الأكثر .. والأول .. والبقية تأتي


عندما تغيب الدراسات الموضوعية التي تتناول علاقة الجمهور مع وسائل الاعلام وبالذات المواقع الإخبارية الإلكترونية ومحطات الأذاعة المحلية تصبح ساحة الاعلام وهذه العلاقة مباحة للجميع وبعيدة عن أي مقاييس علمية تحدد وبشكل موضوعي ومحايد أي هذه الوسائل تحضى بأولوية أو أكثر نسبة متابعة سواء بالتصفح أو الاستماع ، ويبدأ أصحاب هذه المواقع ومقدمي بعض برامج هذه الاذاعات وخصوصا برامج البث المباشر الصباحية هم الذين يحددون موقع أو ترتيب هذه الوسائل لدى الجمهور المحلي من حيث الأهمية أو درجة المتابعة .

وهذا هو واقع الاستطلاعات الميدانية التي تقوم بها بعض الجهات التي يوضع عليها أكثر من علامة إستفهام من حيث قدرتها على ممارسة الشفافية والموضوعية والابتعاد عن سيطرة المال ونفوذه من قبل أصحاب ومالكي هذه الوسائل ، وتصبح الساحة كما يقول المثل كحارة كل من يده له ويضيع المواطن والجهات المعلنة ولايحققوا أهدافهم من هذه الوسائل ، فالمواطن أو الجمهور يرغب بتحقيق مجموعة من الاهداف في مقدمتها ان يعرف المواطن ما يدور بمحيطة من احداث وتغيرات تصبح العلومة ذات أهمية كبيرة لدية وخصوصا عندما يكون المجتمع يمر بمراحل تغيير هامة في علاقة هذا المواطن مع الدولة وبقية مؤسسات الحكم ، ويفقد المعلن هدفه الرئيسي والمتمثل في تحقيق أكبر نسبة إنتشار بين الجمهور ليحقق من وراءه أعلى نسبة مبيعات تعود عليه بالربح التجاري .

وفي الأردن ونتيجة لتغول المال على طرق وأداء مراكز الاستطلاعات الخاصة بعلاقة الجمهور مع وسائل الاعلام تجد تلك الوسائل تبحث عن نتائج استطلاعات خارجية غير خاضعة أو مسيطر عليها من قبل المال المحلي لمالكي هذه الوسيلة الاعلامية أو تلك ، وتستميت في إبراز موقعها في قوائم نتائج هذه الدراسات على المستوى المحلي وتغيب مباشرة موقعها على المستوى الاقليمي أو الدولي .

ومن خلال متابعة غير علمية للصفات التي تطلقها هذه الوسائل الاعلامية على علاقتها مع الجمهور المحلي تجد أن كلمات مثل الأكثر أو الأولى أو الأجرء أو الحرية هي الطاغية على صفات هذه الوسائل في الوغات على المواقع الالكترونية أو عبر صوت مقدمي برامج الاذاعات المحلية ، ويغيب عن ذهن مالكي ومخططي سياسات تلك الوسائل الاعلامية أن الصفات الخاصة بالجمهور قد تحولت من صفة الإندهاش الأول في التعامل مع وسيلة إعلامية ذات ملكية خاصة بعد سنوات طويلة من التعامل مع وسيلة إعلامية ذات ملكية رسمية ، وإنتقلت تلك الصفة من الإندهاش إلى البحث عن المعرفة والأفضل والحرفية في العمل الاعلامي وعن ماذا تحقق له هذه الوسلية أو تلك من أهداف وتشبع لديه حاجات تحقق له نوع من الإستقرار الذهني والنفسي والإجتماعي ناتج عن كسر حاجز فقدان المعرفة لما يحدث في محيطه الوطني .

وفي خضم هذه المعركة ما بين شراء نتائج الاستطلاعات وكلمات الأكثر والأكبر والأهم يتم تناسي الحجم الكبير للدراسات البحثية العلمية التي يتم إجرائها في الجامعات وكليات الاعلام في البلد ومن خلال منهجية علمية بحتة تستند إلى الموضوعية والحياد والبحث العلمي ، ويكتفى بأن توضع نتائج هذه الدراست على أرفف المكتبات ولايتم الاعلان عن نتائجها في شقها المتعلق بدرجة متابعة أو إعتماد الجمهور على وسائل الاتصال المحلية الخاصة ، وربما يعود ذلك للرفض القوي من قبل مالكي وواضعي السياسات لهذه الوسائل إلى أن ما تخرج به هذه الدراسات من نتائج تخالف أو تبتعد عما يتم تسويقه من قبل هذه الوسائل بأنها .. الأكثر والأول والأهم .. والبقية تأتي ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات