شيوخ ال " بيبي دول "


ناعمة ومضيئة والنور يخرج منها وجوههم التي أشتغلت بها أدوات الفن التلفزيوني من إضاءة وفلاتر وخلفيات تناسب لباسهم الابيض اللون والذي يذكرنا بلباس الملائكة كما قيل لنا في الصغر ، ويمسكون بأصابعهم التي تشابه أصابع الطفل الرضيع بنعومتها أقلام غالية الثمن وأمامهم ورقة يسجلون بها ما يسألهم عنه الجمهور .

والأسئلة جميعها عن رمضان وتقشف العيش والتفكير بالفقير عندما يجوع ، وعن ميزة رائحة فم الصائم وهل مضغ العلكة يفطر أو المسواك أو النظر وبالخطأ لإمرأة عبرت من أمامنا ، ومجموعة كثيرة من الأسئلة يتم تكرارها كل عام وفي نفس المناسبة كمحاولة من الجمهور أن يقنع نفسه أن قد أدى فرض الصيام كما يجب .

وفي وسط هذه المعركة من الاسئلة وادوات وتقينات التصوير يجلس أمام الشاشة رجال دين يؤدون وظيفتهم في إقناع الناس أن الدين هو المعاملة وأن الفقير والغني سواء في شهر رمضان في وقت الصيام وأنهم كشيوخ وأهل دين ومعرفة يدركون حجم المشقة التي تقع على كاهل عامل البناء والبائع الذي يطرق شوارع المدن كي يبيع ويسترزق ويعود لأهل بيته بما يسد رمقهم ، ويحاولون أن يقنوعوا الجمهور أن ملذات الدنيا فانية وأنها هي الباب للنار وأن الجنة للممتنعين عنها .

حكايات شيوخ ال " بيبي دول " تلك تجعلني كل مساء أقوم بإغلاق جهاز التلفزيون والاكتفاء بالنظر إلى السماء وإنتظار غروب الشمس كي يعلن إنتهاء يوم أخر من أيام شيوخ ال " بيبي دول " تلك ويوما من أيام صيام أهل رمضان الذين يجدون الله في دقيقة من نهارة بعيدا عن بياض وجوه وثياب هؤلاء الشيوخ الذين يغادرون الاستوديوهات مباشرة لتناول وجبة الإفطار في فنادق خمسة نجوم وينعمون بما لذ وطاب من الطعام والشراب ، ويعدون العدة ليوم أخر من أيام شيوخ ال " بيبي دول " ذات الثلاثين يوما تنقص يوما حسب ما يراه ولي الأمر وبما يناسب موقفه السياسي الديني من بقية دول أطلقت على نفسها صفة الدول الإسلامية وهي تتمسك بعروبتها وهي تعلم أن الأعراب أشد كفرا ؟ .



تعليقات القراء

ويحك
قبحك الله على هذا المقال ما وجدت غير العلماء لتسخر منهم بهذه الطريقة
04-08-2013 09:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات