كل شيء مباح .. كل شيء قذر


أكثر من عامين مرا مرور الكرام على ما أطلق عليه الثورة السورية والتي تبين أنها ليست ثورة بقدر أنها معركة ضحك على السوريين فيها وأصبحت معركة الكل ضد الكل والجميع مع الجميع إلا الموت السوري الذي بقي وحيدا ليس معه أحد .

ومنذ عامين وأنا أتخذ لنفسي موقف بعدم الكتابة عما يحدث في سوريا لأسباب خاصة بي وأولها وأهمها أن الإعلام كان يلعب منذ البداية أقذر أدواره التاريخية على مر العصور ولا يمكن أن تتشابه هذه الأدوار حتى مع الحرب النفسية في الحرب العالمية الأولى التي كان بها المذياع هو الأداة فقط ، بل نجد أن الإعلام ووسائل المتعددة وخصوصا الوسائط المتعددة منه جعلت المشاهد أو المتابع يتقلب على أكثر من ألف موقف في اليوم الواحد ، وفي نفس الوقت لا يمكن أن يفحم الطرف الأخر بحجته أو أدلته لأن الأدلة يتم التلاعب بها في كل لحظة وثانية وبشكل مستمر وبناء على ما يرسم له الطرف الأخر مالك الوسيلة الإعلامية ..

والذي يؤكد أن كل شيء مباح في سوريا هو ما يتم نشره عبر تلك الوسائل من إعدامات لأطفال ورجال وشيوخ بسند ديني أو بدون سند ، وحادثة الكيماوي الأخيرة وحجم الصورة التي تم نشرها يؤكد على حقيقة أن سوريا اليوم هي أرض المباح من أعمال البشر القذرة بغض النظر عن المسبب أو الجهة التي وراء ذلك ، وفي نفس الوقت لا يغيب التلاعب في تلك الصورة كما يريد كل طرف من أطراف المعركة أو الثورة أو اللعبة السورية العالمية التي أوقفت التاريخ العربي ووضعته في زاوية الحقيقة المرة التي يعيشها لأكثر من سبعين عاما متهما أنه أمة عربية واحدة ولها لغة واحدة ويجمعها لسان واحد ، وقصة حرف الضاد تلك هي وهم أكبر من أن يفهمه عقل العربي في هذا الزمن .

وتعود الذاكرة لبدايات هذه الثورة " الخدعة " السورية وجلسات الزملاء في اجتماعات العمل وكيف كان الخطاب الناري هو المسيطر ، وأن من ليس مع أحد فهو خائن إما للأمة أو لبقية مسميات معركة سوريا ، ولكن اليوم وبعد مرور أكثر من عامين على هذه الثورة " المهزلة " وفي اجتماع مطول مع هؤلاء الزملاء كان هناك إجماع خفي ولكنه حضر في لغة خطابهم ومفرداته يقول أننا لا نريد ربيعا عربيا ويكفينا فصل الصيف الحار ، سوريا لم تكن حاضره وكذلك مصر واليمن وبقية دول الربيع العربي القذر بقذارة الإعلام العربي هذه الأيام وأن قذارة الربيع العربي لا نريدها عندنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات