكه إلى المحكمة ويسترجع عبودية الناس السمر في الأردن بدل حالة التوهان الذي يعيشها من ابتلاه الله بسمرة اللون. ذاك الأسمر الذي ساهم بكل اقتدار في بناء الأردن وإعلاء بنيانه، وبذل روحه في سبيل الوطن مرات ومرات فكان جزاءه التهميش والإقصاء لأنه اسمر اللون. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات