" وعلم آدم الأسماء كلها " .


دائما في شهر رمضان الفضيل تكثر وتتنوع البرامج الدينية من لقاءات مع علماء أو شيوخ يتم طرح أسئلة عليهم من الجمهور أو برامج وثائقية عن تاريخ الدولة الإسلامية المنقرضة أو محاولات للبحث عن الدين في دول أخرى بعد أن أضعناه من بين أيدينا وتطرح في جميع تلك الانواع من البرامج أسئلة كثيرة ومتعددة ولكنها في النهاية متكررة من رمضان الفائت أو رمضان قبل عشر سنوات .
وقصة الأسئلة وأجوبتها أو ما يقدم من معلومات لاتمثل حالة خارقة أو غريبة تستحق المشاهدة أو المتابعة من طرفي لسبب واحد وبسيط وهو أنني أكتفي بفهمي للدين كما أريد وبعيدا عن توجهات مشايخ وعلماء تحيطهم الشبهات من رأسهم لأخمص قدميهم ، ولأنهم يسيرون على قاعدة شرعنة الموقف بناء على جميع المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي تحدث في دولنا التائهة الهوية ما بين هل هي دول عربية أم دول إسلامية أودول تقع ما بين علمانية الغرب ومشيخة الخليج الدينية ومشيخة فارس الدينية.
وتعود هذه المتاهة إلى أصل الفهم الخاطىء من قبل المسلمين للقرآن ، وفي فترة التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الحالي خرج علينا عدد لابأس به من رجال جمعوا ما بين العلم المنهجي البحت والقائم على الاختبار المعملي لمتغيرات المادة في الطبيعة وبين قرأتهم وفهمهم للدين ، وكانت النتيجة وبخلاصة بسيطة أنهم أصبحوا يرددون في جميع محافل العلم العالمية والمحلية وعبر وسائل الاعلام جملة واحد تقول " هذا لدينا منذ الف وأربعمائة عام وقد ذكر في القرآن " .
هنا يجب الوقوف لسنوات وليس لدقائق لأن الحقيقة الألهية الثابتة أن الله سبحانه وتعالى بدء خلق البشر بتعليم سيدنا أدم الأسماء كلها " ليس أسماء الكائنات كما علمونا في الصغر " بل أسماء أسس المعرفة والبحث العلمي المستمد من رب عظيم خلق الخلق وولى آمره شأنه لخلقه من البشر ، الذين تعاملوا مع هذا العلم الألهي بطرق عديدة ومختلفة وكانت تمر تلك المعرفة بمراحل إنتكاسات تؤدي بالبشر إلى العودة للجهالة بالمعرفة مما يستدعي من رب العاليمن أن يعيد لهم هذه المعرفة مرة أخرى عبر عدد لايستهان به من الانبياء والرسل .
وجاء خاتم الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعه كتاب المعرفة والعلم الألهي وهو القرآن ، وخرج البشر من جهالة العلم إلى علم رباني قائم على معرفة الاسماء كلها وعلى كتاب سماوي تتمثل به كل المعرفة والعلم التي عند رب العالمين ووهبها للبشر كي يزيدو إيمانا ويعمروا الأرض ويعبدو ربهم ، وإنتهت فترة وجود النبي بين الناس وخرجت الأمة الإسلامية من بوتقة المعرفة الألهية الصرفة وبدأ البحث عن الدنيا وكأنها عالم مجهول ولابد من معرفته من جديد كي يستمروا في الحياة .
وعلى ما سبق نجد أن عامل الزمن الكبير بين وفاة سيدنا محمد والزمن الحالي جعلنا أمة جاهلة في طريقة تعاملها مع هذا القرآن وإكتفينا بعلوم تتعلق فقط ببحث المحرمات والمسموحات وعلوم تبحث في لغة القرآن ونصوص الحديث والاعجاز اللغوي وكأن هذا الكتاب لم ينزل من رب السماوات والأرض ، وطغى اسلوب ومنهج الدهشة بين العلماء في مدى توافق ما يذكر في نص القرآن من علم وما بين ما يتم إكتشافة في الأرض اليوم ، وهذه الدهشة رسخت في نفوس المسلمين أنهم أضاعوا الدين مع الوقت وأن الغرب بعلومه ومعرفة قد أوجد العلم والمعرفة من الدنيا فقط وأن هذه المعادلة في المقاربة بين ما ذكر في القرآن وما يتم إكتشافه يمثل معجزة ألاهية عظيمة ، وكأننا بحاجة لمثل هذه المعرفة كي نتأكد من عظمة الخالق وما منحنا نحن وبقية البشر من علم ومعرفة ربانية يمثل القرآن أساسها .
وعند ذكر الأساس في المعرفة العلم الرباني نجد أصل الموضوع في هذا المقال والمتمثل بأننا لم نتعامل مع القرآن بأنه كتاب علم ومعرفة وكتاب تحقق من خلال نصوصه كل مجالات الإنتاج الفكري والمادي للبشرية في هذه العصر وغيره من العصور الماضية ، وأن ما يحدث هو أننا كمسلمين وبقية شعوب العالم أضعنا وقتنا في البحث وأشغلنا سنوات عدة من عمرنا الطويل للوصول إلى علوم مكنتنا من تحقيق الرفاهية في العيش وتسهيل أمور حياتنا وإثبات أننا نملك من المعرفة والعلم ما لم تملكه أية حضارة أو شعب مر على هذه الأرض لأننا تمكنا من معرفة سر مكونات المادة التي هي أصل كل شيء أو ما يطلق عليه طاقة المادة وغاب عن ذهننا أن ربنا سبحانه و تعالى قد علم سيدنا آدم أبو البشرية هذا العلم منذ بدء الخليقة وأن الرسل هم مجرد مؤكدين على هذه المعرفة والعلم الرباني ، وما نزال نحاول البحث في المادة وما نجده من علوم ومعرفة بها يدهشنا ونبحث عن ما ذكر منه في القرآن الكريم .
هذا المقال من وحي خبر نشر قبل شهرين عن تمكن علماء غربيين من إستخدام جزء من شريط الدي أن أيه لتسجيل المواد عليه وتمكنوا من تسجيل أكثر من خمسة الأف ساعة من الأفلام السينمائية على جزء بسيط منه وتمكنوا من إعادة عرضها ، ونص القرأن يقول " يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وألسنتهم بما كانوا يعملون " وسؤال طرحته على نفسي منذ صغري يقول كيف سيتمكن رب الخلق من محاسبة بلايين البشر عما فعلوا في الدينا وهو لايملك أجهزة فنية من مسجلات وأدوات مراقبة تمكنه من ذلك ؟ ، سؤال طرح من طفل علموه أن القرآن له من القدسية ما يمنعه من إعادة كتابة حروفه وكلماته على ورقة خارجية ومحاولة البحث عن اللوغارتمات الرياضية والفيزيائية التي توجد بين حروفه وكلماته ، وعلى أنها معادلات علمية ورياضية تقدم له المعرفة والعلم الرباني دون وسيط سوى عقله وإيمانه بأن الله هو خالق الخلق جميعا ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات