"اللهم أدمها نعمة واحفظها من النسور "


هذا ما يتم تداوله بين الشعب الأردني كدعاء قبل الإطار في شهر رمضان الكريم ، وهي لحظة يكون فيها الدعاء مستجاب وتفتح عنده أبواب السماء من رب العباد كي يأجرهم على صيامهم ويستجيب دعائهم ، وأصبح الشعب الأردني في زمن الحكومات المتعاقبة وزمن الربيع العربي شعب أبو نكته وخرجنا من متلازمة ابو كشره .

ولأنني من غير المغرمين في تتبع ما يكتب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبقية أدوات الوسائط المتعددة وتأتيني الاخبار من هنا أو هناك أقوم بقياس مدى إنتشار روح النكتة عند الشعب الأردني عندما أسمعها تكرر من أكثر من شخص في مواقع متعددة من العمل سواء القطاع العام أو القطاع الخاص ، وتكون النتيجة أن هناك من يخرج عن نسق وتقاليد واعراف الشعب الأردني ذات النكهة الجادة ويقول ما في نفسه عن حكومة النسور ويربطها مع مناسبة شهر رمضان وقرارات رفع الضرائب والاسعار .

والشيء الجديد هنا في هذه الدعوة من الشعب الأردني لرب العباد أنها تأتي على " وجع " وقلة حيلة وإحساس بالظلم وعدم العدالة في التوزيع ، وفي نفس الوقت تأتي في أيام رمضان وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر الميلادي وهو موعد إستلام الرواتب لمعظم موظفي القطاع العام وفي الثلث الثاني من اشلهر الفضيل بعد أن أكل ثلثه الأول مصروف الشهر السابق بالعزائم للأرحام والأقارب ، ويستمر مسلسل الطفر لأن الراتب يأتي قبل العيد بخمسة عشر يوما ومن الصعب المحافظة عليه لهذه المدة الزمنية الطويلة والمريرة على جيوب المواطنين .

ومن اسبقيات دولة النسور بعلاقة مع المال العام وحرصه الكارثي كما يعدي عليه لايأمل المواطنين بأية قرارات مالية تصدر من قبل حكومته ، من مثل عيديات أو تقديم راتب الشهر الذي يليه للثلث الأول منه أو إعادة النظر بمستويات غلاء المعيشة و أية بادرة أمل توحي بوجود حلول ولو مؤقته تعفي المواطن الأردني من الدين أو الإنزلاق إلى حفرة الفقر التاريخية في حياته ، وهذا الدعاء هو دعاء مظلومين فقراء ودعاء " ولايا " فهل يستجيب رب العباد لهم ويديم عليهم نعمته ويحفظها من النسور وتغوله بقراراته الضريبية والرفعية المستمرة ... أمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات