مسارات التمادي الغربي في المسألة السورية لجهة ايران


تقول المعلومات، أنّ ثلّة من الجنرالات في الأحتياط في مجتمع المخابرات والأستخبارات العبري - الصهيوني، وبالتنسيق مع زملاء لهم عاملين في ذات المجتمع الأمني وبعلم النواة الصلبة في الكيان العبري - الصهيوني، وعبر جهود وعمل ( خلية الأزمة السورية) في الجيش، يقدّمون وبشكل مستمر ( سلّة) من التخمينات والتقديرات الأستخباراتية, لطبيعة ونوعية مفاعيل وتفاعلات ومسارات الحدث السوري الجاري الآن, مع توضيحاته لماهية الموقف الأسرائيلي - الصهيوني, الذي يتعين على تل أبيب اتخاذه والألتزام به, لجهة كيفية التعامل معه, وتوجيه تطوراته وتداعياته, بما يخدم ويعزّز المصالح الحيوية لهذا الكيان الغريب, من حيث سعي حثيث مع واشنطن, لأسقاط وتحقيق انهيار دمشق, وهذا يشي بوضوح أنّ محور واشنطن – تل أبيب, ومن ارتبط به من العربان, يرى في استهداف سوريا في الوقت الحالي, أهم من استهداف ايران, وتشي تخمينات وتقديرات ثلّة جنرالات خلية الأزمة تلك, بأنّ على "اسرائيل" أن تعمل من أجل, أم (بنوك) أهدافها الأستراتيجية, عبر استهداف دمشق, وعلى الأسرائليين والذين ظلوا أكثر اهتماماً باستهداف ايران, عليهم أن يفهموا, بأنّ التفكير في اقدام تل أبيب في مثل هذه الظروف, باستهداف ايران – وبرنامجها النووي ودورها الحيوي, هو أمر سخيف للغاية ويدل على حمق عميق, لذلك عليهم أن يستهدفوا بوّابة ايران, في المنطقة والى العالم العربي والأسلامي, وهي البوّابة الدمشقية, هكذا يرى هؤلاء العبريون الأستخباريون الجدد, وهم يتحدثوا الآن بصفتهم كخبراء استخباراتين مجرّبين.

لقد ظلّت البوّابة الدمشقية لأيران -(وما زالت)-, تشكل محور اهتمام أجهزة شبكات المخابرات الأسرائيلية المختلفة, وكذلك شبكات المخابرات الأمريكية, في اطار مجتمع المخابرات الأمريكي, أضف الى ذلك اهتمامات متنوعة لشبكات المخابرات الغربية الأوروبية, كل ذلك بسبب الدور المركزي الهام, الذي ظلّت ومازالت تلعبه سوريا, في ضبط وتشكيل وتشكل التوازنات الجيو – سياسية الشرق الأوسطية, وكدولة اقليمية ذات أدوار حيوية في مجالاتها الحيوية, وفي توجيه مفاعيل وتفاعلات متغيرات الصراع العربي – الأسرائيلي, بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية, حيث اختصره البعض منّا مع كل أسف وحصرة, الى النزاع الفلسطيني – الأسرائيلي, والفرق في ذلك واضح كالشمس, هو فرق بين الثرى على الأرض, والثريا في السماء الدنيا, كذلك أدوار دمشق في توجيه مفاعيل, متغيرات الشعور القومي العربي وبكافة مكوناته, وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك, وبناءات الهوية القومية العربية من جديد وتقاطعاتها, مع بناءات الهوية الأسلامية, كذلك الدور السوري الواضح, في توجيه متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة, بأشكال استعمارية تستسيغها الأذن العربية, وتحت عناوين الديمقراطيات, وحقوق الأنسان, والحاكميات الرشيدة ... الخ.

شبكات المخابرات المختلفة, لمحور واشنطن – تل أبيب, ومن ارتبط به من العربان, وباقي الحلفاء الغربيين الأوروبيين, تركز على عامل فهم تأثير العامل السوري, ان لجهة اخراج دمشق, من دائرة الصراع العربي – الأسرائيلي, لأنهاء هذا الصراع والى الأبد, وان لجهة اخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي, لأنهاء المشروع القومي النهضوي العربي, وهو شرط موضوعي, لتفكيك تماسك المنطقة العربية, وتحويلها الى كيانات مفككة, يمكن اخضاعها بكل سهولة للنفوذ الأسرا- أمريكي, كل ذلك من أجل ضبط تأثير العامل السوري, ليصار الى انهائه لاحقاً, أو على الأقل اضعافه, ثم تحييد دوره بشكل مؤقت, ليتاح لاحقاً السيطرة عليه.

وفي ظني وتقديري, أنّ الحدث السوري, قاد الى سلسلة من عمليات الأنقلاب الرئيسية, في مسارات توجهات النظام الدولي, وطرق اعادة تشكيله, وتنميطات جديدة لعقيدته, حيث نجد أنّ واشنطن وحلفائها من الأوروبيين, صاروا يتمادون كثيراً في استهدافاتهم لسوريا ودورها وبعد القصير تحديداً, بحيث صار الحدث السوري نقطة مركزية, في محيط التحركات الدولية والأقليمية الساعية, لجهة تصعيدات لمجريات الأحداث في القطر السوري، عبر وكلائهم وأدواتهم من بعض العرب، الذين صاروا GAY من فوق وليس من تحت( أي في العقول) وهنا مفصل الخطورة الأستراتيجية، حيث الأخيرة سلوك جنسي شاذ في حين الأولى ذات السلوك ولكن بالمعنى السياسي المرتهن للغرب, ان لجهة الأستهداف العسكري في مرحلة لاحقة, حيث الغرب يعاني من اضطرابات في الرؤية وغياب النظرة الأستراتيجية ازاء الحدث السوري .

وأحسب أنّ مسارات التمادي الأمريكي – الغربي الأوروبي, كتدخل خارجي أجنبي, في ملفات الحدث السوري ومفاعيله وعقابيله, سيقود بالضرورة الى حالات غير مسبوقة, من الأنفلات الأمني والسياسي الذي يصعب السيطرة عليه, كما نلاحظ أنّ المعارضة السورية سواءً لجهة الداخل السوري, أو لجهة الخارج السوري, كطرف له ارتباطاته الخارجية والتي هي, محل تساؤل الكثيرين من المراقبين, عقابيل هذا الأرتباط الخارجي لهذه المعارضة, يمنع بلا شك التهدئة في سوريا, ومن جهة ثانية يدفع ازاء التصعيد, الذي يتيح لها الحصول على الدعم الأمريكي – والغربي الأوروبي, مع وجود حراك خارجي تصعيدي, تزامن مع حراك داخلي ازاء التهدئة, ويبدو أنّ هناك ادارات للتصعيد السوري الرأسي والعرضي, بعد أن فشل التصعيد الداخلي, عبر متتاليات هندسة الأحتواء للحدث السوري, بمسارات سياسية رغم بطئها.

انّ جلّ الأطراف الدولية الغربية, تنحاز بالتدخل لجانب طرف المعارضة, بدلاً من العمل على تحقيق التهدئة, فهي من ناحية تمارس استراتيجيات اعلامية سوداء, في الغرف المغلقة وعمليات تعبئة سلبية, ومن ناحية ثانية تعمل في دعم جهود التصعيد, عبر المال والسلاح الخفيف الفردي ومستلزماته, مع دعومات لوجستية أخرى عابرة للحدود والقارات.

انّ تداعيات و مفاعيل الحدث السوري, في منظور الرؤية الدولية, كان نقطة البداية لعمليات تمرد دولي اقليمي, على مفهوم نظام الهيمنة الأمريكية والغربية, بعد أن قامت القوّات الأمريكية الغازية, بعمليات غزو واحتلال أفغانستان والعراق, وكان ذلك نقطة بداية مسار قطار الهيمنة الأمريكية, على العالم ضمن نظام القطبية الواحدة, ومن شأن تقلبات المناخات الدولية, لهذه المعادلة ومفهومها, أن يؤدي ذلك الى صعود نظام دولي بديل متعدد الأقطاب, أو على الأقل ثنائي القطبية أو ثلاثي, وظاهرة الأختلاف الأممي, ازاء الحدث السوري كانت البدايات لجهة ذلك.

وأتفق مع القول الذي يتحدث, بأنّ بغداد كانت تمثل الشرارة, التي أشعلت نيران الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم, وقد تكون دمشق عبر حدثها السوري الشامل, والأختلاف عليه دولياً وبكيفية التعاطي معه, بمثابة تلك الأطفائية المائية, التي تقضي على نيران هذه الهيمنة والغطرسة, أو على الأقل التخفيف, من مستويات درجات التهابها.

انّ تعميم عمليات فرض العقوبات, جعل دمشق تواجه عقوبات متعددة الأطراف, كما أنّه قاد الى مجموعة من الضغوط على الأطراف الدولية الناشطة والرافضة, – مثل الطرف الروسي والطرف الصيني والطرف الأيراني ومجموعة دول البريكس - للسياسات الأمريكية في المنطقة والعالم, لجهة اجراء المساومات معها, بعدما تبين أن تلك الأطراف الدولية, لعبت دوراً كبيراً لجهة عرقلة, واحباط مخطط استخدام المنظمات الدولية, في عمليات استهداف سوريا عبر حدثها.

هناك مقاربات سياسية شاملة للايباك في الولايات المتحدة, لجهة حركة الأحتجاجات السورية وتداعياتها على السلام في المنطقة, وان لجهة مواقف الأدارة الأمريكية, بحيث أكّدت مقاربات الأيباك, أنّ السلام مع مصر والأردن الى حد ما, صار سلاماً حقيقياً بالأطار الرسمي لا الشعبي, أمّا السلام الأسرائيلي مع سوريا والفلسطينيين, فهو أمر لا يمكن تحقيقه في المدى المنظور, لذلك المطلوب من محور واشنطن – تل أبيب حالياً, التفرغ الكامل لجهة اكمال عزل سوريا واخراجها, من معادلات الشرق الأوسط الحالية والمستحدثة لاحقاً, وبعدها يمكن النظر في أمر كيفية, تحقيق سلام شرق أوسطي حقيقي من زاوية الأيباك.

وحول السياسة الخارجية الأمريكية, فقد ذهبت مقاربات جماعات الضغط الأيباكي, الى أنّ واشنطن تتعامل مع حراكات ربيع الشارع العربي, وفق معيارين أثنين: معيار المصالح الأستراتيجية, ومعيار السلوكيات الأخلاقية القيميّة, ففي المسألة المصرية والتونسية,, نجد أنّ واشنطن التزمت وفق معيار السلوك الأخلاقي القيمي, وذهبت بعيداً لجهة احترام رغبة الشارعين المصري والتونسي الشعبوية, في اسقاط نظام مبارك وبن علي الحليفان لها, واستبعدت واشنطن معيار المصالح الأستراتيجية, بحيث تخلّت عن مصالحها الأستراتيجية, والتي كان يمثلها نظام مبارك وبن علي, ولكنها في الموضوع اليمني والبحريني, تعاملت وفق معيار المصالح الأستراتيجية, ولم تسعى الى التعامل على أساس الأعتبارات السلوكية الأخلاقية القيمية, على غرار ما فعلت مع القاهرة وتونس.

ويبدو أنّ توجهات السياسة الأمريكية والغربية, تتناقل متأرجحةً بين الخيارين, خيارات الدبلوماسية القائمة, على عملية صنع القرار المستند, على المعيار الأخلاقي القيمي, والخيارات الدبلوماسية القائمة, على عملية صنع القرار المستند, على معيار المصالح الأستراتيجية, وعليه تتعامل ادارة أوباما الديمقراطية, مع الحدث السوري وتفاعلاته, على أساس وضع دمشق أمام مسارين أثنين, وهو أمر استثنائي لمعايير دبلوماسية العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

وتقول معلومات الخبراء والمراقبين الدوليين, انّ حركة الأخوان المسلمين السورية, هي الأكثر والأوفر نشاطاً, في الساحة السياسية السورية( هل ما زالت كذلك بعد ثورة 30 يونيو 2013 م الشعبوية وعزل الرئيس مرسي العيّاط؟), وصعود هذه الحركة معناه بكل بساطة, القضاء على سوريا المدنية – العلمانية, واستبدالها بسوريا الأصولية – السنيّة, وهو أمر غير مقبول بالنسبة لواشنطن والغرب, وانهيار دمشق معناه, اندلاع نيران العنف السياسي الطائفي, وتداعيات وعقابيل كل ذلك, سوف تتخطّى حدود القطر السوري, الى بقية المناطق الأخرى, المجاورة وغير المجاورة, في جلّ جغرافية الشرق الأوسط, وانهيار دمشق يعني, ترسانات الأسلحة السورية كلّها, سوف تقع في يد الفصائل والميليشيات المسلحة, بما في ذلك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ( ان وجدت) كسلاح استراتيجي, واستخدامها سوف يكون حاضراً, ولكنه بمستويات فوضويّة عبثيّة متفاقمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات