حاخام إسرائيلي يلبس قلبق الزعامة الشركسية في العالم


مع حلول عام 2014، سنكون قد اقتربنا جداً من الحدث الرياضي العالمي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية و التي ستقام في روسيا و تحديداً في منطقة "كراسنايا بوليانا و سوتشي و أدلر "، و التي بالطبع سوف ترافقها الكثير من مشاعر الغضب و السخط من قبل الناشطين الشركسيين و حلفائهم . و من متابعتي الحثيثة لشركس الشتات والملاحظات الكثيرة حول تصرفاتهم يتبادر فوراً إلى ذهني المثل الذي يقول - "الحقد اعمى البصيرة ". و انا سأقول لكم لماذا ؟في 28 يونيو 2013 و في مبنى البرلمان الأوروبي /بروكسل و في إطار برنامج "اليوم الشركسي" عقد مؤتمر تحت عنوان "أبخازيا وأوروبا - الطريق إلى التفاهم والتقارب." وقد كان هذا اول مؤتمر يعنى بالشان الابخازي على المستوى العالمي و الذي تلقى ردوداً إيجابية كثيرة من الأوروبيين. وقد مثل الوفد الأبخازي شخصيات معروفة في عالم السياسة و ناشطين اجتماعيين، و فنانين، وأكاديميين (على سبيل المثال، تاراس شامبا، بيسلان كباخيا، بيسلان بوتبا وغيرهم من الشخصيات العامة التي لا تقل عنهم أهمية ). ومع هذا لم تلقى مبادرة رئيس الاتحاد الشركسي الأوروبي "يوروخاسة" "ادميرال ديزديميرا" لإعطاء الوفد الأبخازي الكلمة في المؤتمر الحماس و التشجيع من قبل الشركس لا و بل اعتبروها انقلاباً عليهم و العمل ضدهم و ضد القضية الشركسية.ففي نهاية المؤتمر احتج مجموعة من نشطاء الحراك الشركسي من اوروبا و من الولايات المتحدة، لاتفيا، روسيا، ألمانيا والأردن، الذين يعتبرون أنفسهم قادة الشتات الشركسي في العالم ، و الذين يعملون تحت إمرة الحاخام الإسرائيلي، رئيس معهد الشراكة الشرقية "أفرام شموليفتش"،غضبوا بسبب عدم قدرتهم على الوصول للمنصة الأوروبية هذا العام، و ذلك لإن الوفد الأبخازي سرق فعاليات اليوم الشركسي منهم على حسب قولهم , في الواقع "يورو خاسة" افشلت مخططات الحاخام شموليفتش ومساعديه غيلا فسادزة(واحد من المشاركين الرئيسيين في "الثورة الوردية" في جورجيا) وسليمان غوردجيي (عضو في مجلس إدارة المنظمة غير الحكومية الجورجية " القوقاز الحر") لتشويه فكرة دورة الألعاب الأولمبية في روسيا و ايضاً لتسويق قضية الإبادة الجماعية الشركسية أمام الأوروبين.و بالمناسبة لقد سمعت من أكثر من مشارك بان النائب الجورجي "غيفي تارغمادزة" الاب الروحي و ممثل واشنطن للثورات الملونة على انقاض الاتحاد السوفياتي كان حاضراً مع الوفد الجورجي المشارك بالمؤتمر. فليس سراً أن من اعد الشباب للقيام بالثورات في عدة مناطق بالعالم و دعمهم لتغيير الأنظمة كما حدث في صربيا، جورجيا. أوكرانيا ثم في مصر وليبيا ويمكن ايضاً في تركيا،هي منظمات أمريكية .و هذا ما ينطبق تماماً على القضية الشركسية فمن الواضح أن واشنطن و تبيليسي تختبئان خلف واجهة النشاط الاجتماعي و الإنساني لتنفيذ "مشروع الصدام الشركسي ـ الشركسي" و ذلك فقط من أجل مصالحهما الجيوسياسية في منطقة القوقاز و إغراق روسيا بالمشاكل الداخلية لإضعافها.من هنا و لو فكرنا قليلاً سنكتشف السر وراء ردة الفعل القوية و الصادمة من قبل الحاخام شموليفتش و اتباعه من الذين يسمون انفسهم بالقوميين الشركس بعد تفضيل الملف الابخازي على الملف الشركسي و تقديمه في المحفل الاوروبي مما يعني فشل كل مخططاتهم التي اعدوها لهذا الظهور النادر في البرلمان الأوروبي .ففي مايو 2013 و بناء على اقتراح من اتباع الحاخام شموليفتش في جورجيا و بمساعدة من بعض الاجهزة الامنية الجورجية تم تزوير و تلفيق بعض المواد الأرشيفية لوقائع و مراسلات بين القادة الروس إبان الحرب في القوقاز كان قد افرج عنها المركز الثقافي الشركسي في العاصمة الجورجية (تبليسي) في وقت سابق من هذا العام و ذلك لترجمتها إلى لغات أجنبية عدة و نشرها في وسائل الإعلام الأجنبية لإستخدامها كورقة ضغط على روسيا، فكانت الخطة ان يقوم بعض الناشطين الشركس بالكشف عن هذه المراسلات في جلسة البرلمان الاوروبي لدعم موقفهم من قضية الإبادة الشركسية و تمكينهم من حشد المزيد من الاصوات ضد روسيا و ذلك بممارسة الخداع على المستهلك الأجنبي. و كانت هناك أيضاً خطة لعرض فيلم على الاوروبين كانت قد انتجته قناة الجزيرة و اسمه («شتاء الإستياء») و الذي فشل بطريقة اخراجه الغير مهنية بان يشرح لنا كجمهور واعي و مثقف و بحيادية تامة سبب رفض عدد من المنظمات الشركسية في تركيا وجورجيا اقامة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي،و أيضاً منيت خطتهم هذه بالفشل.و لكن المعلومة التي يجهلها الكثيرون بأن عدداً من وجهاء الشركس في الأردن كانوا قد طلبوا من الحكومة القطرية عبر وزير الخارجية القطري السابق "حمد بن جاسم" في زيارته الأخيرة للأردن للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا و الذي عقد في عمان بتاريخ 22.05.13 بان تقوم قناة الجزيرة بتسليط الضوء على القضية الشركسية و على الأولمبياد في سوتشي على وجه التحديد، و برمجة هجوم اعلامي متكامل على روسيا و سياساتها من خلال البرامج و المقابلات على القناة، بالمقابل يتعهد الشركس بالضغط على الحكومة الأردنية بالعمل على تغيير موقفها من الأزمة السورية للتخلص من حيادها.نعود للمؤتمر الشركسي و اتهامات الحاخام شموليفتش "لبيسلان كوباخيا" منسق الحركة الدولية لحماية حقوق الشعوب- مستشار رئيس المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة، و "ادميرال ديزديميرا" رئيس يورو خاسة عندما اتهمهم في انتهاكهم لحقوق جميع شعوب الشركس في الشتات و العمالة لروسيا ومع ذلك أنا لا افهم - ترى من اعطى الحاخام الحق في تنصيب نفسه وصياً على الشركس و متكلماً في قضيتهم؟فبعد انتهاء المؤتمر أصدرت بعض الشخصيات الشركسية 1*بيان احتجاج مشترك، هذا البيان الذي أخذوا نصه بالكامل من مقال 2*نشره الحاخام شموليفتش قبل عقد المؤتمر بيوم كامل أي بتاريخ 27.06.13 تحت عنوان "جبهة بروكسل في حرب الأولمبياد" تحليل نص البيان، ينظر إليه على أنه محاولة للكاتب لشق الصف بين الشركس و الأبخاز و طمس الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين شعوب القوقاز، و أيضاً احتوى البيان توبيخ الوفد الأبخازي واتهامهه بالتقصير بحق شركس سوريا و بأن السلطات الأبخازية لا تولي اهتماماً كافياً لمشاكل الشركس الفارين من سوريا، لكن في الواقع أستطيع القول" لا توجد دولة واحدة في العالم وفرت بيئة مريحة للعيش لشراكس سوريا كأبخازيا.فالسلطات الأبخازية حالياً تقدم المساعدات المالية الشهرية للسوريين، وتساعدهم في تعلم اللغة المحلية والتقاليد والتكيف الاجتماعي والثقافي بشكل عام. و الشركس السوريين قادرون على أداء الشعائر الدينية في المسجد في وسط سوخومي برئاسة رئيس المجلس الروحي لمسلمي أبخازيا "صالح كفارتشيليا". فمن الواضح ان الحاخام شموليفتش و اتباعه تقصدوا نشر الاخبار الكاذبة حول ابخازيا و شراكس سوريا لتأليب الرأي الشركسي العام ضد سوخومي.فمحاولات الايقاع بين الطرفين ، و زرع بذور الفتنة بين الشركس والأبخاز جرت عدة مرات في السابق، .ولكن العلاقة الاخوية و صلة الدم بين الشعبين اجتازت كل هذه الاختبارات، و زادتها قوة و متانة تلك الملاحم البطولية التي خاضها الشعبين في تسعينيات القرن الماضي ضد الجورجيين في معارك غوداوتا و سوخومي ولا اظن بأن احداً يستطيع الايقاع بينهم . فمعاون الحاخام شموليفتش "رسلان كيش"منسق منظمة الاتحاد الشركسي في تبليسي حاول مراراً وتكراراً في مقالاته الايقاع بين الأبخازيين والشركس، ودفعهم للقتال مع بعضهم البعض.ففي مقالته، "مرة أخرى عن العلاقات الشركسية الأبخازية"، و التي نشرت في نيسان عام 2013، حاول أن يشرح لنا أن وجود الأبخاز في دول الشتات لم يكن نتيجة طرد سكان الجبال من موطنهم إبان الحرب القوقازية، مثل الشركس، بل بسبب تأثير عوامل أخرى و التي تمثلت بإنعدام علاقات حسن الجوار مع جيرانهم مما دفعهم لمغادرة الوطن .قد لا يعرف "كيش" عدد الجالية الأبخازية الضخمة في تركيا، والذين لا يزالون يتذكرون تلك الأيام بكل فخر عندما هبت الشعوب القوقازية من الاديغة و الاباظة والشعوب الشقيقة الأخرى في القوقاز لمساعدة الدولة الأبخازية الفتية لتصبح دولةً مستقلة بحق، وبأن تكون على قدم المساواة بين دول المنطقة بما في ذلك الدول الأوروبية ايضاً.في النهاية أريد أن أقتبس بعض الكلمات من مقال كتبه الحاخام شموليفتش بعنوان "الألعاب الأولمبية عقدة الأديغة"، والذي عبر به بكل وضوح عن موقفه من الشركس. وكتب يقول "... الشركسي الغني السمين والشركسي القومي النحيف كلاهما يماطلون في إعطاء حتى و لو قرش واحد في سبيل القضية الشركسية و لكنهم لا يترددون عن المطالبة بكل شيء بشرط أن يكون بالمجان ...". ربما الامر كله يتعلق بالمال و الامنية الوحيدة لدى الحاخام الإسرائيلي هي كيفية الوصول اليه؟ أما شعارات القومية ، و موضوع الإبادةالجماعية الشركسية و دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي ما هي الا ستار وذريعة لاشعال نار الحقد و الكراهية و خلق المواجهات و الصدامات 1بين شعوب القوقاز.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات