الشعب المصري يستعيد ثورته , الاخوان الى أين ؟


بعد عام على تولي الرئيس المصري \\\" محمد مرسي العياط \\\" مقاليد الحكم في مصر , قامت الحشود المصرية الغاضبة والتي قدر تعدادها \\\" بخمس وثلاثين مليون متظاهر \\\" في اعظم تظاهرة شهدتها مصر في تاريخها لاسقاط حكم الاخوان الذين صعدو الى سدة الحكم بعد ما يناهز الثمانين عاما من الاقصاء والحظر للجماعة وانشطتها .

الشعب المصري الذي صدح بسلمية تامة في غالب الميادين المصرية رفضا لسياسة الاقصاء المتعمد من قبل مؤسسة الحكم القابعة في سلطة الاخوان المسلمين في مصر , ورفضا لمحاولات النظام المصري لأخونة الدولة وفرض قيودهم على المواطنين المصريين الذين يعيشون حياة وسطية منفتحة ما بين الدين والفن وجزء من الحريات الشخصية والتي حاولت جماعة الاخوان اسقاطها بحجة الشريعة وتعقيد حياة الشعب المصري البسيطة , اضافة الى عام كامل من حكم المرشد وجماعته لمصر دون تحقيق اي من الوعود التي اطلقتها الجماعة قبيل الانتخابات الرئاسية الماضية للوصول الى حكم البلاد .

قيادة الجيش المصري وعدد من الوجهاء وزعامات ومرجعيات دينية , اعلنت انحيازها للارادة الشعبية , انهاء حكم الاخوان وعزل الرئيس مرسي , بعد جولات التشاور اثناء المهلة التي منحها الجيش المصري لكافة الاطراف للحوار من اجل اخراج البلاد من المأزق الذي دخلت فيه على ايدي الاخوان ومعارضة الشعب المصرية في غالبيته للاوضاع المتردية في مصر , الامر الذي اعتبره مؤيدو الرئيس انقلابا عسكريا على شرعية لرئيس قدم الى الحكم عبر صندوق الاقتراع وقاموا بالتحريض على الجيش والمعارضة الامر الذي جر المتظاهرين الى مواجهات دامية ما زالت مستمرة حتى اللحظة ونجم عنها عشرات القتلى والجرحى واعمال عنف ضد عسكر الجيش المصري وقوات الامن , لكن الجيش المصري تعامل مع الامر بحنكة عالية حينما اعلن انهاء حكم المرشد حيث ظهر السيسي قائد الجيش المصري برفقة مرجعيات شعبية نافذة وبعد المشاورات ليعلن انحيازا لمطالب الشعب الذي يعتبر مصدرا للسطلة فقد استمد الجيش المصري والازهر والكنيسة المصرية شرعية قرار عزل مرسي من شرعية المطالب الشعبية درءا للفتنة وحقنا لدماء المصريين وما زال الجيش المصري محايدا بين جميع الاطراف همه تأمين المتظاهرين واخراج البلاد من الصراع والتأجيج والتحريض .

سقوط مرسي كان فاجعة بالنسبة للتيار المتأسلم الذي يقاتل في سوريا لاسقاط الاسد والاستيلاء على الحكم , وضربة موجعة لفروع جماعة الاخوان المسلمين , خصوصا انها جائت في مصر مهد الجماعة ومقرها الرئيس .

الجماعة في الاردن تحاول جاهدة ان تظهر نفسها وكأنها لم تتأثر اثر سقوط الاخوان في مصر , الجماعة ذاتها التي كانت تراهن على اسقاط الاسد في سوريا من اجل الصعود المنشود للاخوان في سوريا , حيث عبرت الحركة عن ذلك اكثر من مرة وفق مصادر مقربة , اضافة الى الدعوة العلنية التي اظلقها رئيس مصر المعزول للجهاد في سوريا وقطع العلاقات مع دمشق ودعم الجماعات الارهابية المتطرفة , لكن المعادلة الان قد تغيرت عبر ضرب الحركة في مقرها الرئيس في القاهرة !! التيار الاخواني والجماعات المتطرفة تلقت الضربة التي ستقصم ظهر البعير عبر اسقاط الثقل السياسي الداعم لتمردهم في سوريا والداعم لاطماعهم في افتعال البلبلة من اجل الصعود لسدد الحكم في البلدان العربية , لعلهم يطمعون ايضا في اقامة دولة اخونجية من المحيط الى الخليج الذي تحول بدوره هو الاخر ليعلن سحب يده من يد الجماعات الاسلامية بعد ثبوت فشلهم !!

حركة الاخوان المسلمين في الاردن تعاني من انحسار في شعبيتها كما يبدو ظاهرا في الشارع وملاحظا في خطاب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن – همام سعيد – الذي دعا فيه جماعته لرباطة الجأش والا تتزعزع عقيدتهم او يفقدو الامل في استراتيجيتهم او الامل في النصر و التمكين بعد الحدث الجلل الذي اصابهم بسقوط الاخوان في مصر !!.

بعد الضربة التي تلقتها الجماعة الام في مصر بات على اخوان الاردن مراجعة حساباتهم وتغيير مواقفهم واستراتيجياتهم , خصوصا بعدما عمدت الحركة في الاردن لاسقاط ما يسمى بالتيار الناعم المسمى \\\" بالحمائم \\\" لصالح تصاعد التيار المتشدد المسمى \\\" بالصقور \\\" والذي لا اجد له صفة اكثر من تيار التصعيد والتأزيم الذي لن يجر على الحركة سوى المزيد من الازمات والضعف الشعبي , لذا فان على التيارات الاسلامية التعلم من تجربة الاخوان في مصر واتخاذ النهج \\\" الناعم والمتحضر \\\" ليكونو شركاء في معارضة حقيقية منظمة وفاعلة للوصول الى السلطة عبر الطرق الديمقراطية والشرعية لا ان تكون جزءا من التيار التصعيدي الذي يعزل نفسه عن وسائل تداول السطلة الديمقراطية عبر رفضها للمشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة وقرارها الاخر بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية للمعارضة فقط , المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من الضعف وأفول الجماعات الاسلامية وانحسارا لمدى فاعليتها ان لم تتخذ مواقف معتدلة وتكون جزءا فاعلا لا هادما في المجتمعات العربية !!



تعليقات القراء

طفيلي ساكنها
أيها الكاتب لم تزد على ترديد مزاعم فلول حسني كيف عددتم 35 مليونا! ولو كانوا يملكون هذاالعدد هل كانوا بحاجة إلى الجيش والإنقلاب!لو كانت الأمور تحسب بهذه الطريقة ما كانت حكومات ولا ديمقراطيات الطريقة الوحيدة لاثبات أية جهة امتلاكها للأغلبية هي صندوق الاقتراع مع ضمانات النزاهة ونكول الفلول عنه ولجؤوهم للإنقلاب العسكري شاهد على أن الأغلبية مع مرسي
07-07-2013 12:41 PM
احمد محمد
كل يوم نسمع ونرى كلاما جديدا من اناس لا دخل لهم بالسياسه ولا بالكتابه . وكل ما يكتبون مجرد ترهات في ترهات
07-07-2013 01:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات