الخروج من المأزق


يخرج علينا كل يوم خبر يتم به التصريح عن مقتل مواطن أردني في معارك سوريا ، ويليه تصريح لبعض التيارات الدينية التي تشارك بالمعركة لتؤكد أو تنفي هذا الخبر ويخرج علينا قيادي أخر ويذكر بأن للتيار أكثر من ستمائة مقاتل أردني في سوريا وتقام الاعراس للشهداء وتحرص المواقع الاخبارية على تغطية مثل هذه الاحداث .

والنتيجة جريمة قتل جمع اركانها كاملة وتقف عندها الدولة الأردنية عاجزة حتى عن استخدام ماكنتها الاعلامية ضد هؤلاء القيادات السلفية وتستخدم ماكنتها ضد تيار ديني على قاعدة التفكير أو النية بفعل جريمة ولاتصل لمستوى إزهاق الروح ، وتقدم الدولة الأردنية لهؤلاء المشاركين في قتل أبناء الوقت الغطاء الشرعي من باب أنها تقف لهم بالمرصاد على الحدود فقط ولايتجاوز وقوفها تلك الحدود .

ورغم العديد من التقارير التي رصدت عمل تلك الجماعات في الشارع الأردني من قبل مؤسسات صحفية دولية والكيفية التي تتم بها إستقطاب الشباب لصفوفها وأماكن تواجدهم ، رغم كل ذلك لاتحرك الدولة ساكنة بإتجاه ذها الموضوع والذي أثار هذه الأمر ظهور تقاري إستخباراتية كثيرة خلال افترة الماضية تشير وتؤكد جميعها على حجم الخطر الذي يتعرض له الوطن من أعضاء تلك التيارات وخصوصا إذا ما إنتهت معركة سوريا سواء بسوقط النظام أو سقوط تلك التيارات .

وكلا النتجتين السابقتين تمثلان كارثة على الوطن لأن سقوط النظام في سوريا سوف يقوي شوكتة تلك التيارات ويجعل الباب مفتوح لديها في إعادة التجربة في أماكن أخرى من الوطن العربي ووطننا ليس ببعيد لاجغرافيا ولا اجتماعيا عن سوريا بل هو يمثل بيئة جيدة لإعادة التجربة ، وإذا سقطت تلك اليتارات في معركة سوريا سوف ن تجد لها مكان للمبيت فيه أفضل من الوطن التي خرجت منه لأن كافة المحيط الجغرافي لسوريا لن يسمح لها بأن تعيد التجربة السورية في أرضه ، والعامل الطائفي سوف يكون القفل الذي يغلق ابواب تلك البلاد .

وفي علم وقانون الجريمة هناك ما يسمى بالاشتراك بالجريمة سواء إسشتراك جسدي أو فكري كالتخطيط أو التمويل أو التشجيع وكل تلك التهم يؤدي بصاحبها إلى السجن مع القاتل ، ولكن هذا الجزء من القانون يتم إيقاف العمل به من قبل الدولة الأردنية بإتجاه تلك التيارات لماذا ؟ ولا أحد يعلم ما القصد من وراء ذلك مع أن زمن اللعب بالتوازنات بين الفئات الدينية المختلفة قد إنتهى بعد تجارب عديدة من مثل تجربة افغنستان والعراق واليوم سوريا ، وفي النهاية الأجدر بالدولة الأردنية أن تعيد توجيه بوصلة عدائها من الإخوان للسلفيين إن أرادت الخروج من مأزق قادم لامحالة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات