الوزير جوده والرأي العام الأردني


ترتبط علاقة وزير الخارجية في الأنظمة السياسية الديموقراطية مع الرأي العام بعلاقة تكاملية تستند على توافقات سياسية جاءت من خلال قواعد انتخابية أوصلت وزير الخارجية إلى منصبه من قبل حزب أو تجمع سياسي حصل على الأغلبية في انتخبات ديموقراطية نزيهة ، وبالتالي نجد تصريحات وزير الخارجية في تلك الدول تهدف إلى إيصال الرأي العام الذي يمثله للخارج كي لايتم الضغط عليه لتقديم تنازلات سياسية تخالف هذه الاجماع في الرأي العام .

والقصة عندنا في الأردن تختلف بشكل جذري فوزير خاريجتنا يمارس التصريحات السياسية كردود فعل لتصريحات دول أخرى تفوقنا حجما سياسيا أو ماليا ، وفي تصريح الوزير جودة التالي لتصريح الملك فهد وللرئيس الامريكي أوباما حالة تستحق أن يقف عندها نواب الأمة في أولى جلساتهم القادمة ومحاسبة الوزير على تلك التصريحات .

وقد بررت بعض هذه الجهات تصريح الوزير جوده من باب أن الأردن قد وضع بين مطرقة إخوان وغاز الذي ما يزال مقطوع ويتم التحكم به بناء على مزاجية الموقف المصري والهاجس الأمني في سيناء وسنديان سوريا التي أصبحت في القلب الأردني ، ومع ذلك فهو لايمثل هذا الرأي العام المحلي وعذرا للوزير كي يقف بعيدا عن موقف الرأي العام الأردني الرافض لما يقوم به المجلس العسكري في مصر ليس لأنه مع الإخوان ولكنه كرأي عام لايرضى بحكم العسكر لأي كان من الشعوب العربية ، وإذا رغب الوزير جودة في رسم سياساته الخارجية بعيدا عن هذا الرأي العام فعليه أن يشير بتصريحاته الصحفية أو تغريداته أن ما يقول يمثل رأي القصر والحكومة فقط من باب كسب معركة البقاء في خضم هذه العواصف المحيطة بالبلد .

وكخدمة للوزير جودة هنا أنصحه بمشاهد ما يبث على قناة الجزيرة من برنامج بعنوان " إغتيال اللواء البطران " وهو مساعد وزير داخلية مصر في عهد حسني مبارك ، والدور الكبير الذي لعيه الاعلام الرسمي المصري في تشويه الحقائق ولعب دور أداة الرعب للشعب المصري ككل ومقارنة ذلك بما يحدث في اسلاحة الاعلامية المصرية اليوم ، وعلى معاليه أن لايكتفي بمتابعة ما تبثه قنوات العسكر المصرية ويمارس ثقافة الشماهدة للوصول إلى حقائق الأمور ، وأن يكون حرصا في مداخلاته مع هذه الاعلام والابتعاد عن الشبهات أفضل من الوقوع فيها كما حدث مع ماعليه خلال الايام القلية الماضية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات