أُمي واليهودي


ليس بعيدا عن الصراع الفلسطيني الشعبي اليومي " وليس الرسمي السياسي " تقع احداث مصر في اجندة والدتي التلفزيونية بعد مشاهدتها لبرامج ناشيونال جيرغرافيك ، أُمي ثمانية أميه ولاتعرف من القرآن سوى ما قام والدي رحمه الله بتحفيظها من سور قصيرة وآيات تعتمد عليها في لياليها الطويلة من القلق بعد موت الوالد " رحمه الله " .

منذ الصبح تصر أُمي على أن يبدء يومها بنشرات الاخبار على قنوات محددة دون غيرها لأنها ترتبط بالوطن والأرض وفي نفس الوقت يمتد رباطها بالدين وعلاقة والدتي به ، هي قناة القدس وإن كنت متحفظا كثيرا على رسالتها ولكن في حضور الأم تبتعد كل المطالبات الخاصة بالمشاهدة لدي وتصبح كل الشاشات محرمة بإستثناء شاشة هذه القناة .

تعود ذاكرة أمي لسنوات الحروب العربية الاسرائيلية وتصر على أن ما يحدث في مصر لم يمارسه اليهود في حروبهم مع العرب والفلسطينين ، بل تؤكد أمي على قصتها الوحيدة التي تشبثت في ذاكرتها وهي تقول أن اليهودي الذي أوقفها على ضفة النهر في حرب حزيران عام 67 كرر على سمعها جملة " وين رايح حبيبي .. إحنا ما طردناكم عود لبيتك أحسن لك من الملك حسين " ، والملك حسين رحمه الله دخل على سياق الجملة من باب المعرفة السياسية الكبيرة لدى هذا اليهودي والفقر المعرفي الذي كانت تملكه أمي .

وتعود أمي في حديثها إلى مصر بعد أن تشاهد بأم عينها جنود يطلقون النار على المتظاهرين وصورة لمسجد يحترق واجساد لصبية ورجال علت ذقونهم اللحى التي شابت ، وقد ربطت ايديهم وارجلهم بشرائط بيضاء وقد سبلت عيونهم وافواهم تبتسم وتلاها صور لأكفان بيضاء صفت إلى جوار بعضها البعض في ساحة مسجد وقد عمت الفوضى المكان ، كل ذلك وأمي تطرح مقارناتها ما بين اليهود عام 67 وبين ما يحدث في مصر اليوم وخلاصة فهم أمي للحدث المصري أن الله يعاقب هذه الأمة " العربية المسلمة " لأنها تركت كتابه وجعلت من يقودها مجموعة من الكفرة وأن ما نشاهده على التلفزيون من رقص وغناء و" قلة حياء " وعدم خشية من الله ونساء عاريات كاسيات هو السبب كذلك .

وتنهي أُمي متابعتها الصباحية للأخبار وتطلب من تغير القناة لناشيونا جيوغرافيك كي تتابع قصة الأسد الملك في غابته وكيف أنه في النهاية وبعد أن يسيطر على الأرض يقوم بقتل أطفال خصمه بوحشية ولايأكل لحمها ، وأمي تعيد علي جملتها المتكرره " ما أرخص دم الإنسان على الإنسان " ولكن الأسد يقتل كي يعيش والانسان يقتل كي يقال عنه أنه عادل ويحكم بكتاب الله وأن من يقتلهم هم من الخارجين عن كتاب الله ، وتنتقل الصور لمشاهد طيور وسواحل زرقاء وأشجار فارهة وجدوال مياه صافية عذبه وأُمي تصر على أن الله قد أعطاهم جنة الأرض ونحن لنا جنة الأخرة التي تشابه هذه الجنان الأرضية بل وتزيد عنها جمالا ونعما وخيرات ..صدقت أمي .



تعليقات القراء

انا فاهم عليك ...بس خسارة
مادام ماحدا طردك وبيتك احسنلك من بيت المل حسين لويش جاي عنا ماتروح تروح ياعريقات .. يارجل الاصل لما تكتب تحترم مشاعر الناس والاصل لما تكتب تعرف تختار الفكرة صح وبعدين تنسج حولها الكلمات اتي لاتوقعك في مفاهيم اخرين طبعا انا متأكد لو في ناس قراوا مقالك لوجدت الف معترض على الكثير من جمل مقالك .. خليك مع الكاميرا احسنلك ..
رد بواسطة اهدأ
كلامك فيه شيئ من الصحة ولكن زدتها في التحامل عليه--بعض كلامه صحيح
21-08-2013 08:19 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات