أين العراب ؟


غياب تام عن المشهد السياسي المحلي يمارسه أو يفرض على دولة فايز الطراونه أن يمارسه كرئيس للديوان الملكي بفترة تعتبر من أكثر الفترات صعوبة يمر بها البلد ، وهذا الغياب يؤكد وجود حقائق محددة وأولها أن هناك في مطبخ القرار السياسي الأردني من يوصي دولته بأن يغييب عن هذا المشهد لأسباب كثيرة وأولها أن دولته ما يزال في ذاكرة الشعب بعد رفع لأسعار المحروقات عام 2012 وكيف أنه غادر الرابع ليجلس في الديوان رغم حجم الرفض الشعبي لهذه الخطوة من قبل الملك .

وثاني هذه الحقائق أن دولته يعتبر عراب الخيار الملكي في إختيار النسور كرئيس للحكومة وفي نفس الوقت كان دولته يمارس دور حارس بوابة القصر في المشاورات المكوكية التي لعبها دولة النسور أثناء تشكيلته للحكومة الأولى ما بين العبدلي ومجمع النقابات والجامعات وبقية مواقع اللعبة " المهزلة " التي أطلق عليها " حكومة توافق وطني تشاوري " ، وبعد هذا المعركة السياسية التي قادها دولة فايز الطروانه غاب عن المشهد ليعود بخبر فقير جدا أشار إلى أن دولته ذهب للولايات المتحدة الأمريكية لمدة اسبوع تفاوض فيه نيابة عن القصر والحكومة في موقف الأردن مما يحدث في سوريا وكانت النتيجة تغيير جذريا للموقف الأردني نحو النظام السوري وأصبح الأردن في خندق المعارضة بعد أن كان يقف محايدا ما بين تلك المعارضة والنظام في دمشق من باب درء الرعب المجتمعي الذي بدأ ينتشر في الشارع الأردني بعد أن تجاوز عدد الاجئين السورين ثلث عدد سكان المملكة .

وبعد قيام دولة النسور بالتعديل على حكومته قبل يومين وهي حكومة خرجت من تحت إيدي حارس بوابة القصر الملكي الطروانه لم يسمع لدولة الطروانه أي صوت في هذا لتعديل ، مما جعل الكثير من المحللين يطرحون سؤال بعد أن سربت أخبار أن هناك تعديل وهو هل يبقى دولة الطروانه كرئيس للديوان أم يشمله التغيير ، وهذا الغياب عن المشهد السياسي المحلي يذكرنا بقدرة دولة الكروانه على اللعب في الخفاء وفي نفس الوقت إحداث تأثيرا قويا في هذه المشهد السياسي ، وقد مارس دولته هذا اللعب في الخفاء أثناء بدء مفاوضات الدولة الأردنية في مفاوضات أتفاقية وادي عربه وكيف أدار دولته بوصلة الاتفاقية بالريموت كنترول من واشنطن .

والتشابه بين الحالتين يجعلنا نقول هل مايزال دولة الطروانه يفضل اللعب بالخفاء بعد أن فشل فشلا ذريعا في اللعب علنا وأمام الشعب كما حدث أثناء توليه رئاسة الحكومة في عام 2012 ؟، وما هو الأثر الذي سيتركه دولته على المشهد السياسي المحلي نتيجة للعب بهذا الطريقة ونتائج إتفاقية وادي عربه ما تزال تظهر بشكل مفاجىء للشعب الذي إكتشف أن حجم التنازل في تلك الاتفاقية لايمكن السكوت عنه أبدا ؟ ، ماذا يخبىء لنا غياب دولة الطروانه عن المشهد السياسي المحلي هذه الأيام في المستقبل ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات