الإخوان .. أشبعوهم شتماً


عندما تقسم السكين حبة البرتقال أو التفاح أو أي شيء يصبح هذا الشيء قسمين ، وبالتالي من الصعب رغم جميع محاولات الجمع بين هذين القسمين أن تنجح لأن الروابط الاصلية والطبيعية فيه قد قسمت .

وهذا ما يحدث في مصر وبقية الدول العربية كأنظمة سياسية مع الإخوان ، فقد أقرت تلك الدول وأنظمتها السياسية مقرونة بماكينة إعلامية ضخمة أن الإخوان هم النصف الأخر من المكون الطبيعي للمجتمعات أي أنه لم يعد يشكل كل واحد متكامل منها ، وتم إستخدام الاعلام بدلا من السكينة والجميع يعرف حجم الأدوار التي يلعبها الاعلام في تشكيل اتجاهات وأراء الجمهور نحو القضايا المطروحة من خلاله ، وكذلك الدور الذي يلعبه الاعلام عندما يسلط الضوء على قضية ما دون القضايا الأخرى وما أثر ذلك في تحديد إهتمامات هذا الجمهور وبالتالي أولويات تفكيره في تلك القضايا .

وفي الأردن وخلال فترة الاسبوعين التي تلت سقوط حكم إخوان مصر لم تبقي الماكنة الاعلامية الشبه رسمية شتيمة أو صفة نابية إلى وأصلقتها بإخوان الأردن ، والذي يتتبع الصحف اليومية الرئيسية وهما إثنتان يجد أنهما قد تناوبا على هذه المهمة بكل إخلاص وتفاني ومن خلال عناوين لمقالات وأخبار يتم إختيارها بعناية فائقة بهدف لفت إنتباه القارىء المسيس والموجه من قبلها دون هدف واحد وهو كره الإخوان وتصويرهم بأنهم الشياطين بلباس بني أدم .

ومن بين هذا الإنقاض الفكرية المتعصبة والتابعة لماكنة الاعلام الرسمي خرج صوت واحد وإن كان مبتورا وغير متكمل وأصاب جزء من الحقيقة عندما قال أن الاعلام أشبع الإخوان شتما والإخوان غدوا بالتعاطف والقبول من قبل الشعوب في دول الربيع العربي ،وجاء هذا الشتم في شهر رمضان الفضيل الذي يمثل حالة من الروحانية في العلاقة بين الإنسان وربه وبه من المقولات الشيء الكثير عن توقف الصائم عن الشتيمة أو قذف الأخرين أو ممارسة أي سلوك يعتبر ليس بخارج عن المألوف في الشهور العادية ولكن في رمضان يتعبر نشاز وغير مقبول دينيا واجتماعيا .

والمشهد اليومي في المساء لجموع المعتصمين في ميدان رابعة العدوية وما يتم ممارسته من طقوس رمضانية فيه جعل الموقف يتغيير كثيرا من الناحية الوجدانية والدينية عما كان عليه في 30 -6 والذي انتهى بسقوط حكم الإخوان ، وهذه المشاهد التي تبث على الهواء مباشرة ساعة الإفطار وصلاة التراويح وساعة الفجر ترسخ مقولة الكاتب السابقة بأن الاخوان إشبعوا شتما ولكنهم غدوا بتعاطف ومحبة عشرات الملايين من الناس ، والمشهد التلفزيوني اليومي والذي به قسم الجسم المصري وبالتالي العربي إلى قسمين " ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية " يؤكد على أن السكين الاعلامية قد فعلت فعلتها وقسمت الشعوب الى قسمين يصعب إعادة جمعهما .

والذي نخشاه أن نصل في البلد لهذه المرحلة من الإنقسام وخصوصا عندما يتم إستخدام الوسائل الاعلامية من قبل مجموعة من الناس لايعينهم أن الاعلام له حد السيف في تقطيع الشعوب إلى اقسام عديدة ، ولمتابعة الدرجة التي وصلت لها سكين الاعلام في حسد البلد فقط لنتابع موقعي لجريديتن أحدهما إخوانية والأخرى سلطوية ولنقارن بيننا وبين مصر وإعلامها وطريقة معالجته للأزمة الحالية فيها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات