ليلة القبض على الإعلام .


متابعة شبه يومية لعدد من الصحف اليومية المصرية والتي لها مواقع الكترونية وبالذات صحيفة الاهرام التي رسمت حجم التشذرم في المشهد المصري تجد أن هذا التشذرم قد أستخدمت به الصحافة كأداة رئيسية وخصوصا في مصر التي ما تزال تعاني من سوء خدمات الانترنت وانخفاض نسب الاشتراك المنزلي بها نتيجة لعوامل كثيرة أولها سوء البنية التحتية وإنخفاض القدرة المالية للمصريين لدفع قيم فواتير الانترنت .
وتبقى الصحافة الورقية ووجودها الصباحي على ارفف الأكشاك ومقاعد المقاهي هي المسيطرة على مشهد الاعلام المصري والوسيلة الأكثر فاعلية بين بقية الوسائل الاخرى وبالذات التلفزيون الذي تحول مباشرة بعد انقلاب مصر وثورتها إلى أبواق خاصة لجيمع الأطياف في المجتمع المصري وغاب عنه مفاهيم رئيسية كالتوزان والموضوعية وبقية ما يتم تعليمه في كليات الاعلام للصحفيين في سنة أولى صحافة على رأي عراب الصحافة المصرية محمد حسنين هيكل والرعيل الأول أصحاب الكلاشيهات القاتلة في تاريخ مصر .
ومن خلال هذه المتابعة تجد أن المطلوب رقم واحد في مصر الأن هي قناة الجزيرة ومراسليها وأدوات البث المباشرة التي تنشر التظليل والكذب وبقية مصطلحات الخيانة للثورة المصرية كما تقول صحيفة الأهرام وبقية الصحف اليومية المصرية التي ترقص في محراب السيسي كما رقصت في محراب بقية عسكر مصر وإخوانهم في زمان كل دولة من دول مصر التي تشكلن على مدار ستين عاما ويزيد .
ومما يلفت الانتباه هو محتوى الخبر الذي تناول الطريقة التي تمت بها القبض على قناة الجزيرة وأدواتها للبث المباشر ، وجميعها جاءت بأسلوب جرمي قريب جدا للجاسوسية كما مثلت في الافلام المصرية المسخة كمحاولة لتقليد جيمس بوند وافلام الجاسوسية ، وعلى سبيل المثال يقول خبر أنه تم اكتشاف اجهزة تصوير وبث ومعدات تلفزيونية داخل مركبة في مكتب سياحي كان مراسلي الجزيرة يستأجرونها كي يتمكنوا من التنقل وبث الصور من شوارع مصر بعيدا عن عيون الدولة المصرية ، وتكررت الحالة لثلاثة مرات وبنفس الشكل والطريقة .
والنتيجة من هذا المشهد المصري أن الجزيرة ماتزال المطلوب رقم واحد في مصر ويليها الإخوان ومن بعدهم الفلسطينين ، وبدأنا نشاهد مظاهرات مصر عبر كاميرات الهواتف الخلوية وبواسطة الفايبر والوتس أب وبقية تقنيات الوسائط المتعددة وبدأت كذلك مهارة البحث عن الوضوح والنقاء في المشهد المصري عبر ما يبث من صور متقطعة ومهزوزة ولاتنقل سوى حركة الأقدام أو الايدي وهي في الهواء بمشهد يذكرنا ببدايات البث المباشر لما كان يحدث في الثورة السورية ، وهي عملية عكسية تعطي دلائل عن حجم التناقض الذي يعيش في الاعلام المصري والعربي ومدى إرتباطه بقوة السلطة السياسية بفرض الأمر الواقع كما تريد ، واليوم أصبح المطلوب رقم واحد في هذا الربيع العربي هو الاعلام بكافة أدواته ووسائله والجزيرة مثالا حي لشريعة الغاب العربية في القرن والواحد والعشرين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات